إسطنبول – «القدس العربي»: هددت أنقرة، أمس الخميس، بالرد على غارة جوية، أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود من الجيش التركي، وإصابة 10 آخرين، قرب مدينة الباب في ريف حلب. وأعلنت رئاسة أركان الجيش التركي إن الغارة نفذت على الأغلب من قبل طائرات النظام السوري.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم : «بالتأكيد هناك العديد من الأطراف غير مرتاحة من حربنا على داعش، وفي كل الأحوال سنرد على من نفذ هذا الهجوم. سنجد الرد المناسب لهذا الهجوم والهجمات الأخرى المشابهة».
وحسب رئاسة الأركان، فقد وقعت «الغارة، التي من المعتقد أن مقاتلات للنظام السوري نفذتها، في تمام الساعة 03:30 فجر أمس على القوات المشـاركة في عملية درع الفرات، وأسـفرت عن مقـتل 3 جنود أتـراك وجرح 10 آخـرين بيـنهم واحـد في حـالة حرجـة».
وفي حين أكدت رئاسة الأركان في بيان أنّ «الجنود العشرة المصابين تمّ إجلاؤهم من المنطقة التي تعرضت للقصف ونقلوا إلى المستشفى» ، لفتت مصادر تركية إلى أن «الجرحى جرى نقلهم في عملية عسكرية جرت بمشاركة القوات الجوية والبرية إلى مستشفيات في محافظتي كليس وغازي عنتاب». وقبل الإعلان عن أن الغارة نفذت من قبل النظام السوري، وسائل إعلام تركية، إن الجنود قتلوا في هجوم لتنظيم «الدولة الإسلامية».
تأتي هذه التطورات، بعد يوم واحد من زيارة غير معتادة قام بها رئيس هيئة الأركان التركية، خلوصي أكار، الأربعاء، إلى ضريح «سليمان شاه» جد مؤسس الدولة العثمانية، بقرية أشمة داخل الأراضي السورية، برفقة قائد القوات البرية الفريق زكي جولاق، ووفد عسكري، حيث جرى تفقد الوحدات العاملة في الضريح وقوات الجيش المشاركة في عملية «درع الفرات».
ومنذ أيام، وصلت قوات المعارضة السورية المدعومة براً وجواً من قبل الجيش التركي إلى أطراف مدينة الباب، ثاني أكبر المدن التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في سوريا، ودفع الجيش التركي بمزيد من التعزيزات العسكرية من أجل تسريع عملية تحرير المدينة من التنظيم خشية وصول مسلحي وحدات «حماية الشعب الكردية» إلى المدينة والسيطرة عليها.
لكن تركيا واجهت صعوبات في التقدم نحو المدينة الاستراتيجية في ظل المقاومة المتزايدة لمسلحي تنظيم «الدولة» ومحاولات التقدم التي تقوم بها «الوحدات الكردية»، إلى جانب رفض قوات «التحالف الدولي» تقديم الدعم لهذه العملية، حيث أكد متحدث عسكري أميركي، الأربعاء، أن «التحالف لا يدعم العمليات التي تشنها القوات التركية على مدينة الباب».
ومنذ انطلاق عملية «درع الفرات» في شمال سوريا، قتل قرابة 15 جندياً تركياً في اشتباكات مع تنظيم «الدولة» والوحدات الكردية، لكن هذه المرة الأولى التي تشير فيها تركيا إلى احتمال تورط النظام السوري في هجمات ضد قواتها. وكان النظام، قد هدد الشهر الماضي، بإسقاط الطائرات التركية التي تخترق المجال الجوي السوري.
وفي بيان آخر، أعلنت رئاسة هيئة الأركان التركية، أن «مقاتلات تابعة لسلاحها الجوي استهدفت 14 موقعاً لتنظيم الدولة شمالي سوريا، ما أدى إلى تدمير مقر قيادة، و7 مواقع دفاعية، وذلك في إطار عملية درع الفرات التي بدأت قبل أكثر من ثلاثة أشهر».
واستهدفت «الغارات مواقع في مدينة الباب وقرى قباسين، والعريمة المجاورتين لها»، وفق البيان، الذي أشار إلى أن «مجموعات وحدة المهام الخاصة المشكلة من عناصر المعارضة السورية سيطرت على قرى جب الدم، وجب البرازي، وتل بريشا، حيث قتل في الاشتباكات اثنين من المعارضة وجرح 9 آخرين، فيما أصيب 4 جنود أتراك بجروح طفيفة».