تركيا: شاب ثلاثيني مستشاراً لأردوغان وبائعة خضار تعلم في السوق خبر تعيين شقيقها وزيراً

إسطنبول ـ «القدس العربي»: مع تشكيلة الحكومة التركية الجديدة والتغييرات السياسية في البلاد التي ترافقت مع انعقاد القمة العالمية الإنسانية في مدينة إسطنبول التركية، برزت في الصحافة التركية عددمن القضايا التي جمعت بين الطرافة والغرابة.
أغرب هذه المواقف، هو أن مرفت أوزلو (63 عاماً) علمت بتعيين أخيها فاروق أوزلو وزيراً للعلوم والصناعة والتكنولوجيا في الحكومة التركية الجديدة، أثناء ممارستها لعملها المعتاد في بيع الخضار في إحدى الأسواق الشعبية (البازار) في ولاية دوزجة، شمال غرب تركيا.
وقالت مرفت أوزلو للصحافة: «لقد سمعت نبأ تعيين أخي الأصغر فاروق من أحد أصدقائي في السوق أثناء عملي»، مضيفةً «الناس هنا يحبون أخي كثيراً، وينتظرون منه الكثير. أخي رجل صادق ويعمل بجد. وآمل أن يكون في هذا التعيين خيراً للبلاد وللشعب التركي، لقد سعدت كثيراً عند سماعي الخبر».
وأعلن، الثلاثاء، رئيس الوزراء التركي الجديد بن علي يلدريم عن تشكيلة حكومته الجديدة، والتي ضمت 9 وزراء جدد لم يكونوا في حكومة أحمد داودأوغلو السابقة الذي أعلن تنحيه عن رئاسة الحكومة والحزب الحاكم من خلال عدم الترشح مجدداً في المؤتمر العام للحزب الذي عقد الأحد الماضي بأنقرة.
وعين الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، الشاب ظفر شوبوكجو البالغ من العمر 30 عاماً، في منصب كبير مستشاري الرئيس، بحسب وسائل إعلام تركية مقربة من الحكومة أوضحت أن «شوبوكجو»، من مواليد عام 1986، كان يشغل منصب رئاسة الأذرع الشبابية المركزية لحزب العدالة والتنمية حتى عام 2014، قبل أن يصبح المستشار رقم 26 للرئيس التركي.
وقد تخرج شوبوكجو من كلية الإدارة باللغة الإنجليزية، من جامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة. كما كان أردوغان أحد الشهود على عقد نكاحه الشهر الماضي.
في سياق آخر، تصدر مقطع فيديو لأردوغان مع رئيس الوزراء اليوناني الصحافة التركية ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث يظهر فيه أردوغان يمازح رئيس الوزراء الشاب «أليكسيس تسيبراس».
وخلال استقبال أردوغان لـ« تسيبراس» هامش القمة الإنسانية المنعقدة في اسطنبول، مازحه الرئيس التركي بالسؤال عن ربطة عنق أهداه اياها سابقا، قائلاً: «أين ربطة العنق التي أهديتك إياها؟، لمَ لمْ ترتدها؟»، الأمر الذي أضحك تسيبراس.
ويُعرف عن «تسيبراس» عدم حبه لارتداء ربطة العنق، ويشارك في معظم البرتوكولات الرسمية والقمم الدولية بدون ارتدائها، الأمر الذي دفع أردوغان لإهدائه ربطة عنق في إحدى زياراته السابقة إلى تركيا.
في سياق آخر، تبرع البروفيسور التركي عزيز سنجار الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء أواخر العام الماضي، بجائزته وشهادته إلى كلية الطب في جامعة إسطنبول التي تخرج منها عام 1969.
وقدم سنجار الميدالية والشهادة التي نالها من خلال حفل توزيع جوائز النوبل للعام الماضي، إلى رئيس جامعة إسطنبول البروفيسور محمود أك، في حين كرّمت إدارة الجامعة البروفيسور سنجار بـ «جائزة الشرف» للمساهمات التي قدمها للعالم في مجال العلوم.
وترأس الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس الأربعاء اول اجتماع للحكومة الجديدة في مبادرة تؤكد عزمه على احكام السيطرة على السلطة التنفيذية في وقت تحذر فيه المعارضة من الفوضى في حال منح منصب الرئاسة صلاحيات اكبر.
وفي بادرة رمزية اجتمعت حكومة بن علي يلديريم التي اعلنت تشكيلتها الثلاثاء بعد ان ارغم داود اوغلو على الاستقالة بسبب خلافات مع اردوغان، في القصر الرئاسي الواقع في ضاحية انقرة برئاسة الأخير.
وفور توليه منصبه تعهد رئيس الوزراء بأن «يقوم بكل ما في وسعه» وبسرعة لتبني نظام رئاسي شبيه بالنموذجبين الأمريكي والفرنسي.
وفي الماضي ترأس اردوغان اجتماعات الحكومة لكن هذا الاجراء الذي كان استثنائيا قد يتحول إلى لقاء شهري بحسب الصحافة التركية.
والثلاثاء أعلن يلديريم في البرلمان انه لن يفوت «فرصة تاريخية» لتعديل الدستور الحالي المنبثق عن الانقلاب العسكري في 1980. وقال ان «مساعي تغيير الدستور الحالي والانتقال إلى نظام رئاسي سيبدآن في اقرب وقت ممكن. انها اهم مهمة لحزب العدالة والتنمية (الحاكم».)
لكن المعارضة وغالبية الناخبين بحسب استطلاعات الرأي ترفض المشروع مصدر التوتر في البلاد والخارج. ورات فيه دليلا جديدا على «تسلطه».
وأدان زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في البرلمان كمال كليشدار اوغلو أمس الاربعاء الطموحات «التوتاليتارية» لاردوغان واكدت ان الزعيم التركي لن يحصل على النظام الرئاسي الذي يريده «قبل ان يقضي علينا جميعا».