اللاذقية ـ «القدس العربي» من سليم العمر: سقطت مدينة كسب في ايدي قوات النظام السوري مجدداالساعة الثانية فجرا دخلت مليشيات تابعة للنظام السوري وقوات من حزب الله اللبناني الى ساحة مدينة كسب بعد اشتباكات دامية طوال الفترة الماضية على مدار تسعين يوما.
وكانت قوات المعارضة بشقيها الإسلامي والجيش الحر تقاوم وتتصدى لاية محاولات للتسلل وتتصيد كل من يقترب من مدينة كسب، لكن فجر أمس لم يكن بالمقدور الصمود اكثر بعد ان استنزفت قوات المعارضة بشكل كبير لم يمكنها من الصمود اكثر، أيضا النظام في هذه المرة لم يتسلل من جهة واحدة كما في المرات السابقة بل تسللت عناصره من كافة المحاور مستعينة بمليشيات لبنانية، وذلك أدى الى تشتيت قوات المعارضة خصوصا بعد ان سيطر على قمة صغيرة بالقرب من قمة النبي يونس في أقصى الشمال الشرقي من ريف اللاذقية، حيث أنه تقدم جزئيا في تلك المنطقة ليلفت إنتباه قوات المعارضة الى تلك المنطقة بينما تتحضر قواته في أقصى الشمال الغربي لدخول كسب.
أحد قيادي انصار الشام قال لـ»القدس العربي» ان أنصار الشام لم ينسحبوا رغم قلة الذخيرة وقد نشر على صفحته في «فيسبوك» العبارة «كتائب أنصار الشام يعاهدون على الموت من سيبقى في مدينة كسب» عند الساعة الخامسة بعد ظهر يوم 14 حزيران/ يونيو2014.
أحد الناشطين فضل عدم ذكر اسمه يروى لـ»القدس العربي» تفاصيل ما حدث: بدأت عمليات التسلل على كافة المحاور عصر أمس الأول شملت عمليات التسلل هذه مناطق غابات الفرلق ومنطقة النبعين سلسلة قمم تشالما بالإضافة الى قمة النسرو برج السيرتيل القريب من المرصد 45 حدث تقدم بسيط وجزئي لقوات النظـــــام خصوصا في منطقة برج السيرتيل ومنطقة جبل النسر التي تقــع مباشرة جنوبي كسب، حالة من الهلع والارتباك أصيب بها مقاتلو المعارضة المسلحة في تلك المناطق وعلى أثر ذلك بدأت بعض الكتائب بالخروج من كسب. لكن هناك من بقي في محاور الإشتباك يحاول التصدي لقوات النظام السوري وقوات حزب الله.
وتابعت «القدس العربي» مجريات المعارك في مدينة كسب والمناطق المحيطة بها. حيث تفيد الانباء الواردة من هناك وصول تعزيزات محدودة لقوات المعارضة بقيادة أبو سفيان الانصاري قائد تجمع نصرة المظلوم الذي كان قد سحب بعضا من قواته من كسب الى منطقة النبي يونس المحاذية للقرداحة حيث حاول النظام السوري التقدم في تلك المنطقة.
استطاعت هذه القوات مساندة من بقي من قوات المعارضة في مناطق الاشتباك وكانت الأوضاع طبيعية حسب احد الناشطين عند الساعة الواحدة ليلا بعد منتصف الليل واكد ذلك احد قيادات المعارضة بعد ان هدأت وتيرة الاشتباكات نسبيا الى ما كانت عليه في باقي الأيام لكن ما حصل بعد ذلك لم يمكّن قوات المعارضة من الصمود أكثر حيث أن النظام السوري استقدم تعزيزات هائلة الى المنطقة رغم أنه فقد العشرات من عناصره اثناء التقدم. كمين محكم نفذته قوات المعارضة في غابات الفرلق حيث تم قتل اكثر من 20 جنديا نظاميا وأسر اكثر من عشرة جنود لانهم ضلّوا طريق رفقاهم من جيش النظام.
استمرت علميات التقدم لقوات النظام رغم خسائره الكبيرة لكن بالمقابل خسرت قوات المعارضة العديد من المقاتلين ذوي الخبرة في هذه المعارك كما أن نفاذ الذخيرة كان له دور كبيرة في سيطرة قوات النظام على المناطق المحيطة بكسب.
( أ. ز) اخت احد المقاتلين المعارضين اتصلت بأخيها تريد أن تطمئن عليه استطاعت أن تكلمه بعد محاولات عديدة أخبرها بان»15 شابا سوريا و50 شابا من المهاجرين الشيشان ما زالوا يقاتلون بما بقي لديهم من أسلحة خفيفة حتى الموت ولن يغادروا كسب تحت أي ظرف كان»، الساعة الثانية بعد منتصف الليل أمر غريب ومفاجيء حدث كما وصفه المعتصم بالله احد الناشطين من احرار الشام لـ»القدس العربي» حيث بدأت قوات النظام تدخل الى مدينة كسب من نقاط وطرق غير اعتيادية لأول مرة. مما يشير حسب وصف الناشط الى حصول «أمر ما» حيث قال: إن هناك أمر مريب يحدث هذه في النقاط (محاور الاشتباك) التي بدأ الجيش بالدخول منها لا يمكن ان يدخلها الا من جاء الينا مؤخرا.
دخل الجيش من نقاط متعددة الى كسب رغم أن بعض العناصر من قوات المعارضة كانت ترابط على تخوم أي منطقة يشتبه في أن النظام السوري سيدخل منها. بدأت عمليات اخلاء المقاتلين عند الساعة الثانية من مدينة كسب انسحب المشفى الميداني الى معبر المدينة الحدودي مع تركيا وكانت في هذه الاثناء تتقدم قوات النظام السوري داخل مدينة كسب شيئا فشــــيئا مع بعض الاشتباكات المتقطعة هنا وهناك حيث يتواجد بعض مقاتلي المعارضة الذين رفضوا الخروج من المدينة. حيث دخلت قوات النظام مقتحمة المدينة برا لأول مرة دون أن يسبق عملية الاقتحام تمشيط مدفعي او اي تحليق للطيران الحربي في سماء المنطقة. بعد ان سقط اكثر من عشرة شهداء من قوات المعارضة في تلك الليلة.
تعد كسب آخر مناطق الاتصال الجغرافي البري بين علويي سوريا وعلويي لواء اسكندرون، دخلتها قوات المعارضة تاريخ 27 آذار/ مارس 2014 وسيطرت على قرية السمرا البحرية لفترة وجيزة ومن ثم استطاعت قوات النظام استعادة السيطرة عليها بعد عملية تسلل بحرية كانت عوامل الجغرافيا ونقص الذخيرة في تلك الاثناء هي من ساعد قوات النظام على استعادتها. بعد ذلك أيضا استعادت السيطرة على المرصد 45 الاستراتيجي كانت عناصر عراقية بالإضافة لعناصر حزب الله اللبناني قد ساندت قوات النظام في محاولات التقدم الى مناطق جديدة.
تبعد مدينة كسب عن مدينة اللاذقية كبرى مدن الساحل السوري ما يقارب 40 كيلو مترا وتتميز هذه المدينة بمزيج طائفي متعدد حيث تضم ثلاث طوائف ابرزها طائفة المسيحين الأرمن والعلويين المؤيدين للأسد وطائفة سنية معارضة لحكم الأسد.
منذ تحرير كسب وعمليات التسلل التي يقوم بها عناصر النظام لم تهدأ ابدا في محاولة لاستنزاف قدرات الكتائب المسلحة حيث بلغ عدد المصابين في هذه المعارك ما يقارب حوالي 1500 مصاب، جزء كبير منهم لن يعود الى ساحات القتال لفترة تتجاوز الست أشهر وذلك حسب إفادة احد الاطباء العاملين في مشفى كسب الميداني لـ»القدس العربي» واضاف الطبيب انه هناك يوميا جرحى من قبل قوات المعارضة بسبب الاشتباكات ومحاولات التسلل لعناصر النظام السوري الى مناطق ريف كسب.
حسب ناشطين خرجوا من كسب مؤخرا فهم تفاجئوا واصيبوا بالذهول لما حدث وكان اخر من انسحب مجموعة من المهاجرين استطاعت «القدس العربي» الوصول الى احدهم وافاد بان الجميع قدم وضحى ولكن يبدو ان القرار السياسي ليس بيد السورين وعند سؤالنا له ماهي وجهتكم القادمة قال: الى تنظيم الدولة الاسلامية مبررا ذلك لان قرارهم بيدهم وليس بيد الخارج.
سقطت كسب اعلاميا قبل ان تسقط على الارض حيث ان تلفزيون النظام السوري اعلن سقوط كسب مساء امس الاول في حين أن المدينة لم تكن قد سقطت بعد.
الخيانة موجودة بكل زمان ومكان
وكذلك قلة الذخيرة وقلة الامدادات
خسارة جولة لا تعني خسارة المعركه
المهم أنه بهذه التسعون يوما أظهرتم للعالم بأسكم وشجاعتكم ولم تخربوا ولم تنهبوا
ولا حول ولا قوة الا بالله