بثت قناة «مكملين» الفضائية المصرية المعارضة مكالمة هاتفية مسربة من داخل جهاز المخابرات المصرية، لتسجل بذلك أول تسريب يخرج عن هذا الجهاز الذي لطالما ظلَّ مقدساً في أذهان المصريين والعرب، على اعتبار أنَّ كل واحد من جنرالاته هو «رأفت الهجان» المفترض، حيث كانت كل التسريبات السابقة تخرج من مكتب اللواء عباس كامل.
أما موضوع هذا التسريب فهو لأول مرة يتعلق بالملف الفلسطيني الذي لا يستطيع أي محلل أو مراقب أن يجد تفسيراً لكثير من المواقف المصرية تجاهه. أهم ما في التسريب الجديد أنه يكشف كيفية تعاطي النظام المصري مع الملف الفلسطيني والنظرة للسلطة الفلسطينية والفصائل، فمسؤول ملف فلسطين في جهاز المخابرات (وهو الآمر الناهي بخصوص معبر رفح والمصالحة وغير ذلك من الملفات) يعتقد أن الرئيس محمود عباس «غبي وما بيجمعش وما عندوش بضاعة»، وأنَّ القيادي في فتح والسلطة عزام الأحمد يُمثل «فضيحة»، أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي يعود تاريخها الى ما قبل ميلاد الجنرال المتحدث فهم «شوية عيال».. وعلى هذا الأساس يتم التعامل مع الشعب الفلسطيني!
في التسريب المخابراتي الأول من نوعه فإنَّ «سيادة اللواء» يكشف كيف كان يُمارس الضغوط على «الطربيزة» لإجبار الفلسطينيين على شيء ما، ولسوء حظ المشاهد العربي والمتابع الفلسطيني فلم نتمكن من معرفة ماذا كان يريد «سيادة اللواء» بالضبط، ولماذا كان يُمارس الضغوط؟ وما الذي كان يريد من الفصائل أن توافق عليه، لا أحد يعلم، لكنَّ المكالمة الهاتفية الحافلة بكل أنواع الشتائم بحق قيادات ورموز وفصائل الشعب الفلسطيني لم تتعرض لإسرائيل ولو بكلمة واحدة!
ليس مهماً من كان يتحدث مع من، وليس مهماً أيضاً ما هي الشتائم التي كانت تُكال، لكنَّ المهم أنَّ دولة «رأفت الهجان» وجيش «عبور خط بارليف» وورثة جمال عبد الناصر أصبحوا يتسلّون بشتيمة السلطة والفصائل ورموزهما، وهكذا نستطيع أن نفهم كيف ولماذا تتعرقل المصالحة بين حركتي فتح وحماس، ونفهم كيف ولماذا يستمر الحصار على غزة، وما هي الظروف التي دفعت إسرائيل لأن تشنَّ حرباً استمرت 52 يوماً على القطاع عام 2014، وهي تعلم بأن العرب كالموتى لا يتحركون.
التسريب الجديد الذي قذفت به قناة «مكملين» على رؤوسنا ليل الأحد الماضي يُعيد التذكير بأنَّ الخطوة الأولى في طريق الخلاص الفلسطيني هي بالمصالحة الفورية والعاجلة بين حماس وفتح، بما يؤدي لإعادة توحيد الأرض والمزاج والسياسة بين الضفة والقطاع، وهي مصالحة يتوجب على الفلسطينيين أن لا ينتظروا وسيطاً لها، لأنّ الوسيط يُمارس الضغوط على «الطربيزة» وينظر إلى القوى الفلسطينية على أنها «شوية عيال». المصالحة الفلسطينية أصبحت ضرورة لا غنى عنها بعد أن أصبح كل من عباس وحماس في مركب واحد، وبعد أن بات كلاهما هدفاً للأنظمة العربية التي ظهرت كنتيجة لموجة الثورات المضادة، وأي خسائر سياسية (أو فقدان للمكاسب السابقة) ستنجم عن هذه المصالحة فإنها ستظل أهون بكثير من التكاليف التي سيدفعها الفلسطينيون في حال استمر الانقسام وبقي الوضعُ على حاله.
خلاصة القول، هو أن التسريب المخابراتي الأول من نوعه في المنطقة العربية يؤكد أنَّ النظام الرسمي العربي بات يتعامل مع القضية الفلسطينية على أنها مادة للتندر والسخرية، وليس جاداً في مساعدة الشعب الفلسطيني، لا في مواجهته مع اسرائيل، ولا في خلافاته الداخلية، ولم يعد يكترث العرب – ولو بشلن – ببقاء نحو مليوني فلسطيني كرهائن في سجن كبير اسمه غزة، ومثل هذا المشهد البائس يجب أن يكون الرد الطبيعي عليه من الجانب الفلسطيني بالمصالحة الشاملة التي تطوي صفحة الماضي وتفتح عهداً جديداً بين الفلسطينيين وبين رئتي الوطن الفلسطيني.
كاتب فلسطيني
محمد عايش
عتبي على الفلسطينيين كبير لأنهم كبار
كيف لكم أن تختلفوا وأعدائكم متحدين؟
ألا يكفيكم إختلاف العرب والمسلمين ؟
ولا حول ولا قوة الا بالله
لا يمكن الحديث عن المصالحه ما دام هناك من لا زال يرتهن بالمصالح الاسرائيليه و يعول على مصلحته قبل مصلحة الشعب
لا تجوز المصالحه مع من يعتبر التنسيق الامني مع العدو امر مقدس و من لا زال يعتبر التفاوض استراتيجيه و المستوطنات موضوع للتفاوض. كيف تتم المصالحه مع من يعتبر المقاومه عبث و الثورات المضاده و القضاء على المقاومه اولويه
يكفينا ضحك على الشعب
من اجل ان نصل الى المصالحه يجب ان نعبر الجسرالى وحدة الهدف والمصالح و هذا لا يتحقق الا بتطهير كل ما شاب نضال الشعب الفلسطيني من دنس وهذا الدنس هو القيادات التي هرمت في الخيانه واغرقتنا بالاوهام و جعلت الشعب الفلسطيني شعب المتسولين و الانتهازيين. و حتى يتحقق هذا علينا بثوره تحرير جديده من الداخل.