كنت في بيروت يوم الانفجار الشرير في «برج البراجنة» الذي ذهب ضحيته عشرات الأبرياء وبكى لبنان كله ذلك.
كنت لحظة الانفجار قرب الحي إياه ولم أخف ولكن ارتجفت سيارتي وأنا أقودها، كما لو هز الأرض زلزال، وهكذا خيّل إليّ وحمدت الله حين عدت إلى بيتي مزودة بجسدي كاملاً، كما سبق ونجوت طوال معايشتي لعشرة أعوام حرباً لبنانية، حيث شاهدت الناس يموتون في الحديقة أمامي وأنا عاجزة عن الاقتراب منهم لاحتضانهم لحظة احتضارهم بسبب (القناص) أو القصف المجنون.
قالت لي إحدى صديقاتي البيروتيات: أنت مجنونة.. تأتين إلى بيروت بدلاً من عيش الأمان في بيتك الباريسي.
قلت لها: لست وحدي المجنونة.. العالم بأكمله مجنون. أنا مدمنة وطن ولا شفاء لي وأينما كنت سأعود.
وفي اليوم التالي علمت بالمجزرة في باريس أيضاً، وأنا أحزم حقيبة العودة!
ولأنني خريجة جامعة الحروب الأهلية عدت دونما خوف.. (وعلام الخوف؟) سنموت جميعاً ذات يوم! ولكننا كدنا ننسى قيمة أن نحيا في خضم تمجيد (حضارة) الموت!
باريس رافضة ومشمئزة وحزينة
فقط حين شاهدت وجه صديقتي الفرنسية التي تستقبلني دائماً في مطار «رواسي ـ شارل ديغول» الباريسي ولاحظت ذعرها مما اقدمَت عليه، أي من مغادرتها بيتها لاستقبالي بعد 24 ساعة على الاعتداء الإرهابي في باريس (الذي خلف حوالي 150 قتيلا)، فقط لحظتها أدركت ان باريس، كارهة وحزينة ومذعورة مما لم تألفه، مثلنا في لبنان، من قتل أرعن أهوج مسعور.
وقد أعلنت فرنسا عن رفضها المشمئز في الأيام التي أعقبت المذبحة، وقوفاً دقيقة صمت هنا وهناك، ومحافل تكريم للضحايا وتعاطفاً مع عائلاتهم وتذكيراً بالقيم الفرنسية الإنسانية ومقالات منددة بقلم كبار مبدعيها في الحقول كلها. باختصار، باريس كانت مذعورة حقاً بسبب ليلة الجمعة 13، وخائفة من تكرار ذلك وكنت فقط حزينة، بعدما خضت دورة تدريبية على الموت الساخن وكدت أنسى أن من حق المرء أن يحيا هدية الخالق له، ولا يحق لأحد اختطاف حياته و»ثقافة» الموت ومصانعها لا تقود إلى بعث الأمجاد بل إلى الاضمحلال البشع المقيت.
نلعق جراحنا وندفن موتانا ونصمت!
كل ما دار بعدها، منذ وصولي إلى وكري الباريسي كان تذكيراً لي بقيمة حياة أي إنسان، بعدما كدنا نعايش بشاعة الألفة مع الموت في لبنان، حيث صار من واجب بعض الأمهات الزغردة في مأتم الابن الذي يدعونه شهيداً، وهو في حقيقة الأمر ضحية. صوت «زغردتها» يشبه عويل الانتحاب، لكنها مغلوبة على أمرِها كلبنان كله!.
وتلك الألفة مع الموت الظالم هي التي تسهل (للدواعش) في الداخل والخارج مهماتهم.. وللدواعش أسماء عديدة قد تبدو من الخارج مختلفة، لكنها تتبع المنطق ذاته وتسعى كلها إلى الموت: موتنا! ونحن لم نعد نثور عليهم، بل نجد لهم الأعذار!! ربما خوفا من مواجهتهم وبعضهم مدجج بالكراهية أو شبق السلطة أو السلاح أو كل ما تقدم.
في لبنان نلعق جراحنا وندفن موتانا ونذهب مثلاً إلى حفل انتخابات ملكات الجمال.. في «كازينو لبنان»، صبايا كل ما فيهن ينادي بالحياة في مواجهة «ثقافة الموت». نعيش انتخابات ملكات وانفجارات موت متبادلة.. أميرات جمال وملوك بشاعة في الحقل السياسي والعام.
الهروب إلى انتخابات ملكات الجمال أو الاحتفال بذكرى فريد الأطرش في اليونيسكو ـ بيروت بفضل «لجنة رواد الشرق» ووزارة الثقافة، أو الذهاب إلى تظاهرة سينمائية لبنانية جديدة في صالة «سينما متروبوليس» ـ أمبير صوفيل ـ الأشرفية بيروت، أو الذهاب إلى معرض «مجموعة الجوزاء» في غاليري «جانين ربيز» بالرويشة أو الذهاب إلى عرض مسرحية «فكرن لعبة» على مسرح الجميزة/الاشرفية/بيروت عن نص لأحد رواد «مسرح اللامعقول» أوجين أونيسكو، هذا كله يعني ببساطة الهرب من بشاعة ما يدور إلى الفن الراقي، وإعلان رفض ولو بصوت خافت!.
الصراع بين دفق الحياة ومصانع الموت
كان كل ما يدور في بيروت جوهره رفض تحويل الوطن إلى جوائز ترضية أو ساحة لحروب المنطقة.. ورفض مسح ذاكرة عشق النبض الحي والإبداع والحرية الفكرية.
والذين كانوا مثلي يجدون في انتخابات ملكات الجمال امتداداً لـ»سوق الجواري» الغابر، كما في الاحتفال الراقص «بالمبتدئات».. الذي كنت أجده دخيلاً على حياتنا العربية وظاهرة مستوردة، أمثالي صاروا يرحبون بذلك كفعل مقاومة (للتيئيس) وضد برمجة الأحياء على مقاس ثقافة الموت الانتحاري شبه الإرغامي.
لا للنسيان، لا للغفران
في بيروت مر التفجير المروع الحزين على حافة النسيان لأننا ألفنا هذا النمط من الموت العدواني انفجاراً بعد آخر، قتلاً ظالماً بعد آخر، عقداً بعد آخر، ظلماً بعد آخر من حملة السلاح ومهربي المتفجرات، حتى كدنا نضيع الخيط بين المجرم والضحية لأن المجرم يحاول دائماً اقناعنا بأنه صوت الحق وعلينا شكره لقتله لنا.. وهكذا تشابه الجلاد مع ضحاياه.
في باريس الخيط واضح بين القتل والحياة.. ولذا توضع الأزهار على الأرصفة، حيث تمت المجزرة وتشعل الشموع ويأتي الناس لتحية أرواح أبرياء سقطوا، ويقيم رئيس الجمهورية أولا حفلاً تأبينياً رسمياً للضحايا، أما نحن فنلصق الكمامات على جراحنا وندفن موتانا ونذهب إلى حفل طرب لننسى، بل نرقص فوق الموائد إذا لم يطح بنا انفجار ما.. فقد تساوى الموت والحياة عندنا، وقيمة المرء لم تعد تساوي أكثر من ثمن رصاصة.. والضحايا يعيشون التواطؤ المستسلم مع الجلاد.. تجدل حبال مشانقنا ونحيط بها أعناقنا ونصافح القاتل قبل ان يتكرم باغتيالنا.. كأننا شعب أراد الوفاة.. وهكذا، ودعتني بيروت بانفجار، واستقبلتني باريس بانفجار.
وتلك باختصار قصة حياتي وقصة حياة الكثير من العرب في أقطار عديدة هذه الأيام!
صرنا ننسى أن الاستسلام هو الموت الأول!
غادة السمان
الارهاب هو : قتل أبرياء لا ذنب لهم
بسم الله الرحمن الرحيم
(مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِيْ إِسْرَائِيْلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيْعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيْعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيْرًا مِّنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُوْنَ.) المائدة 32
نعم الارهابيون مسرفون
ولا حول ولا قوة الا بالله
كنت في بيروت وقد غادرت بيتي الجميل في قلب جبل لبنان وعلى بحره الرائع نحو بيروت أجر رجلي جر كارهة لضجيج العاصمة وكل ما سالقاه من قرف القمامة والزحام والمشي على عرجتي التي تعبر عن أرض البلد المخسوفة بأهلها تعبر عن شوارع لا زفت لها الا الزفت الانتخابي الذي يقوم به رءيس بلدية يريد ان يصبح نائبا او نائب من دهاقنة المال يريد ان يتصدق على الشعب ببعض ما سرق منه نوارس شاطيء خلدة تدهشني لماذا أتت إلى بلد اهلها غرفة في القمامة السياسية والرئاسية والإقليمية كهرباء ها قهر باء به شعب يتداين ليأكل عدت متأخرة عشية تفجير البرج وفاوضت نفسي هل اذهب إلى الضاحية الجنوبية اليوم لا بتاع زيا شرعيا وايشاربا بدلا من لباسي الذي يوشك على الوفاة مع موسم الشتاء خلصت كل شيء متأخرة المتتي رجل اي لكثرة ما مشيت ذلك اليوم ولم اشعر ولم تسمح لي عاصمة القتلى والقتلة عاصمة الضحية والجلاد عاصمة كل أمراء حربها وزعماء ميليشياتها السابقين يدينون الإرهاب طيب ازا مش فلان ولا علنتان ولا المحور الإقليمي الفلاني يحاور بالنار المحور الإقليمي العلنتاني عبر صندوق بريد أمني يتكلم بلغة السي فور والتي ان تي والجلل والشظايا من إذن!! مررت يومها على المخيم مخيم شاتيلا الباءس لالقي تحية المساء على وجوه مستضعفيه أصوات التلفاز في المحال عالية والكل متسمر أما م شاشات التلفاز فهمت دون ان اسمع ان محورا ما حاور محورا آخر حوارا انتحاريا بعد ان جهز بيانات الإدانة والاستنكار وهو فولكور سياسي وامني عريق في البلد كان بسطاء المخيم مذهولون وقفت مع الجمهور المتجمهر فأهل المخيم كأنهم أبناء ام واحدة والمخيم جيتو وبيت كبير كانوا واجمين ضحكت قلت لهم لا توجل لا تندموا للتفجير انتظروا إعلان ان الانتحاري فلسطيني هناك من يتحرش بكم وليس بالضاحية الضاحية طرف في معركة على بلد آخر ومن الطبيعي ومن المفارقات ان تصبح كتب أبيب يسكنها الخوف وتعطل حركتها الحواجز ويفكر اقتصادها الحوار الناري المحتدم على رؤوس العباد بين طهران والعربية السعودية اللتان تتقنان الرقص على الدماء وتوظيفها واستخدام كل الأدوات اللازمة ومعهم طبعا النظام السوري
الخبير بتوظيف داعش قلت لهم لم يكتمل المشهد يا أهل المخيم قتلوا شو قصدك يا حجة ماذا بعد؟ قلت لهم بقية الخبر المنفذ فلسطيني!!! ذاب جسمه ولم تذب هويته كمان تم استدعاؤه من الدار الآخرة ليمثل دور الانتحاري او قد يطلع عليكم شاب في الثانوي غدا يقول لست انتخاريا وانا حي قالوا بس لسا الانفجار جديد لم ينته الأمر قلت لهم بس تقلقوا على الجديد رح تشكوا انه تلفزيون الجديد خطط للعملية مع منفذيها الفلسطينيين المزعومين بعد كل انفجار ولا يعتذر للكذب والتلفيق لم يمض وقت حتى اتهم فلسطيني ان بتنفيذ التفجير بعد موتهما بسنة يا شعب حنظلة انت مسؤول عن زلزال التبت وتسونامي سومطرة واعصار كاترينا لا تبتءس انه تسونامي الكراهية والمؤامرة لا تلق بالا أنها واحدة من ثوابت تاريخنا تاريخ يوسف مع إخوته سلامة الجرحى ولكن قبلهم سلامة ضحايا سوريا! أليس كذلك زيا هيك ممانعة يا بلاش وحي على تحرير القدس من حلب والغوطة صنعاء والانبار كفى!
وزارة المستضعفين عاصفة الثار ام ذر الغفارية جريحة فلسطينية منشقة عن حزب الاسد الله سابقا
سيدة التمرد الاولى في عالمنا المتفجر ، كأن الشرق لم يتنفس الا بالقتل والاغتيال ، سيدة التحضر ، كأنك ترسمين حفل تأبين لتأريخ الدم الللبناني ، هنا في بغداد اصبحت التفجيرات كابوساً ثقيلا يراودها صباحاً ومساءاً حيث أعتاد على مراقصة الاشلاء ، لكن البغداديين ايقنو أن التحدي أكبر من هذا الصخب ومازلنا نسبح عكس هذا التيار وكل يوم نواجه أحكام القبيلة ، الشرق ياسيدة التأريخ يتمنى أن يعيش (لحظة حرية ) شكراً سيدة الاناقة .. تحياتي
علينا ان نفهم أين مصدر الخلل الذي سبب هذه الاضطرابات النفسية والسلوكية عند هؤولاء المراهقين والشباب المتعطشين لممارسة الموت . والتي تدفعهم القيام بتلك الافعال بأنانية مفرطة وقساوة وحقد بغيض على الآخرين . وما هي الأسباب التي ولَدّت عندهم ثقافة الكراهية للحياة ، لتجعلهم يتخلوا عنها بسهولة ويتركوا عوائلهم ومُحبيهم من وراءهم ينحبون ? إن لم يُصحح هذا الخلل في العقل العربي والأسلامي ، فسيأتي جيل جديد ممن يحمل نفس هذه الأضطرابات السلوكية ..!
أفانين كبة
مونتريال
شكرا سيدة غادة على المقال، جذبتني فيه جملة اثرت في كثيرا ( انا مدمنة وطن ولا شفاء لي وأينما كنت سأعود) وانا مثلك مدمن وطن ولا اكون انا الذي اعرفني الا حينما اعود الى فلسطين، ولكن لكل منا رسالة في الحياة وطريق عليه ان يسلكها حتى وان كانت مليئة بالاشواك والعثرات والالام والجراحات، فلا بد في النهاية ان نصل وان طال بنا السفر والانتظار .فقط علينا ان نسلك طريقنا الصحيح الذي نعرفه وان تعددت الطرق وتشابهت. حتى لو كانت الطرق الاخرى معبدة وميسرة وتغرينا بالراحة والسهولة، فان سلوك الطريق الذي نعرفه وان بدا شاقا وصعبا وخطرا، فهو يبقى السبيل الوحيد للوصول الى الوطن.الوطن تراب واشجار وماء وبحر ونهر وامي وأحباء واصدقاء ومسجد وكنيسة وطرق قديمة ولكنه في نفس الوقت افكار وعلوم وكتب وثقافة وأدب ودين وحرية ! نحن يا سيدة غادة امة تاهت في صحراء قاحلة اضعنا فيها البوصلة والوجهة وتشابهت علينا الطرق واختلفت. من قال اننا نحب الموت لاجل الموت ونكره الحياة لانها نقيض الموت؟!! نحن الاحياء الاموات او الاموات الاحياء ، لا يهم التوصيف، المهم ان بنا شيئا من موت، لاننا لم نفهم ما قاله ابو القاسم الشابي. عندما دست النعامة رأسها في التراب، ارتطم برؤوس العرب، حتى شماعتنا كسرت من كثرة ما علقنا عليها من اخطاء، فاصبحنا نستجدي الاخرين للحصول على شماعة اخرى! مازلت اعتقد بأننا امة لم تتحرر بعد من الاستعمار، ليس لان الاستعمار قوي وخارق ولكن لاننا لا نريد ان ننفذ ما قاله الشابي. اصبحنا مسكونين بالاستعمار والشعور بالهزيمة.حينما نريد سنفعل، فمقدورنا ان نغير العالم فقط ان اردنا. لقد اصبحنا ككرة تتقاذفها الامم في ملعب لا يوجد في حكم عادل للمباراة.لقد اصبحنا ابطال مسرحية هزلية ابطالها نحن وضحاياها نحن، فقط اردنا في نهايتها ان نموت، بيدنا او بيد اعدائنا، المهم ان نموت!
يحزن العالم كله ويبكي مع باريس، فكله باريس، فمن لبغداد وحلب والقدس، فمن لبيروت، لا احد!! ليس تقليلا من شأن ما حدث في باريس وغيرها، ولكن عدد الضحايا، هو اقل من عدد ضحايا يوم واحد فقط من غارات روسيا او امريكا او اي دولة اخرى من ( العالم الحر) الذي احتكر الحرية لنفسه وحرمها على غيره بدعم انظمة قمعية لعشرات السنوات لانها تحقق اهدافه وان تعارضت مع مبادئ اقل ما يقال فيها بانها مليئة بالنفاق او عملاؤهم من الانظمة الحاكمة. عدد ضحايا باريس، هم اقل من عدد ضحايا لقصف للنظام السوري على مخبز في الرقة او مسجد في حلب. الارهاب مدان منا جميعا، سواء اكان ارهاب جماعات ام ارهاب دول. الارهاب لا دين له. لا يوجد شيء اسمه ارهاب جيد وارهاب سيء. ما تفعله داعش ارهاب وما فعلته امريكا في العراق ارهاب وما يفعله الكيان الصهيوني في فلسطين ارهاب. تحية طيبة.
في باريس دفنوا موتاهم قضوا فترة حزنهم والتقفوا خيط الحياة من بدايته, أما نحن وموتانا, كيف لأم تفقد فلذة كبدها فتزغرد وتهنتأ في موته ؟ أليس هو ذاك الطفل المشاغب , الظريف , المشاكس بالأمس؟ الجائع الذي أطعمته وكسته وحضنته وأو صلته لصفه في مدرسة الحومة وأوصت عليه أستاذه أن الطف به واحميه إنه خائف , هذه الأم التي بكت بجوار سريره عند مرضه ولم ينفعها معه مسكنات ولا مبردات ودرجة حرارة جسمه لم يوقفها سوى حرارة حبها وعطفها عليه.
هذه الأم الملاك , كيف أقنعوها أن تفرح وتزغرد عند فراقها له ؟حبيب قلبها ونور عينيها , كيف ؟ كيف ؟ كيف علموا ومن أخبرهم أنه في الطريق إلى جنات النعيم؟ كيف ؟ لاأدري.
إن نظرت لرأيت أن الغزاة المحتلين البرابرة في العراق قد قتلوا عشرات الآلاف من أبناء نفس الأمهات الادين صدقاً وصفتهم
ذلك وغيره ، يفسر و إن كان اا يبرر الكثير مما جرى و يجري
اعترف لك يا عبد الكريم انك ا بكيتني بكلماتك الأسرة عن ام فقدت ابنها
ولكن أيضا اعترف لك انني أدعو احدا ما أؤمن به ان تعرف ان الدنيا قصيرة ولو طالت وأن الذي منح الحياة لم يمنحنا إياها لنفقدها وتنتهي القصة بهذه الحماقة الكبيرة والفيلم القصير يا عبد الكريم لو كنت مكانك فسألت من ماتوا ماذا استفادوا من حياتهم القصيرة صحيح ان ذويهم عادوا إلى حياة حزينة تفتقد وجودهم لكنهم يستمدون من ظل من سبق وهم إلى (الموت )بأس الحياة! هل تعرف يا ع الكريم ان قلب ام يبقى منتظرا اللقاء لقاء فلذات الأكباد لو تعلم انا من هؤلاء المجانين هزني ابي بشدة يوم توفيت أمي رحمها الله قال انت تعالي لماذا لم تبك لا أريد لك ان تنفجري يا ابنتي وكنت طوال الوقت يا عبد الكريم أقف على رأس أمي وكنت رفضت العودة إلى البيت حتى تعود هي إليه بقيت في المستشفى سأخبرك قصة وانا بها صادقة وانا هنا لا أناقش دنيا وآخرة الأيديولوجيات ابدا يا عبد الكريم إنما أخبرك عن عالم أعرفه كما اعرف اسمي وتاريخ ميلادي وصورة وجهي انه عالم الأرواح يا عبد الكريم الذي اعتدت انا وانت ان نخوض كل يوم سجالنا فيه الخالق الآخرة الجنة والنار بقيت على رأس أمي تتلو القرءان العظيم وليتك جاري او اخي لاصطخبتك في رحلة إلى علياء الروح هناك بعيدا عن الصخب والمادية والعمى ان ما تشعر به الروح وتتوق إليه يا عبد الكريم ليس خرافة كما تظن وليس وهما كنت اقرا طوال الوقت في سري القرءان خطرت بقلبي سورة الفجر منذ
لم اعرف لماذا خطرت بقلبي انهيت سورة مريم غلى راس امي التي كانت في غيبوبة تلوت الفجر كاملة باكية عندنا وصلت الى اخرها فهمت الرسالة قبل الجميع لم انتبه يا عبد الكريم الى ان اخر اية في سورة الفجر
يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ما ان انتهيت عندها حتى علا صوت صفير جهاز ما لم أرفع راسي يا عبد الكريم لقد علمت أنها صفارة نهاية الحياة الدنيا وسفارة بداية الحياة الآخرة التي كنت ولا زلت أؤمن بها انا وامي رحمها الله يا عبد الكريم فعلا انطلقت صفارة النهاية تلك بالضبط على التوقيت وفعلا علمت ماذا حدثت ركضت الممرضة قالت لو سمحتوا ازا ممكن شوي ليرة تجنبت ان تخبرني صافحتها باكية يا عبد الكريم قلت لها اعرف ماذا حدث لا حاجة لأن تخبريني وانا لم أرفع عيني عن وجه امي لحظة الوداع كنت أروي عطشي عطش غربتي الطويلة لاوي إلى دفء قلبها عينيها لكن الوحيدة التي لم تذرف من بعد دمعة انا هزني ابي خائفا بشدة قال لي أبك يا ابنتي لم يعرف السر كما انت يا عبد الكريم وأن كان سيبك يختلف فأنت لا تعتقد على ما يبدو لي ولا أجزم بالآخر وآخر لحظات الحياة هي الموت من وجهة نظرك أما انا وامي فكنا توادعنا على اللقاء كنت نقول لبعضنا من ترحل إلى الله أولا تزور الأخرى ولو في منامها لن يفرقنا الموت
سنلتقي بعد فناء الأجساد وفناء اء المادة الغبية في عالم بقوانين أخرى تمثل شغفنا بالحياة كفاحنا من أجل الخلود والبقاء نحن أرقى من المادةواجزم لك أننا لن تفنى بعدها وأقسم لك يا عبد الكريم بعيدا عن النقاش العقلي الذي له سياق آخر خارج سياق عاطفتنا الجياشة أقسم لك ان امي بقيت تأتي وبقيت أراها في منامي وبقيت تخبرني تحذرني عن أشياء لم تأت بعد وكانت تحدث دوما لا أعرف الإيمان بمطلق فكرة يمر بأكثر من طريق العقل وأيضا الروح والتجربة هل أتينا بالصدفة الى الكون العظيم هل ننتهي شعورا وعبقرية وادراكا بفناء لحمنا ودمنا إلا يعاد تشكلنا في عالم بقوانين أخرى واثقة انا لا واهمة يا عبد الكريم انني لم
افارقها ولهذا بالضبط لم أبك لأننا انا وهي نعرف القانون الجسد يفنى والأرواح تبقى لأنها نحن الإنسان الخالد الذي تفنى مادته المتطابقة تشريحيا مع مادة غيرنا من الناس لكن انا لست انت وانت لست انا نحن لسنا مادة فقط نحن سنويا إلى الأبد وقد تنصدم يوما ان ما أقوله لك حق مساء الخير لقلمك الحساس المفعم بعاطفة إنسانية عالية لن اشتبك معك يا عبد الكريم عن قرار مع سبق الإصرار والترصد أنها شجرتنا شجرة العاطفة والإنسان الكريم ان لم نجلس تحتها لبرهة تلتقط أنفاس حياة قلوبنا سنموت أحياء نعم يا عبد الكريم نحن خالدون ولا أتفق معك ومع كل هذا شكرا لقلمك الرقيق المفعم لم أتخيل انك تملك كل هذه العاطفة العاصفة ربما لأنني ا صنفك ماديا بحسب ما تكتب لا ترى خلف ضوء الشمس ولا تفكر فيما بعد التراب ولا تعرفون إثبات ماذا كنا من قبل وكيف أتينا حقا تللك مساحة الاشتباك يا عبد الكريم وليس هذا أوانها
عندما كنت في الحزب يا عبد الكريم حدثت قصة سأخبرك بها وانا لا افرض عليك ان تصدقني لكني أجزم بصدق من سردها علي انه من أبطال الجنوب المضحين الذي شهد الف بأس وبأي ولم يلبس إيمانه الثوري ولا العقاءدي بظلم الأبرياء والمدنيين هذه قصة من ايام الجمال لعلها تنفع في رفع كل هذا القبح المقيت انسحب إخوان من اشتباك مع العدو الاسراءيلي في الجنوب يا عبد الكريم كان الطيران والتمشيط بالمدفعية قويا للغاية عندما بدأ المجاهدان في سلوك خط الانسحاب وبسبب القصف الشديد لم يستطيع سلوك الخط المقرر للانسحاب المهم تاه أحدهما وبقي يركض في منطقة جبلية عاتية جدا وكنت أتمنى ان تأتي تزور إقليم التفاح هنا في لبنان لتعرف جيدا عن أي وعورة أتحدث أتحدث لك عن حبال تصل تقريبا إلى ارتفاع 1600متر ومنطقة مليءة بالضباع المهم اصطدم إلا خ الراكض برجلين قالا له من هنا الطريق!! عاد إلى مسؤوليه العسكري ليروي له ماذا حدث أثناء الاشتباك وكيف انسحب وكيف تاه وقال لمسؤول شكرا انك بعثت لي بالشباب حتى يرشدوني إلى طريق بديل للانسحاب صدم مسؤوله بشدة قال له لم أبعث احدا ولم يداوم أحد هناك بقي مصمما انه رأى مقاتلين من الحزب وأنهم ارشداه مسؤوله ذاك يا عبد الكريم كان قد خدم في لتلك المنطق التي سقط فيها عشرات الشهداء من أولياء الله أخذ يعرض عليه صور بعض المجاهدين حتى يتعرف على العناصر التي دلته أشار في النهاية إلى صورة قال له نعم يا حاج انه هذا بالضبط وهذا الذي في الصورة اجهش مسؤوله بالبكاء هل تعرف لماذا يا عبد الكريم لقد هذان الإخوان استشهدا في المنطقة منذ زمن فسر لي هل كل ما رأيناه وهذه قصة من الف وهم!
فانتازيا جميله
إذن فعلاً حزب الله ، إسماً على مسمى !
عادي دكتور محمد احمد / بريطانيا
للتقية والدعاية الاعلامية ضحايا كثر. سقط عشرات الشهداء من اولياء الله؟؟؟؟ كيف عرف بانهم من اولياء الله.
ياأختي غادة, شكرا على هذه الخواطر الجياشة الجميلة ولن أطيل عليك, عندنا في عالمنا العربي نأخد الشخص ورأيه ونخلطهما مع بعض فيصبح الشخص هو الرأي والرأي هو الشخص, هذا ما لا تفعله ربما سوى الثقافة العربية, ما تعلمته هو الفصل بين الشخص ورأيه كيفما كان هذا الرأي, عندما أتناقش وإياك فأنا أناقشك في رأيك وليس في شخصك كغادة, أتمنى لو يعمل العرب بهذه الخصلة الحميدة.
أمسية سعيدة لك ولجميع الإخوة المعلقين.