عمان ـ «القدس العربي»: المسألة أشبه بهدف متسلل اضطر حكم المباراة لاحتسابه.. هذا ما حصل على الأقل في ثاني أكبر المدن الأردنية على هامش انتخابات البلديات واللامركزية، حيث اصبح العمل البلدي واللامركزي في مدينة الكثافة السكانية الشهيرة تماماً بين احضان جماعة الإخوان المسلمين ليس في غفلة من الدولة وخصومهم، ولكن بسبب الكفاية المهنية في استثمار الخلافات بين الجبهات المضادة.
الشيخ علي ابو السكر اصبح رئيسًا لأهم ثاني بلدية في المملكة الأردنية. فسِجل الرجل يقول ببساطة بأنه نقيب سابق للمهندسين ثم عضو بارز في البرلمان وسجين سياسي سابقًا وجريحٌ أصيب برصاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي في لبنان، والأهم أنه أحد القيادات المخضرمة المعتدلة في تنظيم الإخوان.
وخلافًا للانطباع السائد، تستحق قصة فوز الشيخ أبو السكر أن تروى لأنها شكلت عمليًا خبرًا صاعقًا على خصوم تيار الإخوان كلهم، وبمختلف ألوانهم، كما شكلت المفاجأة الأبرز بنسختي الانتخابات المتزامنتين في الأردن.
ابو السكر سبق أن حرم بسبب قيد جنائي من المشاركة في انتخابات البرلمان 2016 حيث سُجِّلت إدانة ضدَّه في القضية المشهورة باسم زيارة مقر عزاء أبو مصعب الزرقاوي.
لقد حَرَم مَن هندس انتخابات البرلمان الشارع والتجربة مِن لاعب مخضرم محنّك مثل ابو السكر. لكن الرجل تسلل وعاد من النافذة إلى العمل البلدي، فكانت المفاجأة الأولى أن لجان الانتخاب للبلديات والمركزية سمحت بترشحه ضمن ايحاء بانه يساهم في رفع نسبة المشاركة وقد لا يفوز في هذه المدينة بسبب التوازنات العشائرية فيها.
وخطف ابو السكر مقعد الرئاسة بسلاسة وصمت مستثمرًا بوضوح في تفاصيل الصراع الأساسي بين منافسين آخرين في المكان نفسه هما محمد الغويري الذي يمثل قبيلة بني حسن الكبيرة وعماد المومني الرئيس السابق اصلًا للبلدية.
لذا يمكن القول: إن الشيخ ابو السكر تسلل بين التناقضات، فنُخب البرلمان والعديد من الشخصيات بايعت المومني علنًا والثقل العشائري لبني حسن اعتبر أن المنافس والخصم الأساسي لمرشحهم الغويري هو المومني، فيما نجح تنظيم الإخوان بالاستفادة من هذه التناقضات ومنح قيادي مهم في الجماعة حُرم من البرلمان بقرار رسمي لقب العمدة ببساطة ومن دون ضجيج.
لم يقف الأمر عند هذه الحدود، فقد أثبت الإخوان المسلمون وعبر مرشحيهم في التيار الاصلاحي الائتلافي الوطني أنهم جاهزون للدفاع عن معقلهم في الزرقاء، فحصدوا ايضًا 18 من أصل 30 مقعداً في مجالس المحافظة وبأغلبية نسبية واضحة.
المفاجأة الثانية فنيًا تمثلت في أن تنظيم الإخوان لعب بتميز في مساحة انتخابات اللامركزية ايضًا، فقد حصد في الزرقاء وحدها 8 مقاعد من اصل 11 وحصل على خمسة مقاعد في مجلس امانة العاصمة عمان وحصد رئاسة بلديتين خلافاً للزرقاء ونجح في ايصال رؤساء ثلاث بلديات ايضًا.
المحصلة الرقمية تقول: أن تيار الإصلاح المدعوم من الإخوان المسلمين حصد عبر التسلل والتسرب السياسي الدقيق 76 مقعداً في انتخابات البلديات واللامركزية على مستوى المملكة، حيث فاز 56 % من مرشحيه وهو رقم كبير يظهر مجددًا ان جماعة الإخوان مازالت من الأرقام الصعبة. انشغال المتنافسين عشائريًا، المحسوبين على الدولة، ببعضهم بعضًا وميول الشارع للمناكفة، عناصر ساهمت بالتأكيد في اعادة الإخوان المسلمين بقوة إلى مجالس التخطيط اللامركزية والعمل البلدي.
المثير في الموضوع أن ذلك يحصل ليس حبًا في الإخوان فقط، ولكن تفاعلًا مع الرغبة في مناكفة المواقف الرسمية، وانه حصل بعد كمون تكتيكي غريب من جماعة الإخوان طوال الأربعة اشهر الماضية، والاهم برز إلى السطح بالتزامن مع تلك النظريات التي تتحدث عن قرب تصنيف الجماعة بالإرهاب من قبل واشنطن.
بدا لافتًا في الأثناء تحقيق هذا التقدم في انتخابات شهدت أدنى مستويات مشاركة، وخلافًا للتوقعات الرسمية والاهلية كلها فعدد المرشحين زاد على 6600 مرشح، وكل هؤلاء وأنصارهم لم يقنعوا أكثر من 32 % من الناس بالذهاب إلى صناديق الاقتراع، في الوقت الذي صعد فيه إلى السطح مجددًا سؤال العزوف والمشاركة والتمثيل والمكونات الاجتماعية بسبب نسبة المشاركة الضئيلة جدًا في عمان العاصمة التي لم تزد على 16 %.
نجاح ابو السكر احتوى في العمق ازمة اجتماعية في مدينة الزرقاء، كان يمكن ان تتطور إلى أزمة أمنية بسبب تكريس الانطباع بتدخل اشخاص من عمّان لمصلحة المومني وضدَّ الغويري ما دفع للاعتقاد بان نجاح ابو السكر امتص الاحتقان.
المجموعات الراصدة لهذه الانتخابات تحدثت عن انتهاكات ومخالفات لكن حزب جبهة العمل الإسلامي وهو اكبر احزاب المعارضة منحها شهادة النزاهة والشفافية، حيث لا توجد ملحوظات تذكر وبأساس جوهري لإثبات واقعة التدخل في الانتخابات.
في النتيجة تتجه البلاد الآن إلى تجربة جديدة، خصوصًا مع مجالس اللامركزية، وعندما يتعلق الأمر بعد هذه الخطوة الديمقراطية الواسعة نسبيًا بالعمل البلدي والاجتماعي في الأطراف يمكن للإخوان المسلمين أن يرفعوا شعار.. «مازلنا هنا».
والسؤال هو :
هل سيتكرر ما حصل برابعة في الأردن خاصة بعد التقارب في وجهات النظر بين النظام الأردني ونظام السيسي ؟
ولا حول ولا قوة الا بالله
الى الكروي داود… لا لن يحصل باذن الله رابعة عندنا …والملك عبدالله لديه من الحنكة في تجنب رابعة واخواتها ..الحركة الاسلامية في الاردن حركة متوازنة ذكية ولديها الخبرة السياسية الكافية لتجنب اي صدام وحريصة على امن البلداكثر من غيرها …وراينا تجربتها في مدينة الزرقاء حين استلم ياسر العمري البلدية فكانت تجربة نظيفة من اي فساد يشوبها والتقرير فيه بعض التجني على فوز الحركة بالمقاعد من خلال الاشارة الى المنافسة بين الخصمين المومني والغويري
*أعترف أن (الإنتخابات ) كانت نزيهة
بنسبة لا تقل عن 90٪ .
* الحكومة والديوان والمطبخ السياسي
لم يتدخل كثيرا بسبب أنها انتخابات
(محلية) جدا على مستوى كل مدينة وبلدة
وقرية ومعظم الوظائف (خدماتية)
تخص خدمة المواطن وبعيدة عن السياسة
واخذ القرارات الكبيرة.
سلام
هناك مبالغات و الحقيقة ان:
– فاز الاخوان ب 5 مقاعد في امانة عمان من اصل 42 مقعدا
– فاز الاخوان برئاسة 3 بلديات و 3 اخرى لحلفائهم من اصل اكثر من 100 بلدية.. و لكن مع التنوية بان الزرقاء هي ثاني مدينة في المملكة من حيث عدد السكان
– فاز الاخوان ب 24 مقعدا في مجالس المحافظات من اصل 380 مقعدا
و الحقيقة ان مشاركة الاخوان كانت اساسا بالحد الادنى و مشاركة الاحزاب الاخرى شبه معدومة بما أخلى الساحة للقوى العشائرية و المقاولين وهذا ما يفسر ان نسبة الاقتراع كانت منخفضة جدا و خاصة في عمان حيث بلغت 17%
للتنوية استاذ بسام اكبر محافظة بعد عمان هي اربد بما تتميز من 500 قرية فيها وطبيعتها الفلاحية وهي تتميز عن باقي المحافظات وخاصة عمان والزرقاء التي لا يوجد فيهما قرى ولا استقرار بشري قديم
بكل بساطة مدينة الزرقاء اسست كمخيم كبير لاستيعاب التهجير القسري للفلسطينين ثم اصبحت ثكنة عسكرية. نسبة الفلسطينين اكثر من ٧٠% لذا سقط مرشحوا العشائر امام مرشح المخيم. بالنهاية مدينة الزرقاء ستبقى كالعادة مهمشة ومنقوصة الخدمات بغض النظر عمن فاز.