دمشق ـ «القدس العربي» : حتى ظهر أمس الاثنين، كان يمكن للكثيرين من سكان العاصمة دمشق مشاهدة سحب الدخان الأسود التي ما زالت تتصاعد من حي الحجر الأسود جنوباً، البعض قال إن الدخان هذا ناجم عن حرق مقاتلي تنظيم داعش مقراتهم قبل خروجهم من الحي إلى مكان ما، لكن أصوات الطيران الحربي مسموعة بوضوح في أرجاء دمشق أيضاً ويمكن سماع بعض الغارات على مواقع التنظيم أيضاً، ربما يكون الدخان الأسود من ضربات جوية لأهداف ومقرات معادية في الحجر الأسود.
لكن صباح الاثنين خرج تصريح عسكري للجيش السوري جاء فيه أنه تم مساء الأحد ولأسباب إنسانية وقف مؤقت لإطلاق النار تم خلاله إخراج النساء والأطفال والشيوخ من منطقة الحجر الأسود. وقف إطلاق النار المؤقت ينتهي ظهر الاثنين ثم سيستأنف الجيش السوري بعد ذلك عملياته العسكرية هناك.
شهود عيان من سكان حي الزاهرة القريب من «الحجر الأسود» أفادوا بأنهم شاهدوا حافلات تخرج من الحي وبداخلها العشرات من الاشخاص، لكنهم لم يستطيعوا تحديد هوية الركاب إن كانوا نساءً وشيوخاً وأطفالاً أم مقاتلين ومن التنظيم لأن ستائر الحافلات مُسدلة جميعها. ولم يتم الكشف عن وجهة الحافلات إن كانت نحو البادية أو نحو الجنوب السوري.
جنود من قوات الحرس الجمهوري مشاركون في معارك الحجر الأسود، سبق لهم أن شاركوا في معارك الغوطة الشرقية يؤكدون لـ «القدس العربي» أن معركة الحجر الأسود هي من أصعب المعارك التي خاضوها وأنها تفوق بصعوبتها وتعقيداتها معركة الغوطة الشرقية رغم الفرق الكبير في المساحة الجغرافية بين الغوطة والحجر الأسود. ويضيف هؤلاء الجنود: رغم الدعم الروسي الكبير نارياً وجوياً فإن التقدم داخل أزقة الحجر الأسود كان صعباً ومكلفاً من الناحية البشرية لأن مقاتلي تنظيم الدولة لا خيار أمامهم سوى المواجهة، لم يكن أمامهم مكان للانسحاب ولا تسوية أُبرمت معهم، مما دفعهم للقتال حتى الرمق الأخير.
بعد التصريح العسكري الأول بساعات قليلة خرج المتحدث باسم الجيش السوري ليتلو بياناً يُعلن فيه سيطرة الجيش على كامل حي الحجر الأسود، متوعداً التنظيمات المسلحة بالقضاء عليها في بقية المناطق السورية.
كامل صقر