تونس – «القدس العربي»: قرر الفنانون التونسيون أخيرا الخوض في الجدل حول المساواة في الميراث، حيث عبر بعض الفنانين عن تأييدهم للدعوات المطالبة بتفعيل هذا الأمر، فيما تمسك آخرون بالنص القرآني الذي يمنح الرجل ضعف حصة المرأة.
وقالت الفنانة فاطمة بن سعيدان في شريط فيديو تم تداوله على موقع «فيسبوك»: «كي يكون الحق في الإرث مضمونا، يجب أن يتم تبديل القانون في تونس، هذه الكلمة أتوجه بها للتونسيين جميعا (وليس السياسيين فقط) وأقول لهم كونوا تونسيين ورأسكم عالٍ، فأولادكم ربيتموهم جميعا بالطريقة نفسها، لذلك أعطوهم حقهم في الإرث بالعدل، كي تدخلوا التاريخ ورأسكم مرفوع».
وكانت منظمات مدنية عدة نظمت مؤخرا تظاهرة كبيرة في العاصمة التونسية للمطالب بتطبيق مبدأ المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، حيث شارك فيها سياسيون ومسؤولون في الحكومة وناشطون حقوقيون وعدد من الفنانين.
وانتقدت الفنانة ليلى طوبال (إحدى المشاركات في التظاهرة) من يعارضون فكرة المساواة في الميراث، حيث كتبت «المرضى بداء «المرأة التونسية» يعانون من أزمة كبيرة ولا يستطيعون النوم بسببها، ولذلك هم يحاولون تشويه صورتها والتنكيل بها، وهذا ليس غريبا عنهم».
من جانب آخر، عبرت الفنانة الاستعراضية نيرمين صفر عن معارضتها تطبيق مبدأ المساواة في الميراث، داعية إلى تطبيق أحكام الشرع في هذا المجال. وكتبت عل صفحتها في موقع فيسبوك «بالنسبة للمساواة في الإرث هي أمر ثانوي ولا يعنيني كثيرا، فأنا وأخي لن نختلف ويمكن أن أمنحه حصتي من الميراث، المهم أن يكون الوالدان راضيين، ولذلك فنحن سنطبق الوصية بما يرضيهما ويرضي الله، فهم أدرى بمصلحتنا وظروف كل فرد فينا، رحم الله آباءنا وأجدادنا (في إشارة إلى الالتزام بالعُرف المتعلق بتطبيق أحكام الشرع في الميراث)».
ويثير مبدأ المساواة في الميراث، منذ اقتراحه من قبل الرئيس الباجي قائد السبسي قبل أشهر، جدلا كبيرا في تونس، حيث يرى البعض أنه يكرّم المرأة التونسية، فيما يعتبره آخرون مدخلا لـ«الفتنة» في البلاد.