تصاعد أزمة هولندا وتركيا: أردوغان يتوعد ويصفها بـ«جمهورية موز»… وأمستردام ترفض الاعتذار

حجم الخط
13

إسطنبول ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال: دخلت الأزمة بين تركيا وهولندا في مرحلة جديدة من التصعيد مع تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمستردام بـ«دفع الثمن»، واصفا هولندا بـ«جمهورية موز»، وسلسلة مطالبات تركية بـ«الاعتذار»، والتهديدات بفرض عقوبات، في الوقت التي نظم فيه آلاف الأتراك مظاهرات منددة بطرد وزيرة تركية من هولندا التي أقدم متظاهرون على نزع علمها من مبنى قنصليتها في اسطنبول. وبينما أعلنت المعارضة التركية دعمها للحكومة في الأزمة الراهنة، طالب زعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، الحكومة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع أمستردام، في حين أكد رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي عزمه السعي إلى «عدم التصعيد»، وسط دعوات أوروبية لـ«التهدئة».
واندلعت الأزمة بين أنقرة وأمستردام، السبت، بعد منع الأخيرة طائرة وزير الخارجية التركي من الهبوط في أراضيها، ومنع وزيرة الأسرة التركية من الوصول إلى مقر القنصلية التركية في روتردام قبل اعتقال مساعديها ومرافقيها وطردهم إلى ألمانيا براً، وذلك على خلفية رفض العديد من الدول الأوروبية قيام مسؤولي الحكومة التركية بحملات انتخابية لدعم التصويت بـ»نعم» في الاستفتاء الذي يجري الشهر المقبل حول التعديلات الدستورية وتحويل نظام الحكم في تركيا إلى رئاسي.
وفي تطور آخر، اقترح رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوك راسموسن، على نظيره التركي بن علي يلديريم إرجاء زيارة للدنمارك كانت مقررة نهاية آذار/مارس بسبب «التصعيد» بين أنقرة وهولندا. وقال: «زيارة مماثلة لا يمكن أن تتم بعيدا عن التهجم الراهن لتركيا على هولندا. لذا اقترحت على نظيري التركي إرجاء لقائنا». واعتبر أن «المبادئ الديمقراطية في تركيا تتعرض لضغط شديد».
أردوغان قال في خطاب له، الأحد، إن «هولندا تتصرف كجمهورية موز، وستدفع ثمن تضحيتها بالعلاقات مع تركيا، في سبيل مصالحها الانتخابية» التي ستجرى يوم الأربعاء المقبل، معتبراً أن «أحداث الأيام الماضية مظهر لواقعة إسلاموفوبية، والغرب كشف بوضوح عن وجهه الحقيقي… كنت أعتقد أن النازية انتهت. لكنها لا تزال مستمرة».
وبعد أن تساءل: «كيف يمكن لهولندا أن تفسر للعالم والمجتمع الدولي منعها وزيرة من الدخول إلى قنصلية بلادها؟»، هدد بأن هولندا «سوف تدفع ثمنا باهظاً على إطلاقها الكلاب البوليسية على المواطنين المتظاهرين»، مضيفاً: «لم نفعل بعد ما يجب علينا فعله. سنتخذ إجراءاتنا في الأيام المقبلة. هذه الحادثة لن تبقى دون رد».
من جهته، جدد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريدم التأكيد بأن بلاده سوف «ترد بقوة» على هولندا. واعتبر أن ما حدث «لا يمكن قبوله بأي شكل من الأشكال»، فيما هدد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أن بلاده «ستتخذ حتمًا الإجراءات اللازمة ضد هولندا، رداً على ممارساتها العنصرية الأخيرة»، داعياً إياها إلى الاعتذار.
وقال جاويش أوغلو من فرنسا التي شكرها أردوغان لعدم منع الوزير كما فعلت هولندا: «هذه الحادثة لن تمر مرور الكرام ولن تبقى دون ردّ»، مضيفاً: «بدأنا بالرد، حيث طلبنا من السفير الهولندي الموجود في الخارج عدم العودة إلى تركيا، لا يمكنه الدخول، ونخطط لإجراءات أخرى». ووصف المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، ما حدث مع هولندا بـ»اليوم الأسود للديمقراطية الأوروبية».
وفور عودتها إلى اسطنبول، الأحد، قالت وزيرة الأسرة والشؤون الاجتماعية التركية فاطمة قايا، إنها تعرضت والوفد المرافق لها «لمعاملة غير إنسانية من قبل الشرطة الهولندية».
وتابعت: «أُلقي القبض على القائم بأعمالنا، وهو بمثابة سفير، و5 من الطاقم المرافق لي، ورافقتنا الشرطة الهولندية إلى مخفر على الحدود الألمانية بقينا فيه ساعة ونصف الساعة، تعرضنا لمعاملة فظة وقاسية جدًّا.. عاملت هولندا التي تتحدث عن حرية الصحافة، الصحافيين بشكل سيىء للغاية حيث قامت فرق الأمن بجرهم على الأرض، وهاجمتهم بالخيل والكلاب».
غير أن وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي اعتبر أن الأمور لم تصل بعد إلى نقطة فرض عقوبات اقتصادية على أمستردام.
وبعد يوم من دعوة زعيم حزب الحركة القومية أنصار حركته للمشاركة في التظاهرات ضد هولندا، دعا كمال قليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، حكومة بلاده إلى تعليق العلاقات الدبلوماسية مع هولندا، وقال: «أوجه دعوة إلى الحكومة، من فضلكم علقوا علاقاتنا مع هولندا، وسنقدم لكم كل الدعم».
وفي ألمانيا، تعالت الأصوات المطالبة مجددا بسحب الجنود الألمان المتمركزين في قاعدة انجرليك الجوية التركية ضمن مهمة لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وذلك في أعقاب التوترات الأخيرة بين أنقرة وبرلين، بسبب إلغاء تجعات ذات طبيعة دعائية للجالية التركية في ألمانيا.
من جهته رفض رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي أمس الاحد تقديم اعتذار باسم حكومته عن طردها السبت وزيرة تركية، لكنه امل باحتواء الازمة بين بلاده وتركيا.
وقال روتي خلال وجوده في لاهاي في اطار حملة الانتخابات التشريعية المقررة الاربعاء، «من غير الوارد تقديم اعتذار، عليهم ان يعتذروا عما قاموا به» أمس الأول. واضاف «انه طلب مستحيل تماما ومجنون».
وفي وقت انتشرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي الى تجمع جديد مساء الاحد للاتراك، دعا رئيس الوزراء الى الهدوء.
وقال في رسالة الى السكان «التزموا الهدوء. انتم هنا في هولندا، لدينا حياة اجتماعية رائعة اندمج فيها قسم هائل من الهولنديين من اصل تركي».
وبررت الحكومة الهولندية منعها زيارات المسؤولين الأتراك قائلة إن هناك خطرا يتمثل في أن تمتد الانقسامات السياسية إلى الجالية التركية في البلاد التي تنقسم إلى معسكر مؤيد لإردوغان وآخر معارض له.
(تفاصيل ص 10 ورأي القدس ص 23)

تصاعد أزمة هولندا وتركيا: أردوغان يتوعد ويصفها بـ«جمهورية موز»… وأمستردام ترفض الاعتذار
متظاهرون يسقطون العلم عن قنصليتها في اسطنبول… والدنمارك تلغي زيارة يلدريم

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    إختبار لديموقراطية الغرب الخارجية العرجاء !!
    بسم الله الرحمن الرحيم
    وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ
    قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) البقرة
    ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول طاهر العربي:

      يجب استعمال نفس الآيات القرآنية مع الغرب، فيما يخص الصحراء المغربية.
      الاستعمار الاوروبي للعالم خلق جيوب و مناطق صراع دولية حتى يتسنى له العودة بطرق اخرى، او إشعال نار الفتنة، من اجل الاقتتال الداخلي.
      هل لازلتم تتقون في المحاكم الدولية و الأوروبية؟
      العرب و المسلمون ينوبون عن غيرهم في صراعات تافهة، ويخوضون حروب بالوكالة!!!!

  2. يقول مراقب.المانيا:

    بلد الارض المنخفضة ( هولندا )عليها أن تقدم اعتذارا رسميا.وتخفض.من لهجتها مع انقرة. غير ذلك سيكون من الواجب تخفيض العلاقات مع هذه الدولة .التي لها علاقات تجارية قوية مع العرب وتركيا.

  3. يقول ابن الجاحظ:

    لاحضوا تضامن الدول الغربية مع هولاندة وهيا ظالمة لتركيا.أهناك دولة اسلامية واحدة تضامنت مع تركيا وهيا على حق ?

  4. يقول هادي الاردن:

    ” قد بدت البغضاء في افواههم وما تخفي صدورهم اعظم ” صدق الله العظيم

  5. يقول abdel:

    يا جماعة أسألكم بالله عليكم سؤالا واحدا….
    هل إذا استغنينا نحن المسلمين عن استهلاك أجبان و ألبان الهولنديين هل سنموت من الجوع ؟
    هل ستسوى بنا الأرض؟
    العكس كله صحيح …
    حاربوا ألبانهم و أجبانهم و موادَّ استهلاكية أخرى لهم وسترون كيف ستسوى بهم هم الأرض و باقتصادهمُ الذي سيصيبه الشلل بإذن الله..
    و الله ولي التوفيق.

  6. يقول Bahaa:

    تركيا تركض ليل نهار لعشرات السنين للالتحاق بالغرب وليس بالمسلمين باي وسيلة كانت ودمرت سوريا لمصلحة الغرب واسرائيل ماذا سوف تفعل تركيا لو التحقت بالغرب نقراء الفاتحة على جميع الدول العربية والاسلامية . اذا كانت تركيا مع المسلمين ومع العرب خاصة تقطع علاقاتها التجارية والسياحية والعسكرية مع باسرائيل وقتها نعرف تركيا الى جانبنا .

  7. يقول برفسور ابو يعرب:

    قرأت التعليقات من السادة المشاركين الامر اعقد بكثير الغرب ينهار عصبيا عندما يرى تركيا تتحول من دولة اتاتوركية علمانية تدور في فلكه
    الى دولة إسلامية لها تاريخ كان وما زال يرعبهم لذلك كشفوا القناع عن الوجه القبيح لديمقراطيتهم الكاذبة وسترون العجب عما قريب
    سوف يخرج الروم مليون جندي من اجل حرب الملحمة هار مجدون

  8. يقول Passerby:

    هل انتهت علاقة الغرام بين تركيا والإتحاد الأوروبي، تذكرني هذه العلاقة بأغنية شيرين عبد الوهاب والتي عنوانها “كنت عارفة” تقول الأغنية:
    كنت عارفه إنك هتبعد .. كنت عارفه إنك أناني
    كنت بضحك على نفسي يمكن… ألقى فيك فرحت زماني
    **
    مابقولش قلبك باعني ليه .. ما بقولش ليه خدعتني
    بقول لقلبي رحت ليه .. لقلب عمره ما حبني
    **
    كنت عارفه
    **
    من البداية كنت حاسه .. إني قلبك مش معايا
    من البداية كنت بعمل نفسي .. مش فاهمه الحكاية
    **
    من البداية كان غرامي .. كذبه حلوه من البداية
    كنت دايما بجري وأهرب من النهاية
    وأهي دي النهاية

    هل هذه هي النهاية لتلك العلاقة بين تركيا والإتحاد الأوروبي، هل انتهى حلم الأتراك بدخوله أليس حري بهم أن يصحو من هذا الحلم ويتيقنوا أن دخولهم الإتحاد الأوروبي من سابع المستحيلات؟!

  9. يقول SAM-USA:

    اردغان يريد ان يكون الرئيس الأوحد ويسيطر على مقاليد الحكم بالكامل السلطات التشريعية، القضائية والتنفيذية، يعني حاكم مطلق والوزراء والحكومة موظفون عنده، يفصل ويُيعين ويسجن حسب مزاجه، يبدو كأنه متأثر بأنظمة الحكم الديمقراطية العربية…. والمثير في الأمر فرض كل هذا من خلال حشد التأييد لمبادراته وفي دول اوربية، ااوردغان في تركيا يقمع ويصادر الحريات الشخصية ويسجن معارضيه ومنتقدي سياساته،… إسألوا الاتراك…. هذا الرجل في الحكم منذ سنين طويلة، الذين كانوا معه في الحكم غادروه وأنتفضوا عنه لهذه الأسباب، اوردغان يجيد إطلاق النعوت والتهديدات… بعد ذللك تراجع وإنبطح امام بوتن وإعتذارات لروسيا حتى اللحظة، ولبعض المعلقين اقول اوروبا لاتكره المسلمين والدليل السفارات والجاليات والهيئات والمؤسسات الإسلامية التي تعمل بحرية تامة والتي لاتتمتع بها المكونات غير المسلمة في تركيا، إذا كان السيد اوردغان يريد تمرير أجنداته فليفعلها في تركيا، ساحات اوروبا ليست المكان المناسب .

  10. يقول zaki:

    السيد اردوغان يستغل الأزمة المفتعلة مع ألمانيا وهولندا لشحن عصب الناخب التركي حتي يؤيد التعديل الدستوري ويرفع من أسهمه في الفوز رئيس ذو صلاحيات واسعة في الحكم
    وبعد الاستفتاء سيعود إلي مغازلة أوروبا من جديد و إلي التهدئة مع ألمانيا وهولندا مع دفع الأثمان مقابل ذالك كما فعل مع روسيا

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية