تريز سليمان: «الأغنية التراثيّة تعيد إحياء صور نقيّة عن عالمنا المترهّل»: «مينا» أغنيات فلسطينية وبرتغالية ترسو في حيفا ويافا

حجم الخط
0

الناصرة ـ «القدس العربي»: يواصل المشروع الموسيقيّ العالميّ «مينا» تقديم عروضه وإطلاق ألبومه الأوّل في فلسطين متنقلا بين مدنها بعدما انطلق في أجمل الشهور ، المرأة والأم والأرض. تأتي هذه العروض بعد أن افتتحت «مينا» جولتها في مسرح «خشبة» في المدينتين الشقيقتين الساحليتين عروس الكرمل وفلسطين حيفا ويافا. «مينا» الفرقة المكوّنة من الفلسطينية تريز سليمان والبرتغاليين صوفيا برتغال، روي فيريرا، بيدرو بيريرا وريكاردو كويلو، تقدّم أغانٍ منتقاة من الإرث الموسيقيّ العالميّ، بعد عملية بحث وتنقيب طويلين، سيما في تراث الأماكن المهمّشة. لم يقتصر البحث الذي قام به مشروع «مينا» على التنقيب عن أغان بل عن موسيقى وكلمة جديدتين يختلط فيهما المحلي والكوني في لحن إنساني عذب.
في المحصّلة، تقدّم الفرقة في ألبومها وعرضها الحيّ مادةً جديدةً من حيث التوزيع والتصرّف في اللحن والصوت ودمج اللغتين العربيّة والبرتغاليّة بين أغانٍ تحمل معانٍ وتعكس أمزجة مشتركة. تجمع هذه الأغاني قصّة المكان والإنسان، القصّص الأولى المرتبطة بالطبيعة والبساطة؛ قصص عن الحب والحرب والعلاقات الإنسانية وصور البحّارة بانتظار عودتهم إلى زوجاتهم، ووعود العشاق للقاء عند عين ماء، ووعود الثوّار بالحرية. يختار «مينا» في ألبومه تسع أغانٍ من فلسطين والبرتغال وإسبانيا والعراق وسوريا ومصر والمغرب وتونس والبرازيل. ولا يكتفي بتقديم هذه الأغاني من خلال ألبوم موسيقيّ يعيد توزيعها ويتصرّف في نصّها ولحنها فحسب، بل يسعى إلى المساهمة في نقل المعرفة المتعلّقة بهذا التراث. ولذا فهو يضع أمام المستمع مادةً مكتوبة تكشف منابت الأغاني وقصصها وخلفيّاتها ذات الحمولات والإحالات الاجتماعيّة والعاطفيّة والسياسيّة وغيرها، على النحو الذي وصلت فيه إلى مينائها. وردا على سؤال «القدس العربي» تقول الفنانة الفلسطينية تريز سليمان حول مسألة العودة إلى التراث إن هذا التبدّل الذي تشهده الشعوب، هو ما يجعل التوقيت الذي يخرج به مشروع «مينا» ذا أهميّة. منوهة إلى أن الصور التي تصل العالم عن نفسه في السنوات الأخيرة، تكاد تكون على تشوّه غير محتمل وأن الصور التي تصلنا من عالمنا العربي، خاصة، فكأنّها تبني مدنًا جديدة لا نعرفها، ملطّخة ومترهّلة. أما الأغنية، فقد تكون بالنسبة لـ»مينا» مساحةً كفيلة بإعادة المدن الأصليّة وصورها النقيّة المغيّبة، التي لم نعد نجدها، وسط عصرنا السريع، فنبحث عن جمالها في أماكن بعيدة ومتخيّلة، بينما هي قابعة في تراثنا بكامل بساطتها». ويستعد «مينا» لتقديم عروضه في رام الله، ونابلس ومجدل شمس في الجولان السوري المحتل وتنتهي محطته الأخيرة في حيفا يوم السبت السادس عشر من الشهر الحالي، بإشراف مسرحيّ من الفنان عامر حيحل، تصميم إضاءة: معاذ الجعبة، تنفيذ ديكور: ميساء عزايزة، تنسيق إعلاميّ: أسماء عزايزة. وتوضح ميساء عزايزة لـ «القدس العربي» أن الفنانة الفلسطينية تريز سليمان والبرتغاليين صوفيا برتغال، روي فيريرا، بيدرو بيريرا وريكاردو كويلو، تجمعهم الرغبة في إعادة الاعتبار للإرث الموسيقي العالمي، سيما ابن الأماكن المهمّشة، من خلال إعادة توزيعه والتصرف في نصه والنحت في لحنه، ذاك الذي يقف صامتًا أمام الآلة الإنتاجيّة التجاريّة المتسارعة الضخمة، يقف مهدّدًا أمام آلة الحرب والدمار.
وقالت إن أغاني «مينا» سترسو في هذه المدن بالألبوم الذي أنتج بدعم من مؤسسة عبد المحسن القطّان وصندوق المورد الثقافيّ، والذي أختير تفيه تسع أغانٍ من فلسطين والبرتغال وإسبانيا والعراق وسوريا ومصر والمغرب وتونس والبرازيل. منوهة أن «مينا» يعمل على إعادة توزيع الأغاني التي التصقت به حسيًّا وموسيقيًا وفكريًا، وإعادة إبحارها في المشهد الموسيقيّ العالميّ الحديث. مستخدما في جولة عروضه تركيبةً آلاتية بسيطة؛ البيانو والإيقاعات والغيتار وذلك إضافة للنسيج الصوتي للمغنيتين.

وديع عواودة

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية