تركيا متأكدة من إعادة العلاقات مع سوريا… ماذا تغير وهل قصد يلدريم «بشار الأسد»؟

حجم الخط
7

اسطنبول ـ «القدس العربي»: قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلديريم إن تركيا تسعى إلى تطوير علاقات جيدة مع سوريا، في أحدث مرحلة من سعيها إلى تحسين علاقاتها مع جيرانها.
وأضاف إن تركيا تأمل في وجود علاقات جيدة مع سوريا والعراق، مضيفا أن البلدين بحاجة إلى الاستقرار حتى تنجح جهود مكافحة الإرهاب.
وأدلى يلديريم بهذه التصريحات أثناء حديثه عن حاجة تركيا لتعزيز علاقاتها الدبلوماسية في المنطقة. وبث التلفزيون تصريحاته على الهواء مباشرة.
وكان قد قال غير مرة، منذ توليه منصبه في أيار/مايو إن بلاده بحاجة «لزيادة أصدقائها وتقليص أعدائها» – في اعتراف ضمني فيما يبدو بأن السياسات السابقة كانت سببا في تهميش أنقرة.
وتعد هذه الخطوة تغيرا كبيرا في السياسة التركية التي كانت تضغط من أجل الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وأدى موقفها هذا إلى خلافها مع روسيا، حليفة الأسد، وإبعادها عن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي يركز على محاربة تنظيم «الدولة»، وتقول وسائل الإعلام في المنطقة إن دبلوماسيين سوريين وأتراكا أجروا محادثات في الأيام الأخيرة.
وأنهت تركيا خلافاتها مؤخرا مع إسرائيل وروسيا، في نشاط دبلوماسي مكثف شهدته البلاد خلال الأسابيع الأخيرة.
وأشار يلديريم إلى ذلك قائلا «قمنا بتطبيع العلاقات مع روسيا وإسرائيل وأنا واثق أننا سنطبع العلاقات مع سوريا أيضا. ولكي تنجح المعركة ضد الإرهاب ينبغي أن يعود الاستقرار لسوريا والعراق.»
وكانت تركيا قد أعلنت الشهر الماضي إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بعد قطيعة استمرت ستة أعوام، بسبب الهجوم على أسطول الحرية التركي الذي كان متوجها إلى غزة في مايو/أيار 2010.
كما عبرت عن أسفها لروسيا بشأن إسقاط طائرة حربية روسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، في مسعى لإصلاح تحالفات شابها التوتر.
وبدأت بوادر تطبيع العلاقات التركية الروسية، عقب إرسال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رسالة إلى نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في 27 حزيران /يونيو الماضي، أعرب فيها عن حزنه حيال إسقاط الطائرة الروسية العام الماضي، وتعاطفه مع أسرة الطيار القتيل. وفي اليوم التالي جرى اتصال هاتفي بين الزعيمين، اتفقا فيه على إعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي. وفي اليوم نفسه أعلن الطرفان الإسرائيلي والتركي التوصل إلى تفاهم حول تطبيع العلاقات بينهما بعد 6 سنوات من القطيعة.
الكاتب والمحلل السياسي محمود عثمان عبر عن اعتقاده بأن تصريحات يلدرم موجهة بشكل رئيسي للرأي العام الداخلي التركي، قائلاً: «هناك ضغوط شديدة تمارسها الأحزاب السياسية وبعض القوى ووسائل الإعلام المعارضة على الحكومة، حيث تحمل المعارضة الحكومة المسؤولية عن التراجع الكبير في الاقتصاد وخصوصاً قطاع السياحة وغيره من القطاعات الاقتصادية التي تأثرت بشكل كبير من الحروب الدائرة في كل من سورية والعراق وليبيا».
وأضاف في تصريحات خاصة لـ «القدس العربي»: «الحكومة التركية استعادت زمام المبادرة بعد الخطوة التاريخية التي قام بها اردوغان والتي نجحت في كسر الجليد وإنهاء العزلة وإعادة العلاقات مع كل من روسيا وإسرائيل، مما أشاع أجواء من التفاؤل لدى الرأي العام في تركيا، ويبشر بأن مرحلة التقارب والانفتاح السياسي مع دول الجوار سوف تؤدي بشكل مباشر إلى انتعاش الاقتصاد وعودة العلاقات التجارية وازدهار الصادرات».
وتابع: «جاءت التصريحات موجهة للرأي العام الداخلي التركي في سياق أن الحكومة تبذل كل الجهود الممكنة، وأنها مستعدة لبناء علاقات جيدة مع الجميع، بما فيها تلك الدول التي تعيش معها إشكاليات حقيقية مثل مصر والعراق وسورية»، مستدركاً: «علينا ألا ننسى أن ملف السياسة الخارجية تحديداً بيد الرئاسة التركية».
والثلاثاء دعا رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، كمال قليجدار أوغلو، إلى إنهاء الحرب في سوريا وإعادة إعمارها، «ثم يعود إخوتنا السوريون بإرادتهم إلى بلادهم، وإذا تمكّنا من تأسيس هذه السياسة، نكون قد حققنا نجاحاً كبيراً»، وطلب من الحكومة والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني التركية، بذل الجهود من أجل إنهاء الحرب في سوريا.
وعن أسباب التحول في السياسة التركية بشكل عام، رأى الكاتب التركي إسماعيل ياشا في مقال له، أمس الأربعاء، أنه «بعد مرور أكثر من خمس سنوات على إضرام محمد البوعزيزي النار في نفسه ليشعل شرارة الربيع العربي، وفي ظل نجاحات حققتها الثورة المضادة بالتعاون مع الدول الغربية المتآمرة على الشعوب العربية الثائرة، فقد وجدت تركيا نفسها في حصار يشارك فيه القريب قبل البعيد، وأنها مضطرة لمراجعة في سياستها الخارجية، غير أن هذه المراجعة التي أدَّت إلى المصالحة بين تركيا وإسرائيل وترميم العلاقات التركية الروسية شكَّلت صدمة للإسلاميين وأثارت أزمة غير مسبوقة في علاقاتهم مع أردوغان».
وأضاف الكاتب: «التحولات التي تشهدها السياسة الخارجية التركية وتصريحات المسؤولين الأتراك حولها تشير إلى أن أردوغان يخلع مرة أخرى «قميص الإسلاميين» ويحاول أن يعيد حزب العدالة والتنمية إلى المعايير التي تأسس عليها ليتبنى البراغماتية بعيداً عن الشعارات الإسلامية».

تركيا متأكدة من إعادة العلاقات مع سوريا… ماذا تغير وهل قصد يلدريم «بشار الأسد»؟

اسماعيل جمال

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الهاشمي:

    كل يبحث عن استقرار ومصلحة لكن تركيا لم تجد عند احد مروءة او انسانية نحو الشعب السوري وأكتشفت انها اللاعب الاوحد في الميدان امام العالم النجس الذي أظهر عدم اكتراث تجاه القضية السورية مادام المسحوق والمستهدف هو الاسلام و لقد اثبتت الازمة السورية انه لايوجد اسلام سوى ذاك الذي يتبع سنة الرسول محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام وماعداه فهو ضلال ولو تسمى زورا وبهتانا باي اسم . وان اول من تنكب للاسلام وخانه اهله خصوصا العرب المستغربة وليست المستعربة الذين يتوقعون بذلك الفعل الشائن انهم يمنعون سقوطهم وذلهم لكنهم يحلمون لانه آت لامحالة ولو بعد حين وسيندمون ندامة الكسعي بل اشد من ذلك

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    نقول بأن تركيا لم تقصر بمسألة اللاجئين السوريين على أراضيها, لكنها قصرت بتسليح الثوار بأسلحة نوعية
    إيران وروسيا يساعدان بشار بكافة أنواع الأسلحة والذخائر والمرتزقة فهل عجزت تركيا والسعودية عن ذلك ؟
    ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول هوزان:

      أخي الكروي السعوديه حفظها الله ليست من بلاد الطوق ولا يوجد أي حدود بينها وبين سوريا وهي رهينه برضى بلاد الطوق التي تطلب المال الكثير لكي تسمح بعبور قله من الأسلحه . السعوديه لم تترك باب الا وطرقته

    2. يقول الكروي داود النرويج:

      صدقت يا ابن العم وصح لسانك
      مع تحياتي ومحبتي وإحترامي لك وللجميع
      ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول مراقب.المانيا:

    تركيا قصرت بحق سوريا كلها .أعطت وعودا للمعارضة وخطوط حمراء وهمية. ..السلطنة العثمانية الجديدة استغلت مطالب الشعب المشروعة لمصالحها الضيقة والواسعة .زرعت الأمل وحصدت.الفشل من كل الاتجاهات. السيد اردوغان يريد أن يحفظ ماء وجهه.تارة بإعطاء الجنسية للسوريين. وتارة بارسال المساعدات لغزة العزة .تركيا خافت من عاصفة السوخوي.التقارير الغربية تقول ان الرئيس أوباما نصح الرئيس التركي بأن لا يستفز السيد بوتين. ففعل ذللك وطبق المثل …رحم الله مرء.عرف نفسه فوقف عند حده

  4. يقول احمد:

    فعلا تحولات صادمة في تركيا
    النهاية لن تكون في صالح السوريين ابدا

  5. يقول Passerby:

    الثقة الزائدة عند الأتراك بعودة العلاقات مع سوريا (!!؟؟) + خبر استقبال تركيا لعلي حبيبي + تأكيد رئيس الوزراء التركي بأن العلاقات سوف لن تكون مع بشار الأسد + تصريحاته بانه يريد أن يذكره التاريخ …إلى آخره كلها تصب الى نتيجة واحدة الا وهي أن بشار الأسد أصبح من التاريخ بالنسبة للروس وأن الأتراك طبخوا مع الروس ( والإسرائيليين) طبخة ما لتنحية بشار الأسد بالقوة وجلب آخر معتدل (يمكن ضبطه) من الطائفة العلوية هذا هو لب الموضوع أما الباقي فيخص تحجيم الأكراد وذلك بسبب الحنق المزدوج للروس والأكراد من دعم الأمريكان لهم. الروس دعموا الأكراد مؤقتاً نكاية بتركيا وبعد أن تجاوبت تركيا لم يعد هذا الدعم ضرورياً. الأيام القادمة حبلى بالمزيد.

إشترك في قائمتنا البريدية