إسطنبول ـ «القدس العربي»: بنبرة تهديد، طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، روسيا بأنها ستكون مضطرة لـ«تحمل العواقب»، وذلك عقب اختراق مقاتلة روسية للأجواء التركية، بينما رفعت رئاسة هيئة الأركان التركية من مستوى حالة التأهب في مناطقها الحدودية مع سوريا، وأصدرت تعليمات للطيارين بإسقاط أية طائرة أجنبية تنتهك الأجواء التركية دون انتظار الحصول على إذن من القيادة.
وبالتزامن مع حادثة اختراق الحدود التركية، قصفت طائرات حربية روسية مخيم «يامادي» الذي أنشأته الحكومة التركية للاجئين التركمان السوريين والمتاخم للحدود التركية، وقصفت المقاتلات الروسية قافلة مساعدات تركية كانت في طريقها إلى مدينة حلب السورية، في الوقت الذي أكد فيه أردوغان أن بلاده تلقت «معلومات موثوقة» حيال إجراء لقاءات بين مسؤولين روس، وقيادات في منظمة حزب العمال الكردستاني «بي كا كا» الذي تعتبره أنقرة «منظمة إرهابية».
وتدهورت العلاقات بين أنقرة وموسكو بعد أن قامت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي بإسقاط طائرة حربية روسية اخترقت الأجواء التركية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، وتشن روسيا منذ 30 سبتمبر/ ايلول حملة جوية مساندة لقوات النظام في عملياتها البرية، وتتهمها تركيا باستهداف المدنيين والفصائل المعتدلة بدلاً من استهداف تنظيم الدولة الإسلامية «داعش».
وفي مؤتمر صحافي عقده أردوغان في ساعة متأخرة من مساء السبت، قبيل توجهه لجولة في دول أمريكا الجنوبية، قال: «إن روسيا إذا واصلت انتهاكاتها لسيادة تركيا ستكون مضطرة لتحمل العواقب»، موضحاً أن «مقاتلة تابعة لسلاح الجو (الروسي) انتهكت ظهيرة، الجمعة 29 يناير/كانون الثاني، مجالنا الجوي، ونعتبر هذا الانتهاك الذي وقع رغم التحذيرات التي وُجهت باللغتين الروسية والإنكليزية، نتيجة جهود موسكو الرامية لتصعيد الأزمة بالمنطقة».
وشدد الرئيس التركي على أن انتهاك المقاتلة الروسية للمجال الجوي التركي هو انتهاك لمجال «الناتو»، مؤكداً أن الحلف يتابع هذا الموضوع وأن «مثل هذه الخطوات غير المسؤولة لن تعود بالنفع لا على روسيا، ولا على علاقاتها بالناتو، ولا حتى على السلام الإقليمي والعالمي، وإنما ستكون لها أضرار وتداعيات خطيرة».
ومساء السبت، أعلن الناطق الرسمي باسم الخارجية التركية، أنّ مقاتلة روسية من طراز (SU 34)، قامت بانتهاك المجال الجوي التركي في تمام الساعة 11:46، ظهر يوم الجمعة الماضي، موضحاً أنّ الانتهاك استمر لمدة 25 ثانية، رغم التحذيرات التي وجهتها الدفاعات التركية لها باللغتين الإنكليزية والروسية.
وقال أردوغان: «إن شن هجمات على أهداف مدنية في مناطق قريبة من حدودنا داخل سوريا أمر يشعرنا بالقلق، ومن الواضح أن العمليات الروسية في المنطقة لا علاقة لها بمكافحة الإرهاب، وإنما تحولت تماماً لجهود رامية لإبقاء النظام السوري»، لافتاً إلى أن روسيا تقصف المناطق التي يعيش فيها تركمان سوريا بريف اللاذقية الشمالي بشكل خاص، ولا تقصف أهدافاً لداعش في سوريا.
وأشار أردوغان إلى تعرض العديد من القرى التركمانية في منطقة «بايربوجاق» للقصف، وقال: «مازالت تتعرض، ويعبر نحو 3000 شخص منهم لأراضينا في الوقت الراهن، وجارٍ التخطيط لتأمين عملية تسكينهم، واتخذ المسؤولون المعنيون كافة التدابير اللازمة المتعلقة بهذا الأمر»، منتقداً التقاء الروس بمنظمة «بي كا كا»، قائلاً إنها بذلك تلطّخ سجلها في هذ الصدد.
في السياق ذاته، رفعت رئاسة هيئة الأركان التركية من مستوى حالة التأهب في مناطقها الحدودية مع سوريا، عقب انتهاك المقاتلة الروسية للمجال الجوي التركي، وأوضحت مصادر من داخل قيادة الأركان التركية أنّ قيادة القوات الجوية، أصدرت تعليماتها للطيارين الأتراك العاملين في القاعدة الجوية بولاية دياربكر الجنوبية، بخصوص القيام بإسقاط أية طائرة أجنبية تقوم بانتهاك المجال الجوي التركي، دون انتظار أخذ الإذن من القيادة.
كما قامت قيادة القوات الجوية التركية بتزويد قاعدة دياربكر الجوية، بمقاتلات من طراز (F ـ 16) تحسباً لأي تطور قد يحصل خلال الأيام القادمة. واستدعت الخارجية التركية السفير الروسي للاحتجاج على «الانتهاك وأدانته»، بحسب بيان للوزارة، في حين نفت وزارة الدفاع الروسية، ما وصفتها بـ»ادعاءات تركيا بشأن اختراق طائرة روسية لمجالها الجوي»، وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة إيغور كوناشنكوف «لم تحصل أي خروقات للمجال الجوي التركي من قبل سلاح الجو الروسي الموجود في سوريا».
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية صحة حدوث اختراق روسي للأجواء التركية، داعيةً الجانب الروسي إلى احترام سيادة الأجواء التركية، والابتعاد عن الفعاليات التي من شانها رفع حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط، وجددت وقوف الولايات المتحدة الأمريكية وكافة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى جانب تركيا في الدفاع عن أجوائها وحمايتها من الانتهاكات الخارجية.
كما دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ينس ستولتنبرغ» الجانب الروسي إلى التصرف بعقلانية، واحترام سيادة الأجواء التركية التي تعتبر أجواء لحلف الناتو.
واعتبر زعيم المعارضة التركية «كمال كليجدار أوغلو» أن الانتهاك الروسي للمجال الجوي التركي «أمر غير مقبول»، وقال: «إن حماية الدولة لحدودها أساس لا بدّ منه، ولطالما أن حدودنا تُنتهك فلا بدّ للحكومة من القيام بما يتوجب عليها، إن انتهاك الطائرات الروسية للمجال الجوي التركي لم يعد مقبولا، ولذلك عندما تقوم الحكومة بما يتوجب عليها سنقابل ذلك بتفهم».
من جهة أخرى، أكد زعيم المجلس التركماني السوري «عبد الرحمن مصطفى» أن اللاجئين بدأوا بإخلاء مخيمات «يامادي» التي أنشئت من قبل الحكومة التركية، في الحدود السورية قرب الحدود التركية، وذلك بعد القصف الجوي المكثف من قبل قوات الأسد إلى جانب القوات الروسية للمنطقة.
وأوضح مصطفى أن المخيمات كانت تأوي ما يقارب 20000 مواطن سوري، غالبيتهم من التركمان، لافتاً إلى أن مخيم أوبين الكائن في الداخل السوري جنوب منطقة يامادي أيضا تعرض للقصف، راح على إثره العديد من الضحايا وسقط العديد من الجرحى، وهناك قرية «كيلز التركمانية» الواقعة في جبل الأكراد بدأت بالسقوط أيضا بيد النظام، ومن بين 40 قرية تركمانية تابعة لربيعة، هناك قريتان فقط بيد التركمان.
وقالت وسائل إعلام تركية إن مقاتلات روسية قامت باستهداف قافلة مساعدات تركية كانت في طريقها إلى حلب بعد دخولها الحدود السورية، مما أسفر عن مقتل 2 واصابة 10 اخرين.
وأضافت المصادر الصحافية أن القافلة، التابعة لهيئات خيرية تركية، تم تدميرها بشكل كامل، وتأتي هذه الغارات في ظل القصف المتواصل على المناطق المتاخمة للحدود التركية، حيث كثفت المقاتلات الروسية في الأيام الأخيرة من استهدافها لمناطق جبل التركمان والمناطق المجاورة مما تسبب في حالة نزوح جماعية باتجاه الأراضي التركية.
إسماعيل جمال
بناء كيان معارض وطني سوري ضمن إطار مشروع الحل الديمقراطي السوري يمثل جميع مكونات الشعب السوري هو الكفيل بإيجاد حل سوري – سوري للأزمة. وخاصة بعد فشل جميع المحاولات الخارجية لإيجاد حل للمشكلة السورية
سياسة فاشلة تماما التي اتبعها الرئيس اردوغان في سوريا .ادخل تركيا بمستنقع صعب للغاية. بنى سياسته على تصورات خاطئة تحالفات فاشلة. فلا الناتو سيدخل حربا نووية من أجله ولا العرب هم الحليف الثابت. الكل مشغول بأزماته وحروبه.والبترول الذي يتهاوى سعره .والوضع الليبي المتفجر على أبواب أوروبا .لا أحد سيقاتل روسيا .الجيش الروسي دخل قلب أوروبا في اوكرانيا . ألمانيا تمد الجيش الروسي بمليارات الدولارات حسب اتفاقيات سابقة لا مجال لذكرها الآن لكنها مؤكدة. لا مجال لدولة عثمانية جديدة .على السيد اردوغان أن يكون واقعيا .نريد الخير لتركيا التي تبقى سندا للعرب والمسلمين.
تركيا جمعية خيرية و دولة مظلومة ولا يد لها بأي خراب في المنطقة
الدعم الذي يقدمه الناتو لتركيا , يبدو كالدعم الذي قدمته أميركا للمعارضة ” لا يسمن ولا يغني من جوع ” و أخشى أن هناك محاولة لتوريط تركيا و إدخالها في صراع عسكري مع روسيا لإنهاكهما معا , و هذا سيكون مدعاة لسعادة إسرائيلية أكبر .
السيد اردوغان عايش الدور ان تركيا دولة عظمى ويتصرف علي هذا الأساس ومن الطرف الاخر بوتين يريد إظهار العين الحمره للغرب وبداء في أوكرانيا بتنفيذ ما يريد تحت سمع ونظر الغرب وبدون مقاومة منهم بل استسلام
والان بيلاعب اردوغان معتمدا علي ان اردوغان جديد في اللعبة السياسية وينصب له فخ التورط في مجابهة روسيا والشواهد تقول ان اردوغان ليس أمامه لحفظ وجهه الا التورط في منازلة روسيا الدولة العظمي وسوف يقف الغرب متفرجا علي هذا الماتش