تعالوا

بمناسبة خبر مفجع عن جملة إعدامات حدثت في الكويت قبل أيام، ومثلها نسمع أخبارها بين وقت وآخر في بقية الدول العربية، وبشكل أقل في دول غربية، كتبت رداً على سيدة بعثت لي تمتدح القصاص وعدله، أن هذه العقوبة ليست من الإنسانية في شيء، وهي عقوبة نتمنى زوالها في العالم أجمع وإحلالها بعقوبات تأديبية أو حامية للمجتمع من المذنب تكون ذات طبيعة إنسانية لا يلعب فيها بشر دور إله. الحديث يطول حول عقوبة الإعدام، ولربما أهم آثاره التي أعتقدها مخربة جداً هي ليست منعكسة في فقد حياة مجرم، وإن كان فقد الحياة دوماً كارثيا، ولكن أفظع الآثار تتجلى في الصورة المتبقية لدى الأحياء، في تحويل الموت إلى عقوبة بيد إنسان يستخدمها ضد إنسان آخر، في غرز مفهوم العنف عميقاً في المجتمع، فلا عنف أشد من سلب حياة، وإذا ما قُنن هذا السلب وأصبح ممارسة مستحقة وعقوبة مقبولة، أصبح العنف وسيلة مقبولة ومبررة مجتمعياً. إن أشد مخاطر عقوبة الإعدام تتجلى على الأحياء الباقين وليس على المعاقبين الذين انتهت حياتهم. ولكم فقدنا من أبرياء لصالح عقوبة الإعدام البشعة، ومن منطلق مبدأ أن ترك ألف مجرم حيا خير من إعدام إنسان برئ واحد، ولأننا بشر لن ينتهي هامش الخطأ عندنا، ولأننا بشر ولسنا آلهة حاكمين، ولأننا بشر إنسانيتنا أهم ما يميزنا، لابد لهذه العقوبة البشعة أن تنتهي.
المثير ليس الموضوع بحد ذاته على قدر المسار الذي سار فيه الحوار، فبعد أن تبادلنا رأيين، في أحدهما علقت محدثتي بأن هذه عقوبة إلهية وأن «أفي حكم الله الصريح في محكم كتابه شك؟» ورددت عليها أن «في قراءة وتفسير النص اختلافات وتطورا لابد لها أن تحدث» وضربت لها مثلاً ملك اليمين، فهو حلال ومذكور في القرآن في حين أننا لا نمتلك اليوم عبيداً أو جواري ولا نقبل الفكرة أصلاً، لأن القراءة تتغير والمفاهيم تتغير والتفاسير تتغير كذلك، أقول بعد هذا الحوار القصير تحول النقاش مباشرة إلى المسار المعتاد: «احترم رأيك الذي ينطلق من مبادئك العلمانية الليبرالية البعيدة عن الدين» ثم اتبعت ذلك بإشارة إلى تبحرها العلمي (هي حاصلة على الدكتوراه في العلوم الشرعية) وأنها تتكلم من منطلق علم على ما يبدو أنا لا أملكه كما فهمت تضميناً من كلامها. في لحظة أصبح الموضوع شخصيا متعلقا بطريقة تفكيري ومنطلقاتي لا بمنطقية المادة التي يدور حولها النقاش. وهكذا يتحول الحوار مع الكثير من المتدينين عند الإشارة إلى المواضيع الحساسة في الشريعة إلى «منطلقاتنا العلمانية والليبرالية» وإلى «تأثرنا بالغرب» وإلى «مهاجمتنا للدين» وإلى «جهلنا بالشرع» وفي كل ذلك قراءة للنوايا وتخمين ما في عقل الآخر ابتعاداً تاماً عن مضمون النقاش وأصل الموضوع. طبعاً انتهى الحوار لتأسفها من موقفي النفسي وغير الموضوعي وأنها لو علمت «لما صرفت وقتاً له» أي للحوار، وانتهيت أنا بإخبارها بأنني «لست فوق أحد لا بعلمي ولا بوقتي في الحوار».
مذهل هذا المسار الذي لا يتغير في الكثير من النقاشات، فما أن تطرق خطاً دينياً أحمر حتى تتدلى الاتهامات عوضاً عن الردود المنطقية، وتصبح أنت متهماً بالمبادئ الليبرالية والعلمانية التي يحق لك التفاخر بها في الواقع. المثير للإعجاب هي طريق إنهاء الحوارات التي تتم على طريقة لي الذراع، حيث يواجهونك بتهديد مبطن «أتخالف القرآن؟» وهكذا يموت الحوار قبل أن يبدأ، وينتهي عند سؤال له إجابة واحدة، ولا أعرف أي محاور موضوعي يمكن أن يسأل سؤالا له إجابة واحدة التنحي لما عداها أو محاولة تطويرها أو تغيير التفكير فيها يوردك الكوارث ويتهددك في حياتك. تعاني كل نقاشاتنا، حتى البعيدة عن الدين، خطر يتهددها ما أن يأتي ذكر الدين أو ما أن يتم الاقتباس من القرآن، حيث لا مفر من الصمت، ولا مسار سوى الموافقة، فيموت الحوار وهو بعد لم يولد، وينتهي إلى الانتصار المعتاد الفقير.
عقوبة الإعدام بشعة، واجترار حجة أن لو كنت أنا متضررة لرغبت بالقصاص هو اجترار بائد، فلا يمكن تحكيم المصاب في من ارتكب المصيبة، فالأحكام لا يجب أن تكون عاطفية نابعة من الرغبة في الانتقام ولكن يجب أن تكون منطقية إصلاحية. والقرآن الكريم يقوم على تفاسير يجب أن تراجع في عمقها، وهي قابلة، أي القراءات والتفاسير، للتغيير الطبيعي الذي يُحدثه الزمن والتطور العقلي والمبدئي والإنساني. ونعم الليبرالية والعلمانية، رغم قدمهما، مبدآن إنسانيان أنقذا حيوات كثيرة وحررا مجتمعات كثيرة، ورغم نواقصهما الجمة، الا أنهما أفضل ما توصلت له الإنسانية إلى الآن من حيث الأنظمة الفكرية والسياسية، هذا والبشرية لا تزال بانتظار التطور القادم الأفضل. وفي الحوار لا خط أحمر، لا سقف، لا مفهوم قادم من عمق الزمن تتهددني به، لا قداسة تشوح في وجهي بها، لا فكرة فوق النقد، لا اتهام تلويثي للسمعة لربط يدي «العلمانية الليبرالية»، الزمن تغير وأساليب الحوار تطورت، فمتى تأتون هنا وتناقشون من هنا؟

تعالوا

د. ابتهال الخطيب

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول احمد الفقهاء:

    مقال رائع ويفتح مسارا للتعقل وأنسنة الدين وشرعنة فعل الناس الذي يتغيا الصلاح في المجالين …العام والخاص.

    1. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      *الدين الذي جاء رحمة للعالمين هو قمة الانسنة واول ابجدياتها صيانة الامان الاخلاقي والقيمي للانسان ودفع توحش القتلة وليس الطبطبة عليهم اين الانسانية في الحفاظ على حياة من يعتدي على حيوات الاخرين ! انها قمة التوحش ان ندافع لنخفف عن هؤلاء و يترك هؤلاء ياكلو وينامو ويسكنو على حساب دافعي الضراءب لا بل ويقتلون مرات عديدة حتى داخل السجن !اقرا اخي عن الاخوية الارية في سجن كاليفورنيا وينتمي اليها اكثر من 20الف عنصر والمافيا المكسيكية وعصابات Dead Man inc 3 التي نشات في سجن ادارة ماريلاند للتاهيل !!وفاميليا نوسترا التي تشكلت في سجن فولسوم والغوريلا السوداء التي اسسها جورج جاكسون في سجن سان كوينتن في كاليفورنيا وكومي 415في خليج سان فرنسيسكو وغيرها من عصابات السجون التي تمارس القتل والاعتداء داخل السجن !! وترشي ضباط الامن وقد تعتدي عليهم بالقتل وتحشش ولها اعضاء منظمون في اكثر من سجن وخارجه هل الابقاء على حياة القتلة والمغتصبين الا تفريخ منظم للتوحش والجريمة ودعم لشريعة الغاب !!!!
      *العقاب اخي هو عمل اتى بعد الردع الاخلاقي والقانوني والقيمي والاصلاح الديني وهذه جميعا لم تنفع مع هذه الفءات فهل ستنفع الطبطبة وادعاء انها انسانية هذا اعتداء على انسانية وحق الاخرين في الحياة وليس انسنة بل اراه توحشا ان يترك مجرم متوحش فالتا على الناس واقرء ما كتبه د رياض هذا نموذج مصغر لمن لم ينفع معهم السجن ولا العقاب المخفف والعصابات التي ذكرتها لك هي ظاااهرة متفشية في السجون ولازالت تقتل وتتنتهك وتسلب حتى داخل السجن شو هل يجب ان يمنح هؤلاء مسرح مدعوم لوجستيا بالطعام والشراب والنوم المجاني ليجرمو اكثر!!! فهل الحبس في سجن تحكمه مافيات السجون الاجرامية وتقتل فيه وتفرض قانون الغاب يردع قاتلا ام يوفر له الماوى والتشجيع على الاعتداء القادم بعد اطلاق سراحه هذا ناهيك عمن دخلو السجن في غير القتل فارتكبو جريمة قتل فيه !!ببساطة لانهم لن يعدمو سيتمتعون باقامة داءمة مع تلفزيون ووجبات طعام !بل سيحكمون السجن بشريعة الاجرام !
      *اتمنى قبل ان نستعجل في اطلاق الشعارات الرنانة عن (انسنة ) الدين وكانه متوحش عنصري ان نقرا تجارب امم الارض سريلانكا وجامايكا اللتان الغتا عقوبة الاعدام ثم عادت اليها بعد تفشي جراءم القتلالولايات المتحدة التي حال سجونها كما ترى الغت العقوبة عام 72واعادتها عام 77 فاين الانسنة في دعم القتلة

  2. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم. الست ابتهال تريدنا ان نصير بلا مقدس معصوم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لنصبح بلا جذور او انتماء ومثلنا يصبح كالبغل الذي لا يعرف هل ابوه حمار ام حصان. مع ان مثلها الاعلى في المجتمعات الاوروبية يعتزون بجذورهم. ولو اخدنا المثل الاسرائيلي كذلك لوجدناه يبحش على اي جذور وحتى يلجأ للتزوير، ليعتز بها ويجمع الناس عليها.
    واما عقوبة الاعدام فهي حصن حصين ورادع قوي وفعال ضد الاجرام والاعتداء المتعمد على ارواح الآخرين دون سبب وبدونها يكثر الاجرام وعصابات القتل الاجرامي

  3. يقول بابكر الشريف - السودان:

    مقال جيد ولكن ثمة معلومة غير دقيقة هي ان عقوبة الإعدام ممنوعة في منظومة الاتحاد الأوروبي. صحيح انها مطبقة في امريكا

  4. يقول راني:

    أحسنت د أبتهال,, لا للعقوبات الهمجية

  5. يقول ALI ZIOU:

    بعض دول عربية وافقت علي إلغاء عقوبة الإعدام واستبدلتها بالمؤبد، إذا بمأساة تطفوا علي السطح، مأساة اختطاف الأطفال والعبث بأعضائهم بيعا وشراء وسـحرا وإدمانا… تتحول أرواح بشرية إلي سلعة تسوق في الدهاليزالخربة وقنوات صرف المياه، ينهض الشعب يسارع إلي الشوارع في مظاهرات صاخبة يطالب بإعادة تطبيق أحكام الإعدام، صونا وحفظا لأبنائه وفلذات أكباده الشعب أيتها الكاتبة المحترمة هو الذي قال كلمته لاأنت ولا أنا ولا شخص آخر .

  6. يقول رياض- المانيا:

    مراوغة ودوران في حلقة مفرغة، باللغة الالمانية يسمى هذا دورانا في (حلقة الشيطان ). لا اجابة على سؤال د. اثير وغيره من المعلقين بخصوص هل القران الكريم هو كلام الله الازلي، بل محاولة مكشوفة للهروب او التهرب من الاجابة عبر سرد قصة وحوار لم نحضره ولم نسمعه. يجب التفريق هنا بين مصطلحين اثنين، وهما الحوار والجدال. ان كان القصد الحوار من اجل الوصول الى الحقيقة، فهذا أمر ايجابي، وان كان الهدف الجدال من اجل الجدال، فهذا ما يكون دوما انتصارا للذات وليس للحقيقة وهذا ما ابتلي به العديد من ( المثقفين). حتى اقوال فرعون الذي ادعى انه اله وأراد قتل سيدنا موسى وثقت اقواله في القران. القران اتى بأقوال من قالوا بان لله (ولدا ) و ( وصاحبه). ذكر اقوال من قالوا ان الله ( ثالث ثلاثة). تعالى الله عما يصفون. القران ذكر هذه الادعاءات الباطلة وفندها باسلوب علمي يعقله كل ذي لب ولا يحيد عنه الا جاهل ولو بلغ من ( العلم) ما بلغ. لان العلم الصحيح النقي، يؤدي دائما بالضرورة الى الايمان بالله لانه يوافق الفطرة. ادعو لقراءة الحوار الرهيب الذي دار في سورة غافر بين فرعون والرجل من قومه الذي آمن بسيدنا موسى لنرى كيف تطرح الافكار وتسرد الاقوال ثم توثق في كتاب الله المجيد الى يوم يبعثون فترسخ اسلوبا ومنهجا علميا حواريا حضاريا يتعلم منه كل باحث عن الحقيقة وعن الله.
    *** بخصوص الاعدام: الحدود في الاسلام لم توضع لتعذيب البشر بل لحمايتهم وهي للردع واجراء وقائي لحماية الفرد والمجتمع اما فكرة ان اللبرالية واللادينية حمت الاف من ارواح البشر، حينما قرأت هذا اعتقدت انها نكتة!! لقد شنت حروب عالمية تحت هذه المسميات ففتكت بارواح الملايي!! قام الماني قبل سنوات باغتصاب طفل وقتله، حكم عليه 11 عاما!!!!اخرجوه بعد 8 سنوات لحسن سيرته وسلوكه، بعد ان خرج بسنة ونصف، اغتصب طفله اخرى ورماها في الغابة، رأيت أم الطفلة تبكي وتقول: (لو حوكم بعدل بخطف حياته كما خطف حياة الطفل الاول، لما سلب حبيبتي حقها في الحياة). جمعة مباركة

  7. يقول سلام عادل (المانيا):

    الامر في الحقيقة محير فان تفسير اي نص من قبل اي شخص تعتمد على مستوى الشخص الفكري والثقافي والاجتماعي والنفسي فلهذا تتغير الاراء والشروح .فالتفسيرات القديمة نابعة من عادات وتقاليد مجتمع قريش وعندما ازدهرت الثقافة والعلوم عند العباسين ظهرت المذاهب الاسلامية ومن ثم تفرعاتها لاحقا.والان يوجد من يقوم بتفسيرات للنصوص تتماشى مع الوقت الحاضر.فالنظرة للمراة وكذلك للطفل والعبودية اندثرت فكان لا بد من جديد في التفسير.والاية التي اوردها الاخ الكروي(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) (البقرة).فهل لو قتل شخص ما عبد او انثى فيجب على اهل العبد او الانثى(القتيل) اخذ القصاص من عبد او انثى من الطرف الاخر.

    1. يقول الكروي داود النرويج:

      حياك الله عزيزي سلام وحيا الله الجميع
      نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة فِي قَوْم كَانُوا إذَا قَتَلَ الرَّجُل مِنْهُمْ عَبْد قَوْم آخَرِينَ لَمْ يَرْضَوْا مِنْ قَتِيلهمْ بِدَمِ قَاتِله مِنْ أَجْل أَنَّهُ عَبْد حَتَّى يَقْتُلُوا بِهِ سَيِّده , وَإِذَا قَتَلَتْ الْمَرْأَة مِنْ غَيْرهمْ رَجُلًا لَمْ يَرْضَوْا مِنْ دَم صَاحِبهمْ بِالْمَرْأَةِ الْقَاتِلَة , حَتَّى يَقْتُلُوا رَجُلًا مِنْ رَهْط الْمَرْأَة وَعَشِيرَتهَا , فَأَنْزَلَ اللَّه هَذِهِ الْآيَة , فَأَعْلَمهُمْ أَنَّ الَّذِي فُرِضَ لَهُمْ مِنْ الْقِصَاص أَنْ يَقْتُلُوا بِالرَّجُلِ الرَّجُل الْقَاتِل دُون غَيْره , وَبِالْأُنْثَى الْأُنْثَى الْقَاتِلَة دُون غَيْرهَا مِنْ الرِّجَال , وَبِالْعَبْدِ الْعَبْد الْقَاتِل دُون غَيْره مِنْ الْأَحْرَار , فَنَهَاهُمْ أَنْ يَتَعَدَّوْا الْقَاتِل إلَى غَيْره فِي الْقِصَاص
      – نقلاً عن موقع الملتقى الفقهي –
      ولا حول ولا قوة الا بالله

  8. يقول سلام عادل (المانيا):

    مرة اخرى فيما يخص الموضوع اورد لكم قصة حقيقية حدثت في بلد عربي .كان هناك مدرس عراقي يدرس اللغة في ذلك البلد في احدى القرى وهناك زميل له مصري وحدثت جريمة قتل فقد قام احد ابناء القرية بقتل معلم مصري في في القرية المجاورة فكل ما ارادوه ابناء القرية الاخرى هو اخذ القصاص من المعلم المصري الذي لا علاقة له بالجريمة اساسا وما جرى هو تفسيرا لالاية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) (البقرة)

    1. يقول د. اثير الشيخلي- العراق:

      عزيزي سلام ، الاحكام و معاني الايات لا تؤخذ من تفسير الجهلة و تصرفاتهم ، و لو كلفت نفسك بتتبع تفسير الاية وسبب النزول لوقفت تماماً على ان معناها هو بالضبط خلاف ما ذهبت اليه او ذهب اليه اهل القرية اولئك!

      معنى الاية و نزولها كان رداً على ما كان سائداً من ان من اذا قتل عبد لقبيلة حراً او قتل رجل امرأة كانت القبيلة الاخرى لا تكتفي بأن يقتل القاتل فحسب و انما لا بد من قتل رجل حر برئ من القبيلة التي ينتمي اليها القاتل ، و كانت بعض القبائل اذا قتل حر من قبيلة اخرى ، قدموا اليهم مجموعة من العبيد لقتلهم مقابل ذلك الحر و هكذا فوضى وظلم و قتل لابرياء لا ذنب لهم ، و بالتالي نزلت هذه الاية لتوضح ان الجميع سواسية و ان القاتل هو من يقتل فحسب ، و كانت اجابة واضحة على من يريد ان يقتل حراً بعبد او العكس او حراً بإمرأة ، و لا يعني ذلك انه اذا قتل حر عبداً ، لا يقتل الحر ، كما قد يذهب البعض في فهم الآية ، لأن الاصل ان الجميع سواسية و القاتل يقتل و ينفذ فيه الحكم ، فكان هذا امراً مفروغاً منه ، و الآية جاءت لتوضيح ما اشكل عليهم او تعوده ظلماً !

      هذه الآية توضح حصراً لماذا لا يجب ان يخوض في التفسير غير المتخصص و يٌؤخذ فقط بظاهر الآية و بمعاني شائعة ليست بالضرورة صحيحة ! فالتفسير علم بحد ذاته لا يجب ان يخوض فيه الا من يمتلك ادواته اولاً ، ونحن هنا ننقل عن من فسر بعلم و ما اقتنعنا به.

    2. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      *اخي سلام عادل واحد من اهم اهداف وايجابية عقوبة الاعدام هو منع التسلسل الجراءمي كمثال مما تفضلت به مجتمعات العالم تختلف ثقافيا لا يمكننا اعتماد مسطرة واحدة مطلقة والدوران حولها تعال نتخيل بعييييدا عن الدين الذي يثير حساسية البعض المتشدد والمنغلق ضد التشريع الديني تحديدا (علما بان الاعدام شريعة موجودة في كل قوانين الثقافات ومن المجتمعات ما الغاها ثم عاد اليها ومنهم من تردد ومنهم من بقي على الغاءها تخيل معي لو منعنا الاعدام في مصر مثلا هل النتيجة حفظ الحياة ام هدرها !!!
      *في المجتمعات القبلية كمصر واليمن يسقط الاف القتلى وكانهم ضحايا حروب بسبب الثار فايهما انجع ان نقيم القانون العادل بالاقتصاص من الجاني بالاعدام ومنح عاءلته حق العفو لتجنب العداوات الظالمة وتنظيم الامر مع حفظ الحقوق ام ان يحبس القاتل ويتمتع بالطعام والشراب !في اسيوط عبر عشرين عاما قتل احد عشر الف و140قتيلا بسبب عمليات الثار في العام 2002وقعت جريمة ثار والتي عرفت بمجزرة سوهاج وراح ضحيتها 22قتيلا بربك هل لو اعدم الجاني وفتح المجال للعفو ايضا الم نكن سنحفظ خيوات هؤلاء الابرياء في وجه القتل الثاري طيب هذه مشكلة اليمن ومصر والاردن تسلسل الثار بسبب عدم اعدام القاتل او القبض عليه وبسبب عدم بناء طريق للمصالحة واحترام العدالة وحق الحياة للمقتول هل يمكن وهل من الواقعي ان نمنع الاعدام فيتسبب هذا في اعدام عسرات الابرياء ونترك الامر للشارع !
      *طيب في اوروبا وامريكا نفس المشكلة اصبح لدينا منظمات اجرامية مثل المافيا المكسيكية والاخوية الارية والغوريلا السوداء وفاميليا نوسترا …الخ وعدد لا بحصى من المنظمات التي تقتل داخل السجن وخارجه في سجون كاليفورنيا وخليج المكسيك وفولسوم وماري لاند فهل يمكن القول ان حبس هؤلاء مجدي ام وفر لهم دعما لوجستيا مجانيا لجراءمهم المنظمة ؟!
      *طيب في دويسبورغ الالمانية وقعت جريمة ثار دموية وهي حلقة في سلسلة عمليات ثار بين افرع المافيا الايطالية استمرت سنة ونصف قتل فيها ستة اشخاص وترك على جثث الضحايا الهلال المشطوب (رمز لثار منظمة اندرانغيتا الايطالية !) ونفذت ثارا لمقتل زوجة عراب المافيا نيرتا وهذا التسلسل الجراءمي بدا بتصفية انطونيو فيانو لخصومه في عالم المخدرات والسلاح والدعارة سيد سلام عادل ليعم السلام والعدل ونوقف تسلسل جراءم القتل ونحد من الجريمة المنظمة لا بد من الاعدام ! تقبل تقديري

  9. يقول سلام عادل (المانيا):

    الاخ الدكتور اثير الشيخلي وهل يستطيع الاجابة على سؤالك بنعم او لا.الدين او المعتقد هو قناعة شخصية ولا احد يستطيع ان يثبت ان كان القران او الكتب السماوية الاخرى هي من الله او لا.بالمقابل لا احد يستطيع ان ينفي ان كانت من الله او لا.

    1. يقول د. اثير الشيخلي- العراق:

      جوابي الى الاخ سلام عادل و الى اخي ابن الوليد بشكل جانبي ايضاً

      واضح أن المراد من سؤالي الى د. ابتهال لم يفهم مراده!

      وسؤالي بالمناسبة يا اخ سلام موجه تحديدا الى الدكتورة وليس لك او لأحد آخر.

      انا لست هنا بصدد الحكم عليها او على غيرها معاذ الله ، فمن انا لأحكم على أي كان؟!
      سؤالي لها ،لانها هي من تطرح هذه الاشكالات و لا يمكن لشخص يطرح مثل هذه الاشكالات أن يكون بين بين مثلما تقترح ، والا هو في مرحلة بحث و غير مستقر اعتقاداً و بالتالي غير مؤهل لتناول مثل هذه الموضوعات.
      .
      سؤالي فقط من اجل أن نعرف كيف نوجه النقاش علمياً دون أن تكون النقاشات سفسطائية و بيزنطية لا فائدة منها و تضيع الاوقات و الجهود.

      انا استغرب أن يخوض احد في مثل هذه الامور و له وجهة نظر قاطعة و هو متذبذب لا يعلم يقيناً ما مصدر القرآن؟!
      .
      انا شخصياً ادعي بيقين انني عرفت الله عن علم و أن القرآن وحي رباني خالص ، ليس لأنني تلقيت ذلك و لقنته من اهلي ، وانما بحثت و درست و تتبعت و لدي من الادلة العقلية و النقلية و العملية ما يجعلني متيقنا تماماً و مستعد لمناقشة من يرغب على أن لا يكون معانداً او متفيقهاً او سفيهاً !
      .
      معرفة الاجابةعلى هذا السؤال ليس استنطاق او تحقيق او محاكمة البتة ، و لا يمكن لشخص يتصدى لهكذا مواضيع تحديدا لا يكون معتقده في القرآن مستقراً واضحا والا لن يكون من حقه الخوض في هذه للمواضيع.
      .
      فرق كبير كما بينت في موضع آخر ،بين سؤالي عن المعتقد في القرأن و بين نقد التفاسير البشرية له كما حاولت هنا د. ابتهال توجيه الموضوع تهرباً من الاجابة الصريحة.

      هناك من يؤمن ايماناً راسخاً أن الاسلام هو دين الله الذي اراده لعباده و لكن يؤمن أن الكثير من الخزعبلات و العادات و التقاليد البالية تراكمت عبر القرون عليه و صار يتعبد بها و كأنها هي الاسلام او جزء منه ،فيسعى الى ازالتها و تنقية الاسلام منها و اجتثاثها ، و بين من يريد ازالتها و اجتثاثها ايضاً و لكن الاسلام معها كذلك!

      فرق كبير مع وجود هدف مشترك جزئياً .

      لابد من توضيح المعتقد هنا لصاحب الفكر و الدعوة ليس للحكم عليه و انما لتوجيه النقاش الى وجهته الصحيحة و الصحية.

      جملة د. ابتهال الاخيرة التي استشهد بها اخي ابن الوليد تتناقض تماما مع محتوى المقال و قطعها بان تطور تفسير النصوص ” لا بد ” أن يحدث !

      كيف يمكن أن يتطور فهم ” اعبدوا الله مالكم من اله غيره” مثلاً

  10. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    اسمحوا على جرأتي اولا، فهذا خلل جيني اعاني منه. انا ارى ان النقاش هنا تحول الى استنطاق. فعلا استنطاق. نحن نبتعد على كل نقاش فكري. ايه الاخوة و الاخوات، نحن كلنا من دم و لحم، و احاسيس و كبرياء لا نريد لاحد ان يمسه. و ان لم نحترم هذا مع مخاطبنا، فيتحول النقاش الى عملية لي الدراع، اي نعم، لي الدراع. من يريد ان تفصح الكاتبة على كل مسلماتها بالواضح كي تطمان النفوس، ربما لا يعلم ان بعض المفكرين مسلماتهم هي البحث عن الحقيقة، يعني مسلماتهم هي نقطة استفهام. فهل جواب كهذا سيروي عطش الاستنطاق. و هل شخص بهكذا مسلمة يمكننا ان نحطه في خانة معينة كي يسهل علينا التعامل معه.
    .
    انا ارى ان الكاتبة تتعب بعض المعلقين، لا يستطيعون وضعها في خانة معينة. و هذا وقع معي حتى انا في هذا المنبر، لانني جديد نسبيا في الحوار. من حسن الحظ، كنت اكتب على مبادئي قبل ان يتحول النقاش معي الى عملية لي الدراع، و الا لكنت في وضع الكاتبة، و مع ذلك اخدت و لا زلت من النعوت باللبرالية و الابتعاد عن الدين …
    .
    ايه الاخوة و الاخوات، هناك فعلا تحامل و لي الدراع في هكذا نقاش، و انا اربأ بكم و بكن ان تفعلوا هذا. و انطلاقا من تفكير منطقي، يمكن التاكذ ان هذا لا يجدي شيئا. لمذا لا تفترضوا جوابا عن اسئلتكم، و تحاولوا ان تردوا على الافكار التي وردت في النص.
    .
    هنا الدليل المنطقي: ان اتى شخص معين و كتب هنا “اكل زيد تفاحة”. هذه جملة لها حمولة سيمانتيكية. ان كنا نعرف ان زيد لا يحب التفاح او زيد يلتهم التفاح بشراسة، فسوف نرد على الجملة بنعم او لا. هنا كاتب المقال و شخصه غير مهم في النقاش. و ان استنطقنا كاتب الجملة، هل هو يحب زيد او يكرره، ثم اجابنا الكاتب، هذا لا يغير شيئ من جوابنا على الجملة، سوف نجيب بنفس الشيئ، نعم او لا. لكن، ان استخدمنا جواب الشخص، ان كان لا يحب زيد، و نبدأ نحلل، لماذا قال هذه الجملة، ما معنى التفاحة، هل لها صلة مع قصة تفاحة آدم و حواء؟ و لماذا قال هذه الجملة الآن؟ و لماذا زيد و ليس عمر … يجب حب زيد ..، هذا بصراحة ليس بنقاش هادف، بل ابتعاد عن سيمانتيكية الجملة الى اشياء بعيدة و شخصنة فارغة.
    .
    للاسف الشديد، هذا بالضبط ما يحدث هنا من حين لآخر. لحسن الحظ ليس دائما.
    .
    و مع كل هذا، اجد ان الكاتبة اجابت على كل شيئ، بطريقة تحفظ كبرياء الجميع. قالت “انا لست فوق أحد لا بعلمي ولا بوقتي في الحوار”. هذا يكفي.

    1. يقول عبد الكريم البيضاوي . السويد:

      ابن الوليد.
      كلام معقول. مالغاية في الإستنطاق وما الغاية بالرد على سؤال مدني عصري بجواب ديني ؟ على الجواب أن يكون من طينة السؤال.
      تحياتي.

1 2 3 4 6

إشترك في قائمتنا البريدية