بعد تهديدات مخابرات الأسد… المعارضة المسلحة تغلق أبرز المعابر جنوبي دمشق

حجم الخط
1

دمشق ـ «القدس العربي»: أغلقت المعارضة السورية المسلحة جنوبي العاصمة السورية دمشق، أبرز المعابر الإنسانية الفاصلة بين مخيم اليرموك ومنطقة «يلدا»، بعد تهديدات تلقتها من أحد أبرز الأذرع الأمنية للنظام السوري في المنطقة.
ووفق المعلومات والتفاصيل التي حصلت عليها «القدس العربي» من مصادر خاصة، فإن رئيس شعبة المخابرات العسكرية في نظام الأسد، اللواء محمد محلا، هدد المعارضة السورية بإغلاق حاجز «ببيلا- سيدي مقداد» الرابط بين مناطق المعارضة والنظام، في حال لم تقم الفصائل بإغلاق حاجز «العروبة» الفاصل بين مخيم اليرموك ويلدا، «معبر العروبة يفصل بين مناطق تنظيم الدولة ومناطق المصالحات».
وفي رواية أخرى، فإن اللواء «محلا» قال لوفد المصالحة الممثل لبلدات جنوبي دمشق: «إما أن يغلق حاجز العروبة، أو سنعتبر يلدا «منطقة مصالحة»، كمخيم اليرموك تابعة لداعش».

مكاتب المعارضة الأمنية نفذت القرار

إغلاق المعبر تم وفق المصادر، عبر «المكاتب الأمنية» التابعة لمجالس المعارضة المحلية، وذلك بتوجيه من لجان المصالحة، حيث أن هذه المكاتب نفذت عملية إغلاق المعبر بموافقة ضمنية من فصائل المعارضة السورية، وهي «جيش الإسلام – شام الرسول – جيش الابابيل» التي تسيطر على المعبر المغلق منذ يوم السبت.
من جهة أخرى يتم الحديث عن أن إغلاق المعبر يأتي ضمن إطار تنفيذ بنود المصالحة 46 والتي تشمل بنوداً عدة أهمها إغلاق الطرق باتجاه المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة»، وحصر، واحصاء السلاح الموجود لدى فصائل المعارضة وتشكيل مجموعات لقتال التنظيم بدعم وإشراف مباشر من قبل النظام السوري.

8 آلاف عائلة محاصرة

ويعتبر معبر «العروبة» الشريان الرئيسي لأكثر من ثمانية آلاف عائلة سورية وفلسطينية تقطن داخل «مخيم اليرموك، التضامن، الحجر الأسود، العسالي، والقدم»، لا سيما بعد إغلاق النظام السوري لمعبر «العسالي» على خلفية ضبطه لشحنة أسلحة متوجهة نحو جنوبي دمشق أواخر شهر أيلول/سبتمبر الفائت.
من جهة أخرى، سُجل حصول حالات قنص لمدنيين من قبل تنظيم «الدولة»، ووقوع اشتباكات مع المعارضة السورية على معبر «العروبة»، وفق ما قاله الناشط الإعلامي «أحمد مصطفى» لـ «القدس العربي».
وأضاف الناشط، ازدادت الأوضاع الإنسانية سوءاً خصوصاً بعد إغلاق معبر «العسالي» في حي «القدم» الفاصل بين مناطق النظام ومناطق سيطرة التنظيم، لتشهد المنطقة بعد ذلك اتفاقاً بين المعارضة السورية وتنظيم «الدولة» على فتح معبر «العروبة»، بهدف تحييد المدنيين عن الصراع، وفق شروط، أهمها، السماح للطلاب القاطنين في مخيم اليرموك والتضامن والحج بالتوجه إلى مدارسهم في يلدا، بعد منعهم من قبل حواجز التنظيم.
إغلاق معبر «العروبة – يلدا» خلال تلك الفترة تسبب بحدوث عشرات الوفيات بسبب انعدام الرعاية الطبية، بالإضافة إلى فقدان أدنى المواد الغذائية وارتفاع جنوني في الأسعار أنذر بعودة شبح الحصار الذي تسبب بوفاة أكثر من 300 مدني في مناطق «مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن» ليعود من جديد إغلاق المعبر مؤخراً بأوامر من نظام الأسد ووفق اتفاق ضمني يجمعه مع فصائل المعارضة السورية.

شبح الجوع يطارد المدنيين

وأطلقت العديد من الفعاليات المدنية، والناشطون جنوبي دمشق، مناشدات إنسانية خلال الآونة الأخيرة لرفع الحصار عن آلاف العائلات المحاصرة، والسماح بدخول المواد الغذائية لهم، وتحييدهم عن الصراعات والحروب والاتفاقيات. كما تستمر قوات النظام السوري ومجموعات القيادة العامة والفصائل الفلسطينية الموالية للنظام بفرض حصارها على مخيم اليرموك لأكثر من 1570 يوماً على التوالي. مما فتح باب معاناة كبيرة على الأهالي في المخيم، حيث تم قطع الماء والكهرباء ومُنع على إثره ادخال المواد الغذائية والطبية وغيرها، ويُحظر على الأهالي الخروج أو الدخول من مداخل المخيم الرئيسية والتي تسيطر عليها مجموعات من الأمن السوري والمجموعات الفلسطينية الموالية لها، مما أدى إلى قضاء 197 لاجئاً غالبيتهم من الفلسطينيين السوريين بسبب الجوع ونق الرعاية الطبية.
وأشارت فاعليات مدنية جنوبي دمشق أواخر شهر أيلول الفائت عبر مناشدتها للمجتمع الدولي، أن عدد العائلات المتبقية في المخيم تزيد عن ثلاثة آلاف عائلة، يعيشون في ظروف غير إنسانية، مشيرين إلى أن من بينهم 35 عائلة يحاصرها تنظيم الدولة منذ أكثر من شهر في منطقة غرب اليرموك الواقعة تحت سيطرة جبهة النصرة ولا يُعرف مصيرهم.

بعد تهديدات مخابرات الأسد… المعارضة المسلحة تغلق أبرز المعابر جنوبي دمشق

هبة محمد:

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    تضايقت من الصورة
    ولا حول ولا قوة الا بالله

إشترك في قائمتنا البريدية