تصاعد صدام إسرائيل مع السويد بعد اعترافها بفلسطين

حجم الخط
2

الناصرة ـ «القدس العربي»: كانت وزيرة خارجية السويد مارغوت وولستروم تستعد لزيارة إسرائيل لكن حكومة بنيامين نتنياهو أبدت عدم الترحيب بها وأبلغتها بعدم رغبة الساسة الإسرائيليين اللقاء بها وعدم توفير حماية لزيارتها غير الرسمية.
وعلى خلفية ذلك هاجمت وولستروم السبت سياسات إسرائيل «العدوانية جدا» وشكت من ردودها الاحتجاجية المفرطة لاعتراف ستوكهولم بالدولة الفلسطينية.
ونقل موقع إخباري إسرائيلي عن مصدر دبلوماسي في إسرائيل قوله إن الوزيرة السويدية اضطرت لإلغاء زيارة كان مخطط لها من قبل شهور نتيجة تحفظات إسرائيلية غير لائقة. وخططت وولستروم لزيارة إسرائيل للمشاركة في إحياء ذكرى راؤول وولنبيرغ واغتنام الفرصة لزيارة رام الله. ونقل موقع «والا» عن المصدر الدبلوماسي قوله إن الوزيرة السويدية حاولت فرض نفسها على إسرائيل رغم تلقيها تلميحات بأنها شخصية غير مرحب بها. بداية تم إبلاغ الوزيرة بأن رئيس إسرائيل ورئيس الحكومة ووزير الخارجية لا يستطيعون اللقاء بها ولاحقا تم إبلاغ السويد بعدم قدرتها على استقبالها في زيارة رسمية داعية إياها للاكتفاء بزيارة خاصة. وعندما سألت الخارجية السويدية عن الحراسة والحماية تم دعوتها لتقديم طلب للسماح باصطحاب حراس خاصين بها لأن إسرائيل لن توفر ذلك وبنهاية المطاف أعلنت ستوكهولم عن إلغاء الزيارة بسبب ازدحام برنامج الوزيرة.
وفي حديث لصحيفة سويدية أول من أمس قالت الوزيرة إن حكومة السويد تدعم إسرائيل لكنها تعتقد أن سياساتها عنيفة وفظة. ونقل موقع «واينت» عن الصحيفة السويدية قولها إن الوزيرة تتهم إسرائيل بمواصلة سياسات الاستيطان والاحتلال وهدم منازل الفلسطينيين وإهانتهم مما يثقل على مسيرة السلام. وتعتبر الوزيرة أن الردود السياسية من قبل إسرائيل غير متوازنة مؤكدة أن انتقاداتها لبلادها مرفوضة لأنها استفزت حتى الأمريكيين.
يشار إلى أن إسرائيل تواصل حملة على السويد باعتبارها الدولة الأوروبية الأولى التي اعترفت بفلسطين وتبعتها دول أخرى وفي إطارها استعادت سفيرها من ستوكهولم «بغية التشاور». وقال مصدر في الخارجية الإسرائيلية أمس إن تل أبيب أبلغت السويد في كانون الأول/ ديسمبر الماضي بعدم إعادة السفير لستوكهولم، وأنها ما زالت غاضبة من موقفها. وتابع متسائلا هل اعتقدت السويد أن نفرش البساط الأحمر لوزيرة خارجيتها بعد تصرفها على هذا النحو؟.
لكنه اعترف أيضا بأن إسرائيل تعتقد أن السويد أرادت في الواقع زيارة رام الله لحصد ثمار اعترافها بفلسطين.
ولم تقتصر الوعكة الدبلوماسية على الزيارة الملغاة بل شملت تبادل اللسعات التي بدأها وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان بقوله إن على حكومة السويد إدراك أن العلاقات في الشرق الأوسط أكثر تعقيدا من «تركيب ذاتي لأدوات شركة إيكايا».
من جهتها لم تلتزم وولستروم الصمت فردت بالقول إنها ستكون سعيدة بإرسال رزمة «آيكيا» لليبرمان. وتابعت «عندما تصله رزمة للتركيب الذاتي سيكتشف أنها تحتاج لشريك وتعاون وتعليمات تركيب واضحة».

وديع عواودة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ندى , السويد:

    أخشي ما أخشاه أن تقدم إسرائيل على اغتيال وزيرة الخارجية السويدية فهو الكيان الوحيد الذي لا يحاسب. فلقد فعلت ذلك عام ١٩٤٨ و اغتالت الدبلوماسي السويدي فولك بيرنادوت مع العلم انه من العائلة الملكية السويدية .فإسرائيل ليس لها رادع إلا القادر .

  2. يقول عادل السودان:

    وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ

إشترك في قائمتنا البريدية