منهل باريش: اعترضت مروحية هجومية من نوع أباتشي طائرة الاستطلاع الإيرانية «سيمرغ» بعد دخولها الأجواء الإسرائيلية لمدة 90 ثانية، وتمكنت من إسقاطها بأقل الأضرار دون تحطيمها، وهو ما سيسمح بفحص تقنياتها عن قرب دون الحاجة إلى جهد استخباراتي كبير من جهاز الموساد الإسرائيلي داخل إيران.
وليس من المفاجئ أن الطائرة دون طيار «سيمرغ» (طائر الفينيق في اللغة الإيرانية) هي النسخة الإيرانية من طائرة «أر كيو 130» الأمريكية، والتي فقدها جهاز المخابرات الأمريكية في كانون الأول (ديسمبر) عام 2011، وأعلن سلاح الفضاء في الحرس الثوري الإيراني إسقاطها عبر اختراقها إلكترونيا وهي تطير في مثلث الحدود الأفغانية الباكستانية شرق البلاد، قادمة من قاعدة شيندند ثالث أكبر قاعدة أمريكية في ولاية هراة جنوب أفغانستان، والتي تعتبر أهم محطات التجسس لجهاز المخابرات الأمريكية على شرق إيران وباكستان أيضاً.
وحاول البنتاغون سحب حطام الطائرة في عملية كومندوس إلا أن الحرس الثوري الإيراني سحبها بعيدا عن الحدود الأفغانية إلى أحد مقرات مؤسسة جهاد الاكتفاء الذاتي والبحوث في الحرس السوري الإيراني، وهي المؤسسة التي تقوم بتطوير التقنيات العلمية وتشرف على برنامج التطوير الصاروخي في إيران.
بعد عام من إسقاطها حاولت المخابرات الأمريكية عرقلة طهران في فك تقنية طائرة «أر كيو 130»، ونجحت في اغتيال المقدم المهندس حسن طهراني مسؤول البرنامج الصاروخي في الحرس الثوري، والذي يعتبر الأب الروحي لبرنامج التطوير الصاروخي في إيران. ألا أن سلاح الجو الإيراني أعلن في عام 2014عن تصنيعه طائرة «أر كيو «130 بتقنية الهندسة العكسية بعد تحديد مقدراتها التقنية وخصوصا تلك المتعلقة بعدم كشفها على الرادارات، وقام مكتب العلاقات العامة في الحرس الثوري بحملة دعائية كبيرة طلب فيها من المواطنين الإيرانيين اقتراح اسم فارسي للطائرة، ليقع الاختيار على اسمها الجديد «سيمرغ».
اعتراض طائرة التجسس الإيرانية «سيمرغ» من قبل طائرة أباتشي وعدم اسقاطها بمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية يرجح أن الطائرة كانت في طور المراقبة منذ إقلاعها من مطار التياس العسكري والمعروف باسم «تي 4»، وتركت تدخل المجال الجوي الإسرائيلي لتسقط برشقة من طلقات مدفع طائرة الأباتشي الهجومية في أحد جناحيها وهي تطير على ارتفاع منخفض، ما حال دون احتراقها.
رد فعل جيش الدفاع الإسرائيلي لم يتأخر أبدا بعد إسقاط طائرة التجسس الإيرانية، فتم استهداف المطار بواسطة ثماني طائرات إسرائيلية نوع «إف 16» قامت بقصف المدرج وبرج المراقبة الجوي ومقرات القيادة والمبيت والمستودعات ومحطة الوقود في المطار. هذا دفع النظام السوري إلى التصدي لسرب الطائرات الإسرائيلية بإطلاق عدة صواريخ مضادة للطيران نوع «سام -5»، ما أدى إلى سقوط أحد الطائرات بسبب «سوء اتخاذ تدابير المراوغة» من الطيارين كما تحدثت مصادر عسكرية إسرائيلية للصحافة في تل أبيب، مع ترجيح كبير لفرضية أن الطائرة لم تصب بشكل مباشر وإنما قفز الطياران بعد دخولهما في موجة الرادار التابعة للدفاعات الجوية السورية.
ومع التصريحات الرسمية بعدم الرغبة في المواجهة مع النظام استمر سلاح الجو الإسرائيلي بقصف الدفاعات الجوية للنظام السوري طوال يوم السبت، 10 شباط (فبراير)، وتركزت على 12 هدفا أغلبها تتبع للقوى الجوية والدفاع الجوي. وقام الطيران الإسرائيلي إضافة إلى ذلك بقصف مطارات التياس (تي 4)، والسين، وخلخلة والنيرب والمزة العسكري. كما استهدف عددا من مقرات القيادة التي تتركز فيها القوات الإيرانية، وأهمها جبل المانع وتل أبو ثعلب في منطقة الكسوة جنوب دمشق ويتبعان إلى فوج الدفاع الجوي 165 ويعتبران بمثابة خط متقدم للدفاع عن مطار المزة العسكري من أي اعتداء من الجهة الجنوبية. كذلك قُصف الفوج 16 دفاع جوي والذي يقوم بحماية مطار الضمير العسكري وينتشر في القرب منه، وهو أكبر الأفواج المستقلة التابعة لإدارة الدفاع الجوي. كما تعرض للقصف اللواء 104 أشهر ألوية الحرس الجمهوري والذي كان يقوده اللواء مناف طلاس ابن وزير الدفاع السوري. وقُصفت أيضا منطقة الديماس بالقرب من المطار الشراعي، إضافة إلى سهل الزبداني، واستمرت الغارات في اليوم الثاني وطالت مطار خلخلة ومعامل الدفاع في منطقة السفيرة ومطار السين، وعدة نقاط في اللواء 156 في بلدة غباغب، والفوج 175بالقرب من بلدة إزرع في محافظة درعا جنوباً.
ورغم إعلانه العكس، يبدو أن النظام السوري لم يتخذ قرار الرد على القصف الإسرائيلي بنفسه، ومن الواضح أن القرار كان إيرانيا وبدأ بمحاولة اختراق الأجواء الإسرائيلية بطائرة التجسس الإيرانية. لكن في المقابل كانت إيران على علم مسبق بأن الدفاعات الجوية الإسرائيلية ستقوم بإسقاطها بمجرد اقترابها من الحدود مع الجولان المحتل. ومن السهل أيضا أن ينفي أي متابع هدف التجسس والمعلومات الاستخباراتية بإرسال طائرة دون طيار، فالوضع من جانب الحدود الإسرائيلية ـ السورية لا يشابه الحدود مع لبنان، والذي يسيطر عليه حزب الله. فالجزء الكبير من الحدود تسيطر عليه المعارضة السورية ولا حدود إيرانية مباشرة، وميليشيا حزب الله والعناصر الإيرانية هم أقرب إلى مدينة القنيطرة وتحصيناتهم العسكرية ونشاطهم يتركز فيها وفي مناطقها الشمالية، وبدأت نشاطا متأخرا وبحذر كبير منذ أيام قليلة بعد إخراج المعارضة من بيت جن شمال بلدة حضر.
رئيس أركان سلاح الجو الإسرائيلي أشار إلى أن الهجوم على الأهداف السورية والإيرانية تم بعد إعلام القوات الروسية في سوريا تجنبا لأي خطأ. وأشار إلى أن الدفاعات الجوية الروسية لم تشارك في أي اعتراض لطائراته.
إيران حاولت تسخين الأجواء مع تركيا بعد اعتراضها الرتل التركي والقصف غير المباشر عليه في محاولة إعاقة الانتشار التركي في نقطة المراقبة الرابعة في تل العيس جنوب حلب، والتحرش بالقوات الحليفة لأمريكا شرق الفرات، ومحاولة تجاوز النهر والسيطرة على عدة قرى شرق الفرات، والاقتراب إلى حقلي خشام النفطي وكونيكو الغازي. وانتهت سلسلة الاستفزازات الإيرانية هذه بمحاولة تصعيد كبيرة مع إسرائيل.
الرد الإسرائيلي العنيف وعدم ارتكاب أخطاء جديدة من قبل طياريه أخرج عن العمل، بشكل نهائي، ما يزيد عن 30 في المئة من الدفاعات الجوية للنظام السوري، والتي تعتبر أساساً متخلفة جدا لم تُطور منذ بداية الثمانينات إبان حرب لبنان والاشتباك السوري ـ الإسرائيلي هناك.
السؤال الأهم في الاستفزازات الإيرانية، ما رد فعل إسرائيل على نظام بشار الأسد، وهل ستسمح بإضعافه أكثر وهي التي دافعت كثيرا عن بقائه في السلطة منذ موت والده، ومنعت إسقاطه بالقوة منذ انطلاق الثورة السورية؟
النظام الأسدي أصبح كالكرة تتقاذفها العديد من الأقدام !!
ولا حول ولا قوة الا بالله
التخلف التكنولوجي عاقبة كل نظام ديكتاتوري لا يهتم الا ببقائه
جيش الاحتلال الصهيوني لم ينشر صورا لما ادعى انه دمر من دفاعات جويه مثلما نشر لاسقاطه الطائره الايرانيه. على أية حال كان الامل ان تكون المنظومه الصاروخيه ااتى اسقطت الطائره منظومه متطوره حديثه وليس قديمه كي تنجح في تغيير المعادله فعلا.
لكن السؤال الاهم لماذا لم يقم الروس بنصب منظومة س-٣٠٠سوريه ماداموا موجودين حتى لا تدمر قبل نصبها. وماذا عن منظومة س-٤٠٠ الروسيه والتي قيل انهم احضروها لسوربا؟ هل هي مجسمات فقط كما قيل ام انها غير موصولة بالكهرباء مثلا!
لا يبدوا ان الروس يريدون ايقاف عربدة الصهاينه في اجواء سوريا وعدم تزويد النظام بدفاعات جويه متطوره يوحي بان هناك صفقه بين بوتين ونتنياهوبان يقتصر تدخل روسيا على انقاذ النظام فقط. ويبدوا ان اعلام الحلف الايراني التقط هذه الفجوه واخذ يتحدث عند وجود منظومات كوريه شماليه بحوزة النظام تهدد ليس الاف ١٦ فقط وانما الاف ٣٥.
احتكار الروس لملف اعمار سوريا قد يكون مؤشر على ان الايرانيين ومليشياتهم قد انهوا مهمتهم التي وافق عليها الاسرائيلين تحديدا منع النظام من السقوط وتدمير سوريا وتشريد شعبها وان يقتلوا ويقتلوا وعليهم الان المغادره والا.. انتهت فترة الضيافه..
بالرغم من الوجود الروسي والايراني، لا زالت اسراءيل هي صاحبة القرار فيما يخص سوريا!
هدف ابقاء بشار الجزار بالحكم من قبل ايران وروسيا هو اضعاف الجيش السوري الى اقصى درجة لكي لا يصبح له اي تهديد لاسرائيل. المعارضة السورية لو كانت موحدة منذ البداية ووطنية لكان النظام سقط في وقتها ولكن مع الأسف تفرقهم جعلهم ضعفاء و زادزمن معاناة الشعب السوري الأبي. سؤال بسيط لماذا لم تقمواي وحدة او فوج او لواء من الجيش السوري بعملية انقلاب لاسقاط اانظام؟