دمشق ـ «القدس العربي»: ما أن أعلنت حكومتا موسكو وطهران عن بيان مشترك عبر غرفة عمليات عسكرية في سوريا، تتوعدان من خلالها الإدارة الأمريكية بصد أي هجوم صاروخي على مواقع النظام السوري، حتى بدأت ملامح التنسيق العسكري على الميليشيات العاملة تحت مظلة الحشد الشعبي والتي تصفها روسيا بالقوات الرديفة، تظهر في الميدان السوري.
سباق مكشوف بين الفصائل العراقية أعلنت عنها كل من «حركة النجباء العراقية»، بقيادة أكرم الكعبي، وميليشيا «أسد الله الغالب» بقيادة عبد الله الشباني، حيث كشف الإعلام الحربي الخاص بميلشيا «النجباء» العراقية، عن تنسيق عسكري جديد بين الجناح العسكري للحركة وقوات النظام، خلال زيارة وفد من ممثلي الحركة المتواجدين في سوريا، إلى محافظ حمص، طلال البرازي. ووفقاً للإعلام الحربي التابع لـ«النجباء» فقد زار وفد يمثلها محافظ حمص وناقش معه «تطورات الاوضاع السورية، وأكد الوفد خلال لقائه البرازي استمرار وقوف قيادة النجباء وعناصرها في مساندة النظام، على امتداد الرقعة السورية».
من جانبه أشاد البرازي بالدور الكبير الذي تقوم الميليشيات الشيعية ومن خلفها إيران التي تمدها بالترسانة العسكرية، في دعم بشار الأسد ونظامه، ومساندتها لقوات النظام في الهجوم على المناطق الخارجة عن سيطرته.
وسبق اجتماع وفد ميليشيا «النجباء» العراقية، بمحافظ حمص، تنديد واسع من قبل ميليشيات الحشد الشعبي عقب الضربة الأمريكية الأولى للنظام السوري، وعلى رأسها ميليشيا «أسد الله الغالب»، حيث عبر عبد الله الشباني، عن استيائه إزاء استهداف مطار الشعيرات بالصواريخ الأمريكية الموجهة، وقال في بيان نشره عبر حساباته الرسمية، «ان أمريكا وان زعمت سيطرتها على العالم حتى أصبح العالم بالنسبة لها كالقرية الصغيرة، إلا انها لن تستطيع ازالة ايمان المؤمنين والشجعان، وان العدوان الأمريكي الغاشم، على الارضي السورية ما هو إلا خرق للقوانين والأنظمة الدولية وتقوية الإرهاب في تلك الأرض، ونحن من واجبنا أن نمضي بمحاربة الإرهاب والصهيونية»، حسب تعبيره.
وكشف الإعلام الحربي التابع لـ«قوات أسد الله الغالب» في سوريا، عن تنسيق وتعاون بين الشباني والقائد الجديد لـ»لواء الإمام الحسين»، أسعد البهادلي بعد اجتماع في بلدة السيدة زينب بريف دمشق، أعربا خلاله عن تعاونهما في مساندة النظام السوري.
وخرج قائد ميليشيا «أسد الله الغالب» «ولواء الإمام الحسين» ببيان استنكار للهجمة الأمريكية على الأراضي السورية، جاء فيه «ان الهجمة تدل على دعم الإرهاب لأن الجيش العربي السوري قطع شوطاً كبيراً في تحرير الأراضي» التي كانت تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية»، مؤكدين ضرورة «زيادة دعم بشار الأسد في حربه».
فيما هددت غرفة عمليات عسكرية تتخذ من سوريا مقراً لها، تضم كلاً من حكومتي موسكو وطهران، إضافة إلى الميليشيات الطائفية الممولة من قبل الأخيرة «لبنانية وعراقية وإيرانية» شيعية، بالرد على أي هجوم أو ضربات تفتعلها الولايات المتحدة على الأراضي السورية.
ونشرت ما تسمى بـ «غرفة العمليات المشتركة للحلفاء روسيا إيران والقوات الرديفة» في سوريا، تعليقاً على الضربة الأمريكية التي استهدف قاعدة الشعيرات العسكرية يوم الجمعة: سنرد بقوة على اي عدوان وروسيا وإيران لن تسمحا لأمريكا بأن تهيمن على العالم، وإن العدوان الأمريكي على سوريا هو تجاوز خطير واعتداء سافر على سيادة الشعب والدولة السورية وهو مدان، وهو يثبت مجدداً خطأ الحسابات والخيارات الأمريكية، حسب البيان.
وأضاف البيان: ان هذا العدوان هو تماد كبير للظلم والجور على سوريا، في الوقت الذي تقوم فيه نيابة عن كل العالم بمحاربة الإرهاب المتعدد الجنسيات منذ ست سنوات وتدفع ثمناً باهظاً من دماء ابنائها لتحقيق النصر على أولئك الإرهابيين المتوحشين، ونستنكر اي استهداف للمدنيين أياً كانوا، وما جرى في خان شيخون مدان ايضاً، رغم ايماننا أنه فعلٌ مدبرٌ من بعض الدول والمنظمات، لاتخاذه ذريعة لمهاجمة سوريا، وان من يدعم الجماعات الإرهابية المسلحة ويدرّبها ويمولها كداعش والنصرة وملحقاتهما من التكفيريين، ويدعم المعتدي على الحقوق المشروعة لشعوب المنطقة واستخدم عشرات المرات الفيتو ضد حقوق الشعب الفلسطيني، لا يحق له ان يقدم نفسه مدافعاً عن حقوق الانسان ويدعي الغيرة على كرامة شعوب المنطقة خاصة في سوريا والعراق وفلسطين.
وانتهى البيان بان روسيا وإيران لن تسمحا لأمريكا بان تهمين على العالم وتفرض نظام القطب الواحد عبر، ان استمرار العدوان المباشر ضد سوريا يأتي عن طريق خرق القوانين الدولية والعمل خارج إطار الأمم المتحدة، وستقفان في وجه أمريكا بكل قوة ولو بلغ ما بلغ، ورداً على هذا العدوان المجرم، نحن كحلفاء سوريا سنزيد من دعمنا للجيش العربي السوري والشعب السوري الشقيق بمختلف الطرق.
هبة محمد
حين يعتمد أي نظام على عصابات خارجية في حكمه فإن هذا النظام لا يملك حرية قراره
ولا حول ولا قوة الا بالله
تواضع أهل الدار الحشديين الصفويين في سوريا جعلهم ينسقون مع ضيفهم القائم بأعمال محافظ حمص لديهم !