بوتين واللجوء السوري: لماذا يراقصون الذئب؟

حجم الخط
18

لم يُكتب للقاء المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي جرى السبت الماضي في قصر الضيافة الحكومي بولاية براندنبورغ الألمانية، حظوظ نجاح مماثلة لتلك التي لقيها بوتين في حفل زفاف وزيرة الخارجية النمساوية كارين كنايسل، حين عبرت الرقصة التي اشتركا في أدائها عن روحية التوافق العالية بين الكرملين وحكومة ائتلاف اليمين المحافظ والمتشدد في النمسا.
نقاط الخلاف التي خيمت على اللقاء كانت تبدأ من الملف الذي عمق التباعد بين برلين وموسكو، أي الموقف الروسي من المتمردين في أوكرانيا، حيث طالبت المستشارة الألمانية بأن يبذل الكرملين جهوداً جديدة وملموسة للفصل بين القوات العسكرية الأوكرانية والانفصاليين على خطوط التماس في إقليم دونباس. وفي ملف خط أنابيب الغاز «نورث ستريم 2»، اعتبرت ميركل أن «على أوكرانيا أن تضطلع بدور في عبور الغاز إلى أوروبا» حتى بعد بدء تشغيل الخط، وهذا ما لاح أن بوتين غير موافق عليه.
على صعيد الملف السوري، الذي كان الأهمّ بين الزعيمين، لم يقطع اللقاء خطوة ثانية إضافية تستكمل مباحثات اجتماعهما في سوتشي، في أيار/ مايو الماضي، التي تناولت القضايا ذاتها تقريباً، خاصة مسائل الإصلاحات الدستورية والانتخابات الحرة، مع تركيز من جانب ميركل على ضرورة أن تتحمل روسيا مسؤولياتها في الحفاظ على حقوق اللاجئين السوريين في ضوء المرسوم 10 الذي أصدره النظام.
بوتين، في المقابل، اختار صيغة ابتزاز ألمانيا عن طريق التلويح بأنّ قضية اللاجئين «عبء هائل» على أوروبا عموماً، ولكنه قصد برلين على وجه الخصوص، بالنظر إلى أن البلد استقبل مئات الآلاف من اللاجئين، وتسبب ذلك في زعزعة استقرار التحالف الحكومي الذي كانت تقوده ميركل قبل تدفق موجات اللجوء. وكان لافتاً أن الرئيس الروسي استذكر أعداد ملايين اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا، مشيراً في هذا الصدد إلى واجب أوروبا في تحمل أعباء إعادة إعمار سوريا، عن طريق موسكو وبواسطتها وإشرافها. في الآن ذاته كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يبحث الملف ذاته في بيروت، ويصادق على نبرة التهديد التي حملتها تصريحات وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل حول الإسراع في إعادة اللاجئين السوريين إلى سوريا.
وليس خافياً أن بوتين لم يعتمد صيغة الابتزاز في طرح مسألة اللجوء السوري وإعادة إعمار البلد عبر وصاية روسية، إلا بعد أن لمس تشجيعاً من بعض الديمقراطيات الغربية. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتفق مع بوتين على إرسال 50 طناً من المعونات الإنسانية الفرنسية عبر طائرة أنتونوف روسية الصنع حمّلت شحنتها من قاعدة شاتورو الفرنسية، وهبطت في مطار حميميم الذي بات قاعدة جوية روسية كما هو معروف. كذلك فإن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمنح بوتين فرصة ذهبية لاستغلال الشروخ المتعاظمة في العلاقات الأمريكية ـ الأوروبية إجمالاً، وفي الموقف من النظام السوري خاصة.
وإذا كانت ميركل قد اتخذت موقفاً مبدئياً إزاء ابتزاز بوتين، حتى الساعة على الأقل، فليس جديداً أن تدوس الديمقراطيات الغربية على مبادئها المعلنة فتقايض مجرمي الحرب، وتراقص الذئاب فوق جثث الضحية.

بوتين واللجوء السوري: لماذا يراقصون الذئب؟

رأي القدس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    حين يتعلق الأمر بالمسلمين يتحالف الغرب المنافق مع الشيطان لكي لا يكون للإسلام ريادة!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول Dinars:

    اللقاء كان على هامش زفاف بين بوتين وميركل.
    ابتزاز ميركل لبوتين كان بين ألمانيا وروسيا حيث
    غاب ما يسمى الإتحاد الأوروبي الذي اخترقه بوتين
    ليس صدفة.
    اللاجؤون باتوا يؤرقون ميركل بعد تخلي الإتحاد الأوروبي
    عن ميركل وأمام ابتزاز اليمين لميركل عبر اللاجئين.
    بوتين لا يمكن أن يكون ذئبا بل ثعلبا ماكرا .
    بالنسبة لسوريا ضِباع الأسد هي من قدمتها فريسة كاملة لبوتين.
    أما الإعمار فستوكون وسيلة يشحت بها بوتين الذين كان لهم دور في تخريب سوريا .
    بوتين ضرب أوروبا بحجرين، أكرانيا وسوريا.

  3. يقول سوري:

    هذا الذئب قتل الشعب السوري وهجره وانقذ المجرم ابن المجرم بشار الكيماوي بائع سورية والأن يريد أن يقبض ثمن جريمته
    واللوم كل اللوم يقع على المعارضة السورية ” وداعميها” الذين تخلوا عنها مع أول منعرج واليوم على المعارضة المسلحة ان تقف صفا واحدا في إدلب وتقطع الطريق على الذئاب والثعالب وذيول الكلاب

  4. يقول ع.خ.ا.حسن:

    

    بسم الله الرحمن الرحيم. رأي القدس اليوم عنوانه. (بوتين واللجوء السوري: لماذا يراقصون الذئب؟)
    بوتين اكثر اجراما من الاسد في ملف المذابح الوحشية وضحاياهما من سنة الشعب السوري بالملايين تقتيلا وتشريدا وهو يرتكب هذه الجرائم انتقاما من خلائف مجاهدي افغانستان الذين هزموا الجيش السوفييتي في افغانستان شر هزيمة.
    اكثر من نصف الشعب السوري مشرد خارج بلده، وتباكي بوتين لارجاع هؤلاء الوطنهم هو ذر للرماد في العيون اذ ان المؤامرة الصهيوماسونية الصليبية الصفوية بقيادة اسرائيل وايران هي تغيير التركيبة السكانية بالتشييع والتهجير والتقتيل حتى يصبح الرئيس السوري مطلقً اليد في مواصلة قمع وتقتيل وتهجير ما تبقى من السنة لتطمئن اسرائيل على وجودها اللقيط ويطمئن الاسد على ثبات كرسيه بديموغرافية شعبية مريحة. والاسد يذبح الشعب السوري بمباركة اسرائيلية امريكية روسية ايرانية
    والدور الآن على ادلب ؛ وبوتين يطلب من الفصائل الثورية الاخرى مقاتلة النصرة وهذا اذن للاسد لاستئناف المذابح في ادلب بحجة مقاتلة النصرة.
    لكم الله ياشعب وثوار سوريا؛ فلابد من اعادة النظر في اسلوب مواصلة الثورة ضد المؤمرة الكونية على اسود الشعب السوري ف( طالما رقصت على جثث الأسود كلاب) و(ليس جديداً أن تدوس الديمقراطيات الغربية على مبادئها المعلنة فتقايض مجرمي الحرب، وتراقص الذئاب فوق جثث الضحية.)

  5. يقول Dinars:

    عيد إضحى مبارك للسيدة سناء العالول رئيسة التحرير ولكافة أسرة جريدة القدس العربي ولجميع القراء والمعلقين. وكل عام وأنتم بخير.

  6. يقول محمد السوري:

    اللذي اعرفه ان بوتين قد أخذ ضوء اخضر من الحلف الصهيوصليبي بقتل وتهجير العرب السنة من سورية والعراق لكي تصبح الأقلية اكثرية ولهذا انا واثق انه سيتم مكافأة المجرم بوتين من قبل هذا الحلف على اتمامه للمهمة اللتي اوكلوها له اما عن مبادئ وحقوق إنسان وحرية وديمقراطية اللتي يكذب بها الغرب على العالم فهي السلاح والطريقة الجديدة لاستعمار ونهب موارد الفقراء كما كانوا يفعلوا في الماضي الْيَوْمَ لم يعد هناك عاقل يفكر يصدق ان الغرب الهمجي يحترم حقوق الانسان او يعطي اَي اعتبار للجنس البشري

    1. يقول د.خليفة خلف خلاف المحامي:

      بداية اتوجه اليكم بخالص التهاني والتبريكات بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك اعاده الله علينا وعليكم باليمن والخير والبركات وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال. اعتقد، ان الغرب لو اراد يبتز بوتين ويعامله بالمثل لاستطاع عن طريق التلويح بملف جرائم القتل و الحرب التي ارتكبها وطائراته بسوريا. والتي يمكن أن توصله الى محكمة الجنايات الدولية. لكن انا اعتقد بان هنالك شبه توافق اوربي، ان لم يكن دولي، للدور القذر الذي لعبته روسيا في سوريا. وكلمة السر هنا هي اسرائيل و من ورائها العربان الاماراتي و السعودي، بحجة عدم توفر البديل عن النظام. اما بالنسبة لملف اللاجئين السوريين، فأعتقد ان بوتين يخش من المستقبل. بمعنى اذا استطاع اللاجئ السوري الحصول على جنسية البلد الاوروبي فانه يستطيع مقاضاة كل مجرمي الحرب كونه فقد واحد او اكثر من عائلته. والقانون الدولي يعطيه هذا الحق ما دام يحمل جنسية هذا البلد الاوربي. وايضا ليس له مصلحة بوجود هذا الكم الهائل من المعارضة السورية بالاخص مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي والانفتاح الاعلامي والذين سيكونون خارج السيطرة والرقابة الامنية . والله أعلم

  7. يقول د.راشد المانيا:

    أضحى مبارك لكل كتاب جريدة القدس العربي التي تقف مع قضايانا العربية و الإسلامية .
    وأضحى مبارك لكل معلقي هذه الجريدة المحترمين سواء من نختلف معه أو من نتفق معه .

  8. يقول حمدان العربي .الجزائر:

    لكن للذئاب رقصة أخيرة يؤدوها وهم بين المصائد…

  9. يقول الدكتورجمال البدري:

    شكرًا دكتورراشد المحترم من ألمانيا ؛ حفظك الله في غربتك وعيد سعيد عليك.والاختلاف لا يفسد للودّ قضية ؛ لأننا جميعًا نسعى للأفضل.
    نعم الصراع على سورية له أبعاده بين القوى الإقليمية والدولية ؛ هذا أصبح بديهيًا ومعروفًا للأغلبية ؛ وتتداوله أخباراليوميات بتكرار؛ إنما للدورالروسيّ بُعد آخرعميق بشأن( بلاد الشام ) وهوالتراث الأرثذوكسيّ العتيد في الشرق الأوسط.اليوم الصراعات ليست فقط اقتصادية سياسية بل فيها البُعد العقائديّ الضامن لاستمرارية المصالح باعتباره ( وثيقة تاريخية ) تجيزلعب الدور( المشروع ) للقوى…وحينما عُرض على الحركة الصهيونية أنْ تكون أوغندا أوالأرجنتين كبديل لفلسطين قبل عام 1948 ؛ كان جوابهم : ( أورشليم فيها الانتماء التاريخيّ والتراث اليهوديّ ؛ وهذا ما لا نجده في غيرها ).والغداة العلاقة بين الكرملين والكنيسة الأرثذوكسية الروسية الأكبرفي العالم ذات أواصر
    حميمية ؛ انظروا للرئيس بوتين إنه يحمل في عنقه الصليب ( المقدّس ) كحمّالة الحطب في جيدها حبل من ( مسدّس ).مع التذكيرأنّ الأرثذوكس في سورية لهم كنيستان في دمشق وفي أنطاكية.ويشكلّون أكثرمن 3% من عدد السكان.وإذا أضفنا إليهم أرثذوكس أنطاكية ؛ فالنسبة تكون نحو 10%.وهم من أقدم الأرثذوكس في العالم…بمعنى ستبقى رقصة الذئب في الشرق مستمرة ؛ منذ عهد يوسف ابن يعقوب إلى زمن بوتين وترامب ؛ ولو لبس الذئب جلد الدبّ.

  10. يقول محمد حاج:

    كلهم ذئاب ، كل من شارك في تدمير سوريا وتهجير شعبها ذئب ماكر غدار ، سواء كان أمريكيا ايرانيا روسيا صهيونيا او عربيا واخرين ، الذئاب لم تكن تريد مصلحة الشعب السوري والا لاتفقت على الحفاظ على وحدتها ، اختلفت الذئاب على الكعكة فأخذ كل ذئب يهجم على الأبرياء بغض النظر عما يفعله الذئب الاخر ، فاختلفوا وأصبحوا فيما بينهم يتحاربون ولكن المصيبة انهم لا يكتفون بمحاربة بعضهم البعض بل بتدمير كعكة الاخر ، والنهاية
    لا تَرَكُوا الكعكة جميلة
    ولا استمتعوا بسرقتها والانفراد بها .

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية