غزة ـ رام الله ـ «القدس العربي»: تصاعد التوتر من جديد على حدود قطاع غزة، بعدما شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات استهدفت مواقع للمقاومة الفلسطينية شمال غزة، في أعقاب تفجير عبوات ناسفة في دورية إسرائيلية كانت تمر قرب الحدود، في الوقت الذي تواصلت فيه الهجمات والاعتقالات التي نفذتها قوات الاحتلال في الضفة الغربية.
وقال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، إن القصف لم يسفر عن وقوع إصابات، غير أنه خلف أضرارا مادية، وبث حالة من الفزع والخوف الشديدين في صفوف المواطنين، لا سيما الأطفال وقاطني المناطق الحدودية.
ولا يعرف بعد إن كانت الأمور ستنتهي عند هذا النحو، خاصة وأن إسرائيل توعدت سابقا بالرد بقوة على أي محاولة تستهدف جنودها على الحدود، في أعقاب تفجير مماثل وقع قبل شهر جنوب قطاع غزة، وأسفر وقتها عن إصابة أربع جنود بجراح، أحدهم وصفت جراحة بالخطرة.
وكانت مصادر محلية قد ذكرت أن القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي استهدف عدة مواقع تابعة للمقاومة في قطاع غزة، من بينها نقاط رصد ومواقع تدريب. واستهدف القصف بأربع قذائف موقعا للمقاومة شرق حي الشجاعية في مدينة غزة، فيما استهدف الطيران كذلك موقعا آخر قرب بلدة بيت حانون شمال القطاع، كما أطلقت المدفعية الإسرائيلية تسع قذائف صوب أحد الأهداف القريبة من مقبرة الشهداء شرق غزة، وترافق القصف مع عمليات إطلاق نار كثيف من الابراج العسكرية الإسرائيلية، صوب الموقع وأراضي المواطنين الفلسطينيين، وهو ما حال دون قدرة طواقم الإسعاف على الوصول إلى الأماكن المستهدفة.
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال إن القصف جاء ردا على تفجير عبوات ناسفة قرب الجدار الحدودي شمال قطاع غزة، وإن قواته ردت على ذلك عبر إطلاق المدفعية عددا من القذائف على مواقع لحركة حماس. ووصفت المصادر الحادث بأنه «صعب وخطير»، وقالت إن حماس «أطلقت العنان للقيام بهذه الأعمال»، بعد أن حملت تلك المصادر الحركة المسؤولية عما جرى. وذكرت تقارير إسرائيلية أن الجيش فتح تحقيقا لمعرفة كيفية وصول النشطاء الفلسطينيين إلى تلك المنطقة، وتمكنهم من وضع العبوات الناسفة، والتحقيق في إمكانية استغلال المنفذين التظاهرات الأسبوعية التي ينظمها الفلسطينيون أسبوعيا في المكان، لزرع تلك العبوات.
وفي غزة نددت الفصائل الفلسطينية بالقصف الإسرائيلي، الذي أدى إلى «ترويع الآمنين»، وطالبت فصائل المقاومة بـ «اليقظة وردع العدو والدفاع عن شعبنا بكل ما اوتينا من قوة وسبل».
وحمل الدكتور صلاح البردويل القيادي في حماس، إسرائيل المسؤولية عن التصعيد وكل تداعياته، وقال «إذا أرادت المقاومة التصعيد فلن يكون بهذا الشكل».
وفي السياق دعت حماس للمشاركة الواسعة في «جمعة الغضب» وذلك بمناسبة مرور 100 يوم على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال، ودعت الفلسطينيين للنزول الى مناطق التماس، والاشتباك مع جيش الاحتلال، وشددت على ضرورة الإبقاء على «حالة الغليان» حتى إسقاط هذه القرارات.
وفي الضفة الغربية واصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها على الضفة الغربية، من خلال تنفيذ سلسلة عمليات دهم وتفتيش، انتهت باعتقال عدد من الفلسطينيين في ساعات فجر أمس. وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت العديد من أحياء ومدن الضفة، واعتقلت العديد من بينهم زوجة أسير من بلدة يعبد جنوب غرب جنين، أثناء زيارتها لزوجها في سجن «النقب» الصحراوي. وأعلنت عائلة الأسيرة صفاء سامي حسن أنها أبلغت بنبأ اعتقالها يوم أمس بعد عودتها من زيارة زوجها المعتقل ماجد نزار، بحجة محاولتها إدخال «شريحة هاتف».
وذكرت المصادر أن قوات الاحتلال اقتحمت فجرا بلدة عورتا جنوب شرق نابلس، في أعقاب وقوع انفجار غامض في محيط معسكر حوارة المجاور للبلدة، حيث شرعت بعمليات تمشيط على أطراف البلدة استمرت عدة ساعات، كما فرضت إجراءات مشددة على حاجز حوارة.
وداهمت قوات الاحتلال بلدة حزما شمال مدينة القدس المحتلة، وأطلقت القنابل الصوتية، والاعتداء على شبان البلدة بالضرب المبرح، وذلك بعد أن أزالت المكعبات الإسمنتية عند مدخل البلدة الرئيس، بعد إغلاق دام أكثر من 50 يوما. كذلك اقتحمت طواقم «سلطة الطبيعة» التابعة للاحتلال، بتعزيزات عسكرية، مقبرة «باب الرحمة» الاسلامية التاريخية المُلاصقة لجدار المسجد الاقصى الشرقي، وشرعت بوضع «إشارات مشبوهة» على قبور إسلامية في المقبرة.
وساد توتر عقب العملية في المكان، حيث وصل مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس عزام التميمي، وإمام وخطيب المسجد الأقصى الشيخ يوسف أبو سنينة الى المقبرة، وسط مشادات كلامية حادة.
يذكر أن سلطات الاحتلال تستهدف منذ فترة طويلة هذه المقبرة، من خلال اقتطاع أجزاء واسعة منها لصالح ما يسمى «حدائق تلمودية»، في إطار المخطط القائم لتزوير تاريخ المدينة، وهذه المقبرة هي من أقدم المقابر الإسلامية، وفيها يدفن عدد من الصحابة، وعشرات الشهداء، وموتى المدينة المقدسة.
وفي إحصائية جديدة لموقع «الانتفاضة» ذكر أن ثماني عمليات نفذت ضد الجيش الإسرائيلي الأسبوع الثاني من شهر آذار/مارس الحالي، أدت إلى إصابة ستة إسرائيليين في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية والقدس.
وذكرت الإحصائية أنه خلال الأسبوع ذاته أطلقت مجموعة من المقاومين في الضفة المحتلة، النار على دورية للاحتلال الصهيوني قرب حاجز حوارة، وقرب مستوطنة «بساغوت» شمال مدينة البيرة، دون أن يعترف الاحتلال بوقوع إصابات.
ووفق الإحصائية التي أعدها موقع «الانتفاضة»، فقد أصيب 54 مواطناً بالرصاص الحي والمطاطي، إضافة إلى إصابة العشرات بالاختناق بالغاز والاعتداء بالضرب، خلال المواجهات التي اندلعت في 105 نقاط مواجهة، وحسب الاحصائية فقد سقط خلال الأسبوع الثاني من شهر مارس، شهيدان من الضفة الغربية برصاص الاحتلال الإسرائيلي.