ترامب رئيسا: التداعيات العربية الممكنة

حجم الخط
16

حرّك فوز دونالد ترامب بمنصب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية موجة ردود فعل سياسية كبيرة تواترت أصداؤها ومشاهدها المعبّرة في العالم ولكنّ أكثر المخاوف قوّة كانت في ضمن القوى المؤثرة في العالم العربيّ والمتوكّلة بشؤونه أو المعنيّة بقضاياه.
كان لافتاً أن مجلس النوّاب الروسي استقبل انتخاب ترامب بالتصفيق وتبع ذلك ترحيب الرئيس فلاديمير بوتين لترامب بفوزه وإعلانه استعداد بلاده لاستعادة العلاقات كاملة مع أمريكا، وهو حديث يشير إلى قضايا اشتباك بين الطرفين تتعلّق بسوريا وأوكرانيا وتمدد الحلف الأطلسي في أوروبا الشرقية والعقوبات الاقتصادية الأمريكية والأوروبية على موسكو.
لكن أعلى الرسائل صوتاً وأسرعها إعلاناً تمثّل باتصال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بترامب وتأكيده أنه «صديق حقيقي لإسرائيل» وأن ترامب دعاه لزيارته في واشنطن، أما وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت فاعتبر أنه بفوز ترامب «انتهى عهد الدولة الفلسطينية»، وإذا نفّذ ترامب وعده الانتخابي لإسرائيل بنقل سفارة واشنطن للقدس فسيكون ذلك نذيرا بتصعيد سياسيّ ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين لم تجرؤ على فعله أي حكومة أمريكية سابقة.
جدير بالانتباه أيضا أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان أول زعيم عربي يتّصل مهنئاً ترامب الذي كان قد التقاه خلال مشاركته في افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في ايلول (سبتمبر) الماضي، والواضح أن خلفيّة التهنئة السريعة تتعلّق بفكرة وجود تقارب غريب بين أجندة النظام المصري مما يسمى «مكافحة الإرهاب» وآراء ترامب حول المسلمين وعلاقتهم العضوية بالإرهاب!
على الصعيد السوريّ جاء انتخاب ترامب ليزيد من معاناة المعارضة السياسية والعسكرية التي تعرّضت للتآكل والضغوط من كل الجهات نتيجة مواقف إدارة باراك أوباما التي لجمت الدعم العربي والتركي لها واستدعت عمليّاً التدخل الروسي وتغاضت عن دخول إيران والميليشيات اللبنانية والعراقية الشيعية التابعة لها في الحرب لدعم نظام بشار الأسد.
ترامب كان صريحاً في أكثر من مرة حول رغبته بتسليم سوريا لبوتين والتعاون مع بشار الأسد وهذا أمر أشبه بورقة يانصيب جديدة يربحها النظام السوري المنشغل على مدى السنوات الماضية بتقتيل وتهجير شعبه.
إحدى النقاط المثيرة للجدل أيضاً في أطروحات ترامب الانتخابية كانت موقفه من دول الخليج العربية وأقواله في ما معناه إن أمريكا لن تحمي هؤلاء الحلفاء مجانا وأن عليهم أن يدفعوا ثمن حمايتهم، وهو أمر اقرب للابتزاز من جهة، ويخفض الولايات المتحدة الأمريكية من مرتبة القوة العظمى إلى حالة القوة المأجورة التي تتعامل مع العالم على مبدأ «تدفيع الثمن»، ولعلّ ترديد هذه المقولة نحو حلفائه الآخرين في حلف شمال الأطلسي يمكن أن يقدم بعض العزاء للعرب ولكنّه ينبههم إلى الطريقة الحقيقية التي ينظر ترامب فيها إليهم: ضعفاء بحاجة لمن يحميهم مقابل جعالة مادية!
ولعلّ قائلا يقول إن ترامب الرئيس سيكون مختلفاً بالتأكيد عن ترامب المرشح الذي يريد أن يحصد الأصوات، وأن أمريكا هي دولة مؤسسات، وهذان أمران منطقيان لكنّ ترامب، شخصية مشهود لها بالسلطوية وهو على عكس أوباما، حيث ان حزبه يتمتع بغالبية في الكونغرس، وإذا أضفنا إلى ذلك أن المحكمة الدستورية العليا ستكون تحت تأثيره فإن قطع المسافة بين شعاراته وتحقيقها لن يكون أمراً صعبا، ولذلك فإن تحقق بعض مخاوف العرب والمسلمين سيكون، للأسف، ممكنا.

ترامب رئيسا: التداعيات العربية الممكنة

رأي القدس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    لنرى اليوم ما هو رأي ترامب في ثورة الشعب المصري 1111 ثورة الغلابة
    اليوم لن يكون كالأمس – هناك من يقول أنا ميت ميت فلماذا الخوف ؟
    وهناك من يقول لن تتحسن أحوال البلد مع هؤلاء العسكر الفاشلين
    حبل الكذب إنتهى اليوم و لن يقبل الشعب به بعد الآن مطلقاً
    لتكن البداية بالتكبيرات الله أكبر – الله أكبر – الله أكبر
    ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول تاوناتي:

      اخ كروي،
      الشعب المصري لن يقبل بعودة الاخوان الى الحكم ،لانهم ان عادوا راحت مصر كدولة موحدة .
      اعرف انك من دعاة تقسيم الدول العربية ،لكن الشعب المصري لن يسقط في الفخ.سيخرج كما خرج الشعب المغربي وسيطالب بالاصلاحات وبتحسين احواله وعينه على سلامة بلده..
      الكرة في ملعب حكام مصر وطريقة تعاملهم مع من سيتظاهرون،،فهل سيتعاملون كما تعاملت سلطات المغرب مع الذين خرجوا بعد موت باىع السمك،ام سيتعاملون بطريقة بشار.
      اتمنى الخير لمصر فهي عزيزة وقلب هذه الامة.

  2. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم. رأي القدس اليوم عنوانه ( ترامب رئيسا: التداعيات العربية الممكنة)
    طروحات ترامب الانتخابية بخصوص منطقتنا هي في تناقض تام مع طموحات العرب والمسلمين وفي تناغم كامل مع اطماع وتغولات اسرائيل وايران وكذلك(وجود تقارب غريب بين أجندة النظام المصري مما يسمى «مكافحة الإرهاب» وآراء ترامب حول المسلمين وعلاقتهم العضوية بالإرهاب!)
    و(على الصعيد السوريّ جاء انتخاب ترامب ليزيد من معاناة المعارضة السياسية والعسكرية التي تعرّضت للتآكل والضغوط من كل الجهات نتيجة مواقف إدارة باراك أوباما التي لجمت الدعم العربي والتركي لها واستدعت عمليّاً التدخل الروسي وتغاضت عن دخول إيران والميليشيات اللبنانية والعراقية الشيعية التابعة لها في الحرب لدعم نظام بشار الأسد.)
    واما بعض دول العربية، وخاصة الخليجيةمنها فترامب لا يكتفي بامتصاص ثرواتها والترفه بها في امريكا ، فهو سيطالبها ب(خاوة) حماية حتى تستمر في سباتها العميق واحلامها الوردية تحت مظلة هذه الحماية الغادرة في مجملها

  3. يقول حسن:

    ماهية الأمريكي هي نفسها لم تتغير ولن تتغير مع ترامب بل ستظهر النفسية الحقيقية للأمريكي الذي لا يسمح لغيره بإمتلاك الثروة حيث يعمل على افتكاكها والإستيلاء عليها بشتى الطرق مستعملا في ذلك القوة. أما عن البشر فهم لا يعنون شيئا عنده. الأمريكي لا يتعاطف مع أي كان صداقاته مرتبطة بمدى مصلحته. مازال الأمريكي يسيطر على العالم بنفس. سيطرته يوم أن بسط نفوذه على أمريكا بعد التخلص من كل من اعترض سبيله لتكوية دولة عظمى على إثر تخلصه من الهنود الحمر حتى لا يكونوا له عائقا عند توجهه للسيطرة على الهالم فكان له ما أراد والصورة نفسها في التدمير لم تتغير. أما مسألة أن يربط العرب. آمالهم على أمريكي فهو من قبيل الإنتحار لأنه لا يعترف بغيره. ولعل ترامب هو الوحه الحقيقي للأمريكي ذاك الذي صورته هوليود عبر أجيال. وما على العالم إلا أن يعي جيدا مع من يتعامل دون. أن مغالطة أو تزييف لحقيقة الأمريكي الذي يتواجد حيث يشاء. ويكفي شاهد على ذلك التواجد الأمريكي من خلال ” إسرائيل ” التي بها وهي موثق جحا أمريكا للتسلط على العرب الذين معظمهم لم يستوعب غطرسة الأمريكي.

  4. يقول سليم من الجزائر:

    المشكل ليس في ترامب المشكل في العرب وخاصة الخليجيين منهم لماذا لا يعتمدون على انفسهم لماذا دائما يعتمدون على امريكا خذوا العبرة من عدوتكم ايران لم نسمع يوما انها طالبت امريكا في البقاء في الشرق الاوسط اوحل مشاكل المنطقة

  5. يقول هشام. د:

    ترامب كان واضحا في تصريحاته اتجاه الشعوب العربية، وصف دول الخليج بأنها لا تملك شيئا غير الأموال وأنها بدون مساندة أمريكا لن تقوم لها قائمة، في الملف السوري تعهد بعدم الإعتراض على التدخل الروسي، الأدهى من هذا وذاك يعد موقفه من قيام دولة فلسطينية أكثر تشددا حتى من اليمين المتطرف في إسرائيل!!
    نعث العراقيين والمغاربة واليمنيين بمصدري الإرهاب… قد يقول قائل إن ترامب لم يفعل سوى الإقرار بصريح العبارة وبصوت عال ما يعتقده المسؤولون في الإدارة الأمريكية كانوا جمهوريين أو ديموقراطيين وكل ما في الأمر أن الأعراف الديبلوماسية ومراعاة المصالح لا تسمح بالبوح للإعلام بتصريحات مماثلة، فلماذا كل هذا التوجس والقلق؟ الإنسان الصريح وإن كان في قوله شدة وغلظة هو أفضل من المنافق حلو اللسان ، رب ضارة نافعة!

  6. يقول Rabih Alrabi:

    عرف عن دونالد ترامب جهله بالسياسه الخارجيه وضحاله خبرته السياسيه, ولذك سيكتشف قريبا” عندما تفتح امامه الملفات ان كافه الحروب الامريكيه في المنطقه العربيه تم تمويلها في الواقع من الدول العربيه الغنيه, ولم تكلف هذه الحروب امريكا شيء يذكر حتى على صعيد الخسائر البشريه فقد دفعها العرب ايضا” من تدمير لدولهم وشعوبهم وتشتتهم في اصقاع الارض, لذلك فلا داعي برأي المتواضع القلق من هذه الناحيه. سيكتشف ترامب ان حال العرب يرثى له وان نهايه وجودهم مسأله وقت مما قد يثير شفقته بدلا” من غضبه.

  7. يقول تيسير خرما:

    عام 2008 أزاحت أمريكا جمهوريين عن القيادة بسبب أزمة مالية لم يتسببوا بها بل نتجت عن ممارسة بنكية خاطئة بسوق عقاراميركي أدت لانهيار بورصات عالمية وبغفلة من الزمن صعد رئيس لا يصلح حتى لقيادة الصومال أو كينيا واختفت القيادة لأمريكا وللعالم 8 سنوات ضعضعت العالم الحر وشعوبه وتجرأ محور شر عالمي بقيادة روسيا وإيران على مغامرات وحروب كارثية أودت بمواردهما وموارد أذنابهما ناهيك عن تعاظم جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وتفاقم أزمة لاجئين فأصبحت عودة جمهوريين لقيادة أمريكا والعالم مطلباً لامريكا وشعوب العالم

  8. يقول علي:

    مقال رائع ومتزن.. انا سعيد جدا لفوز ترامب كي تظهر السياسه الامريكية على حقيقتها.
    اما الأخ الكروي اطال الله عمره. ما دخل المقاله وثوره الغلابة
    أطمئنك انه لن يحث شي فلا داعي للانتظار . مصر بخير وستبقى كذلك ولن تكون سوريا ثانيه رغم جميع المحاولات لهدمها
    مصر عظيمه فلا تجعلوا القاهرة حلب اخرى وكفى النفخ على ظهور الغلابة والمساكين

  9. يقول حسن المغرب:

    ترامب عندما يدخل الى البيت الابيض ليس ترامب الحملة الانتخابية،فهناك سيتلقى البرامج من المخابرات والخبراء الذين يسيرون امريكا حقيقة،اما الرئيس فهو رمز فقط وينفد القرارات.ترامب ستكون له الحرية في داخل البلاد كتحريك الاقتثصاد والتضييق على المهاجرين غير الشرعيين اما السياسة الخارجية كجدار المكسيك ،والتنصل من الناتو ،والتقارب مع بوتين وطرد المسلمين وطرد المهاجرين،فهذه قضايا تفوق قدرات ترامب،الذي يقرر ذالك هم خبراء ومخابرات ،والايام بيننا.

  10. يقول أنس العراق:

    أيهما تفضل، كلينتون أم ترامب؟ كمواطن مسلم عربي لو وجه لك هذا السؤال.
    برأيي المتواضع لن تكون هناك إجابة واحدة. الأمر يعتمد على وضعك الحالي والبلد الذي تعيش فيه.
    إذا كنت مواطنا عربيا سوريا تعيش في مناطق سيطرة الدولة السورية، علويا درزيا مسيحيا أو حتى سنيا ففوز ترامب يفرحك, فإنه على الاقل لن يكون أكثر تعاونا مع المعارضة السورية من سلفه أوباما طبعا العكس يصح اذا كنت على الطرف الآخر من الضفة. طرف المعارضة السورية بكل فصاءلها .
    هذا الأمر ينطبق أيضا في العراق.
    الاكراد والشيعة نوعا ما فرحون والسنة. …. الله أعلم.
    في دول الخليج العربي، دول البترول الغنية. لا أعتقد سوف يتغير شيء. أمريكا كانت تحميهم وسوف تظل تحميهم ما دامت آبار البترول تحت أقدامهم مملوءة أما بعد جفافها فهم يعرفون أن مصيرهم هو الصحراء والجمل وصيد اللؤلؤ كما كانوا يفعلون لآلاف السنين.
    أما المهاجرين في أوربا وأمريكا، اكيد أغلبهم لا يعجبه انتخاب ترامب خصوصا المتسولين منهم الذين يعتاشون على أموال الضمان الاجتماعي.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية