تعالوا

بمناسبة خبر مفجع عن جملة إعدامات حدثت في الكويت قبل أيام، ومثلها نسمع أخبارها بين وقت وآخر في بقية الدول العربية، وبشكل أقل في دول غربية، كتبت رداً على سيدة بعثت لي تمتدح القصاص وعدله، أن هذه العقوبة ليست من الإنسانية في شيء، وهي عقوبة نتمنى زوالها في العالم أجمع وإحلالها بعقوبات تأديبية أو حامية للمجتمع من المذنب تكون ذات طبيعة إنسانية لا يلعب فيها بشر دور إله. الحديث يطول حول عقوبة الإعدام، ولربما أهم آثاره التي أعتقدها مخربة جداً هي ليست منعكسة في فقد حياة مجرم، وإن كان فقد الحياة دوماً كارثيا، ولكن أفظع الآثار تتجلى في الصورة المتبقية لدى الأحياء، في تحويل الموت إلى عقوبة بيد إنسان يستخدمها ضد إنسان آخر، في غرز مفهوم العنف عميقاً في المجتمع، فلا عنف أشد من سلب حياة، وإذا ما قُنن هذا السلب وأصبح ممارسة مستحقة وعقوبة مقبولة، أصبح العنف وسيلة مقبولة ومبررة مجتمعياً. إن أشد مخاطر عقوبة الإعدام تتجلى على الأحياء الباقين وليس على المعاقبين الذين انتهت حياتهم. ولكم فقدنا من أبرياء لصالح عقوبة الإعدام البشعة، ومن منطلق مبدأ أن ترك ألف مجرم حيا خير من إعدام إنسان برئ واحد، ولأننا بشر لن ينتهي هامش الخطأ عندنا، ولأننا بشر ولسنا آلهة حاكمين، ولأننا بشر إنسانيتنا أهم ما يميزنا، لابد لهذه العقوبة البشعة أن تنتهي.
المثير ليس الموضوع بحد ذاته على قدر المسار الذي سار فيه الحوار، فبعد أن تبادلنا رأيين، في أحدهما علقت محدثتي بأن هذه عقوبة إلهية وأن «أفي حكم الله الصريح في محكم كتابه شك؟» ورددت عليها أن «في قراءة وتفسير النص اختلافات وتطورا لابد لها أن تحدث» وضربت لها مثلاً ملك اليمين، فهو حلال ومذكور في القرآن في حين أننا لا نمتلك اليوم عبيداً أو جواري ولا نقبل الفكرة أصلاً، لأن القراءة تتغير والمفاهيم تتغير والتفاسير تتغير كذلك، أقول بعد هذا الحوار القصير تحول النقاش مباشرة إلى المسار المعتاد: «احترم رأيك الذي ينطلق من مبادئك العلمانية الليبرالية البعيدة عن الدين» ثم اتبعت ذلك بإشارة إلى تبحرها العلمي (هي حاصلة على الدكتوراه في العلوم الشرعية) وأنها تتكلم من منطلق علم على ما يبدو أنا لا أملكه كما فهمت تضميناً من كلامها. في لحظة أصبح الموضوع شخصيا متعلقا بطريقة تفكيري ومنطلقاتي لا بمنطقية المادة التي يدور حولها النقاش. وهكذا يتحول الحوار مع الكثير من المتدينين عند الإشارة إلى المواضيع الحساسة في الشريعة إلى «منطلقاتنا العلمانية والليبرالية» وإلى «تأثرنا بالغرب» وإلى «مهاجمتنا للدين» وإلى «جهلنا بالشرع» وفي كل ذلك قراءة للنوايا وتخمين ما في عقل الآخر ابتعاداً تاماً عن مضمون النقاش وأصل الموضوع. طبعاً انتهى الحوار لتأسفها من موقفي النفسي وغير الموضوعي وأنها لو علمت «لما صرفت وقتاً له» أي للحوار، وانتهيت أنا بإخبارها بأنني «لست فوق أحد لا بعلمي ولا بوقتي في الحوار».
مذهل هذا المسار الذي لا يتغير في الكثير من النقاشات، فما أن تطرق خطاً دينياً أحمر حتى تتدلى الاتهامات عوضاً عن الردود المنطقية، وتصبح أنت متهماً بالمبادئ الليبرالية والعلمانية التي يحق لك التفاخر بها في الواقع. المثير للإعجاب هي طريق إنهاء الحوارات التي تتم على طريقة لي الذراع، حيث يواجهونك بتهديد مبطن «أتخالف القرآن؟» وهكذا يموت الحوار قبل أن يبدأ، وينتهي عند سؤال له إجابة واحدة، ولا أعرف أي محاور موضوعي يمكن أن يسأل سؤالا له إجابة واحدة التنحي لما عداها أو محاولة تطويرها أو تغيير التفكير فيها يوردك الكوارث ويتهددك في حياتك. تعاني كل نقاشاتنا، حتى البعيدة عن الدين، خطر يتهددها ما أن يأتي ذكر الدين أو ما أن يتم الاقتباس من القرآن، حيث لا مفر من الصمت، ولا مسار سوى الموافقة، فيموت الحوار وهو بعد لم يولد، وينتهي إلى الانتصار المعتاد الفقير.
عقوبة الإعدام بشعة، واجترار حجة أن لو كنت أنا متضررة لرغبت بالقصاص هو اجترار بائد، فلا يمكن تحكيم المصاب في من ارتكب المصيبة، فالأحكام لا يجب أن تكون عاطفية نابعة من الرغبة في الانتقام ولكن يجب أن تكون منطقية إصلاحية. والقرآن الكريم يقوم على تفاسير يجب أن تراجع في عمقها، وهي قابلة، أي القراءات والتفاسير، للتغيير الطبيعي الذي يُحدثه الزمن والتطور العقلي والمبدئي والإنساني. ونعم الليبرالية والعلمانية، رغم قدمهما، مبدآن إنسانيان أنقذا حيوات كثيرة وحررا مجتمعات كثيرة، ورغم نواقصهما الجمة، الا أنهما أفضل ما توصلت له الإنسانية إلى الآن من حيث الأنظمة الفكرية والسياسية، هذا والبشرية لا تزال بانتظار التطور القادم الأفضل. وفي الحوار لا خط أحمر، لا سقف، لا مفهوم قادم من عمق الزمن تتهددني به، لا قداسة تشوح في وجهي بها، لا فكرة فوق النقد، لا اتهام تلويثي للسمعة لربط يدي «العلمانية الليبرالية»، الزمن تغير وأساليب الحوار تطورت، فمتى تأتون هنا وتناقشون من هنا؟

تعالوا

د. ابتهال الخطيب

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

    النقاش حار جداً واصبح من الصعب متابعة التعليقات وسأكتفي برأيي حول المقال النقطة الأولى في المقال هي عقوبة الإعدام هنا مازال الخلاف قائما في العالم أجمع والآراء عديده وليس هناك في الوقت الحاضر قانون يفي بتحديد الشروط الكافية التي يجب اتباعها في الحالات المهمة والمستعصية التي يجرى الخلاف حولها وفي تعليق الأخت غادة وجدت كثيرا من المعلومات المفيدة حول الموضوع وبرأيي هنا أن الأخت ابتهال طرحت الموضوع بشكل مُبَسَط حيث أن الموضوع ليس هو أن تكون مع أو ضد بل قضية قضائية وإنسانية اجتماعية معقدة جداً.
    النقطة الثانية وهي النقاش مع بعض المدافعين عن الشرع والشريعة وأقصد تماما كما جاء في المثال أعلاه في المقال هنا أتفق تماما مع الأخت ابتهال والأخ ابن الوليد.ألمانيا حيث لا يوجد حدود لحرية التفكير أبداً!. لكنني أيضاً في نفس الوقت أنا شخصياً لا أستطيع أن أكون أيديولوجيا (دون أن يكون ذلك اتهام مبطن للأخت ابتهال أو أيا من المعلقين) بمعنى الوقوف أو الاعتماد على قواعد صارمة والإيمان أو الانحياز المتشدد لأي فكرة أو مبدأ دون النظر إلى جميع أبعاد الموضوع) بمعنى أن الليبرالية عندما تتحول إلى أيديولوجيا (مثلاً أن عقوبة الإعدام ممنوعة وانتهى الأمر أما بقية النقاش هو فقط حول “شرعنتها”) فهي تتحول إلا قطب آخر كغيرها من الأقطاب اليسارية أو اليمينية أو الدينية … إلخ أنا شخصياُ أعتقد أن التعددية هي الأفضل فأهلاً وسهلاُ بالجميع على طاولة مستديرة ليس لأحد الحق في إعلان الضربة القاضية تجاه الأخر! فأنا مازلت أحب الإطلاع على الحضارات القديمة التي بدأت في بلادنا وأتعلم منها الكثير وكذلك فلسفة إفلاطون وأبقراط والحضارة الإسلامية بكل أبعادها لكن طبعاً أكثر إطلاعي هو في في كتب العلوم الحديثة والمعاصرة وصحيح أن الليبرالية هي أحدث ما توصل ألية الفكر الإنساني ولكنها تحتاج إلى الكثير من التطوير (وربما يمكن إعطائها دفعة إسلامية ومبدئياً ليس هناك ما يمنع إن يحتوي ما بعد المعاصرة على عناصر من ما قبل المعاصرة) وبالتالي حصر الليبرالية في إطار أيديولوجي (أي متشدد كما في مثال عقوبة الإعدام) يفرغها من روحها وهو التغيير أي التطور والاكتشاف وحرية التفكير بلا حدود أو قيود مسبقة حتى لو كانت ليبرالية الأصل.

    1. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      *اخي اسامة اعظم تحية لروحك العلمية المنفتحة كتبت تعليقي لك قبل ان ينشرو تعليقك الراءع وجاء موافقا لما رجوت ان تكون عليه نحن بحاااجة الى روعة المرونة والانفتاح التي تتمتع بها ليبراليين واسلاميين اتمنى لو كان عندك اجازة لتضبط النقاش بيننا كل التحية والتقدير سواء اختلفنا او اتفقنا الصدق والتجرد في نشدان الحقيقة والصواب هما اهم اساس للوصول الى حقيقة امينة على الاقل في عين صاحبها انى كانت هذه الحقيقة فمن لا يتغير يسمع ينفتح على طروحات انسانية وتجارب ثقافية لن يعدل ثغرات صامتة في فكره وسيحوم خول صنمه الفكري وقد يهدمه من حيث يريد بقاءه اما الاحرار والاحرار وحدهم فهم الذين يسيرون في كيمياء الحقيقة ولا يضر بينهم الاختلاف لان كل منهم امين صادق باذل وسعه ليتبنى صوابا ما كل التقدير لهذه الروح النادرة التي تملكها اخي اسامة وتثير اعجابي جدا جدا وتحملني على انحني احتراما وتقديرا لروح التواضع والانفتاح والمرونة عندما كنا نتناقش مرة تكلمو عن الايرانيين وهم خصوم سياسيين (اعني من يتبنى افعال ايران الاجرامية في حق السوريين ) يومها ارتفع صوتك تحيي ثقافة الايرانيين وتتصدى لتعميم الجريمة على الطاءفة الشيعية الكريمة وهذا هو منهجك فانت ليبرالي حقيقي احمل منهجيتك الراءعة واتتبع روحك وخطاك كل التقدير والمحبة

  2. يقول عبد الكريم البيضاوي . السويد:

    مثل أوروبي يقول:

    ” التقدم لايبنى على ماذا بيدك اليوم ولكن على ماذا سيكون بيدك غدا ” التقدم عندنا نحن هو كان بيدنا البارحة لو كان شيئا وماقبل البارحة بقرون, أيام مابدل إسم مدينة يثرب إلى إسم المدينة, لو سلمنا أننا كنا حتى بغض النظر عن السيف والغزوات, أهل لازلنا ؟ أهل يغير اسم مدينة من وإلى شيئا ؟
    لاغرابة في الأمر, عند أيام الدراسة في الصفوف الإبتدائية وفي حصة النحو والصرف والإعراب لما جاء دور ” كان ” وأخواتها , كانت الجملة المفضلة الشهيرة التي تدور على جميع الأقسام , كانت: ” كان أبوك صالحا “.
    أهل هي صدفة أم هو العقل الباطني.

    1. يقول د. اثير الشيخلي- العراق:

      هل هذا جلّ ما فهمته اخي عبد الكريم من تعليقي ؟!

      انا لم و لست ممن يعلون شأن الماضي على حساب الحاضر او المستقبل ، او يقفون عند البكاء على الاطلال !

      غاية تعليقي لمن ان يريد يقرأه بفهم و تأني ، هو ان هذه اساسيات و منطلقات الاسلام منذ يومه الأول و الى قيام الساعة.

      ولا علاقة لذلك بالبكاء على الاطلال لو اردتم ان تفقهون !

    2. يقول رياض- المانيا:

      د. أثير تحية واضحة. يا اخي تعليقاتك كلها واضحة وضوح الشمس في كبد السماء ودقيقة للغاية. البعض يخرج عمدا النص عن مضمونه ثم يحاضر عن العلم ولغة العصر؟ لا ادري كيف يستقيم هذا؟!!

    3. يقول د. اثير الشيخلي- العراق:

      أخي الحبيب رياض ، بوركت و زادك الله علماً و منطقاً.
      .

      كالعادة توارد للأفكار عجيب ، كان يخفف علي من عبأ الكثير من التوضيحات حقاً.
      .

      فيما يخص سؤالك “التعجبي الاستفهامي” ، و الله لا ادري كيف يستقيم ذلك ؟!
      .

      لكن ليس بالغريب عليّ البتة ، حاورت و التقيت مع الكثير ممن تعجب غاية الاعجاب بعقلة العلمي و المنطقي في مجال تخصصه ، و تعجب بمنطقه في سرد الحجج في مجال تخصصه ايما اعجاب ، فإذا ما انسحب الموضوع الى غير تخصصه و حاول ان يخوض في مجال من هذا النوع الذي نخوض فيه هنا ، ترى عجباً عجاب ، هو يتخيل (استكباراً عادة) ان المرتبة التي وصل اليها في تخصصه تتيح له ان يتكلم بنفس الكفاءة في اي مجال آخر ، واذا به لا يجيد تلاوة اية بشكل صحيح على طريقة “الم” بدل “الف لام ميم” وهي في الحقيقة، آلام كثيرة و ليست “الم” واحدة ! ثم يريد ان يفرض رؤيته لتلك الآية دون ان يتنازل لمعرفة ما تدل عليه اللغة على اقل تقدير وليس تأويلات العلماء المتخصصين!

      لهذا ختمت في تعليقي الاساسي ، ان من تكلم في فن لا يجيده … اتى بالعجائب!
      .

      حقيقة الكثير من الاستدلات و الامثلة التي وردت في المقال نفسه ، تدل على عدم احاطة كاملة بما يطرح، منها الاستدلال بآية ملك اليمين ، امر عجيب !
      .

      بل موضوع الاعدام نفسه ،موضوع جانبي اقحم برأيي اقحاماً لتجنب الرد المباشر على تساؤلاتنا و كأن محاورة القراء بشكل مباشر و تفاعلي ، امر معيب يقلل من شأن الكاتب!

      الف تحية الى السيدة ايقونة الادب العربي غادة السمان التي تخجلنا بتفاعلها المبهر مع قراءها ، من تختلف معهم و من تتفق.
      و مثل هذه التحايا و اكثر لك اخي رياض.

    4. يقول رياض-المانيا:

      مليون تحية لك اخي الحبيب د. أثير. معك حق فيما ذهبت اليه كذلك انا شعرت ان قضية الاعدام اقحمت وكذلك الحوار ذكر لتجنب الرد على السؤال. فعلا يختلف الكتاب عن بعضهم فتواصل الاديبة الكبيرة السيدة غادة السمان مع القراء يدل على تواضع جم وهو اثراء للمواضيع. على كل حال كما قلت انت ما زالت الكرة الارضية تدور، كانوالهدف من السؤال الاسبوع الماضي اثراء الحوار ووضع اسس له، فاتت الاجابة عبر المقالة، فكان السؤال في واد والجواب في واد اخر. فعلا من تحدث في غير فنه اتى بالعجائب. اطال الله في عمرك وزادك علما وادام عليك الصحة والعافية. اللهم امين.

    5. يقول رياض- المانيا:

      نحن امة حكمنا العالم لمئات السنين ونشرنا العلم في ارجاء المعمورة وما نعانيه اليوم لا يعني اطلاقا اننا انتهينا بل نحن نشهد مرحلة ولادة قد تبدو عسيرة ولكنها اتية لا محالة. المائة والمائتي عام في عمر الامم العظيمة لا شيء ومرحلة الانحطاط التي مررنا بها او لنسميها المرض، هذا لا يعني اننا متنا، فامتنا تمرض ولا تموت. نحن نمتلك كنزا حضاريا ومنظومة اخلاقية لا مثيل لها. في اوروبا يوجد شيء اسمه قيم اخلاقية وهذه الاخيرة لا ترقى لمستوى المنظومة الاخلاقية الشاملة، ولهذا نحن محاربون. ان شئت اقرأ للالماني شبنغلر.. افول الغرب او مارك ستين او باتريك جيه لتعلم عن ماذا اتحدث. ولكن هناك فعلا مشكلة عند ( المستغربين) العرب او الشرقيين بشكل عام في فهم الواقع بل اكاد اقول انهم فقط مقلدون بلا وعي كاف يجلدون امتهم حتى التلذذ ويقفون في الخندق الخاطئ في الازمات.

  3. يقول رياض- المانيا:

    عدنا الى نفس الاسطوانة المشروخة، ربط اللادينية بالحضارة والعلم والتطور ورمي الدين الاسلامي بالتخلف والرجعية. لولا العلماء العرب والمسلمين الذين طوروا علم الجبر لما استطاع اي منكم ان يرسل الان حرفا واحدا ! هذا ليس كلامي، بل نقلا عن برنامج الماني شهير اسمه ( Welt der Wunder). عندما يكون الموضوع يخص الدين الاسلامي تختفي فورا المنهجية العلمية في استنباط واستنتاج الاشياء. ان وصف المسلميين العادين امثالنا الذين يدلون بارائهم بمصطلح اكرهه بشدة ( الاسلاميين) لم يأت من فراغ، بل له اسباب نفسية عميقة وعميقة جدا، فبسبب بعد البعض عن الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها، اصبح المسلم العادي يسمى ( اسلامي). قالت لي زميلتي الالمانية وانا احاورها: انا لا أؤمن بالله، قلت لها، هل انت متأكدة؟ قالت نعم. قلت لها هل اقتربت يوما من الموت؟ قالت نعم، لقد كدت اصطدم وانا اقود سيارتي بشجرة. قلت لها ماذا فعلت في هذه اللحظة.. صمتت ثم قالت صرخت قائلة: انقذني يا الهي! قلت لها الم تفكري فيما حدث؟ قالت نجوت ونسيته، الان ذكرتني انت به. قلت لها كريستين، انت انسانة طيبة، لقد كان هذا نداء الفطرة خرج من الاعماق. تأثرت بشدة وبدأت برحلة بحث ادت الى اسلامها وهي تساعد الان اللاجئين في اليونان. اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون. نحن هنا لا نستنطق احدا، فقط نريد كأكاديميين ان نضع اسس علمية للحوار.
    تحية لك اختي منى وللجميع. لقد ختم الرجل المؤمن من ال فرعون قوله لقومه في سورة غافر
    ( فستذكرون ما اقول لكم وافوض امري الى الله، ان الله بصير بالعباد) وانا اختم بنفس ما قال. طابت اوقاتكم.

    1. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

      هنا أرى أنك أصبت أخي رياض وشكراً فلقد ذكّرتني في النقطة الأولى بأن أشهر (وربما أهم) مصطلح في علوم الكمبيوتر الحديثة هو مصطلح الألوغارتم أو الخوارزم (algorithm بالإنكليزية وبالألماني Algorithmus) وهو يعود إلى العالم الإسلامي الشهير الخوارزمي حيث اكتشف وطور طريقة فائقة لحل المعادلات الجبرية وهي اليوم أساس كل البرامج والعمليات الحسابية في الكمبيوتر التي يتم تطويرها. من ناحية الإيمان الفطري طبعاً الإيمان حاجة أساسية لكنها تختلف من شخص لأخر ومن ثقافة لأخرى إنها مسألة نفسية و روحانية عند الإنسان لكن موضوع الدين والإيمان فهو أبعد من ذلك بكثير.

    2. يقول منى-الجزائر:

      الله يحييك د.رياض ويزيدك ربي من خيراتو….
      سلامي لشيخ المعلقين داود كروي ولأيقونة التعليقات غادة ولأخي أسامة الذي أحترمه كثيرا ولأخي العزيز د.أثير …..
      أطلب منكم أحبتي أن تدعوا الله لي ان ييسر لي انجاز مذكرتي…فأنا في وررطة الله لايبليكم؛ماعرفت منين نبدى،والوقت يجري وليس في صالحي..تذكروني بسطر في السجود
      اياكم ان تنسوني..واللي ينساني في الدعاء …أنساه.قد أعذر من أنذر..ههههه
      تصبحون على خير ايها الغوالي ….

    3. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      الله يعينك على الخير ويقويك موونة العزيزة وتحية لكل المعلقين والاخوة وقبل ذلك اتمنى ان لا ننسى اسرة تحرير القدس من الدعاء

    4. يقول د. اثير الشيخلي- العراق:

      اختي منى

      اللّهم لا سهل الا ما جعلته سهلا

      اعانك الله و وفقك و زادك من علمه وفضله ، ان كانت كل هذه الدرر تخرج منك والوضع هذا الوضع فما بال الامر حين يكون الوضع طبيعي ؟!

      وعد بالدعاء لك في الصلاة و السجود ومن الله التوفيق.
      و سيمر الامر على خير بتوفيق من الله ، و يصبح مجرد ذكريات جميلة تروى ، كما نقول في العراق “تصير سوالف” اي تصبح مجرد حكاوى ، و كل ما كان الامر صعباً ، كان تذكره لاحقاً اكثر حلاوة.

      كلنا مررنا بنفس هذه الظروف ، ثم يفتح الله على عباده

      تحياتي و دعائي لك ليس بالنجاح و انما بالتفوق المؤكد.

    5. يقول رياض- المانيا:

      ما شاء الله عليك يا اخت منى. دراسة وبيت واطفال ونشاط. اسأل الله ان يبارك لك في وقتك وعمرك ويزيدك علما وييسر لك أمرك كله. سادعو لك في الصلاة. الف تحية لك وللاخوة والاخوات جميعا

    6. يقول بولنوار قويدر-الجزائر:

      السلام عليكم
      إبنتي “منى” هل تتذكري ذات يوم وانت مازلت لم تنه إمتحانات شهادة الليسانس وقد سميتك “دكتورة منى”” فتعجبت ورديت علي بتعليق جميل وذا فءل خير: لقد سمتني دكتورة وأنا لم أكمل إمتحاناتي بعد…
      والآن أقول لأختي “منى: اللهم سهل كل صعب على éمنىé وأنت يا ذا الجلال إن شئت جعلت الصعب سهلا ..
      وبإذن الله سنحضر مناقشة دكتوراتك عمّا قريب ..إذا كنت في حاجة إلى مرجع فربما في مكتبتي يوجد ما تبحثين عنه …إن كان ممكن أذكري لي بعض العناوين وإن كانت متوفرة عندي سوف أحملها على ظهري لأصلها لك لكي تنتفعي بها ..إنّي أرى فيك إبنتي التي سوف تحضر رسالتها العام القادم ومن الآن بدأت في جمع بعض المصادر الذي يوافق تصور رسالتها…
      إبنتي “منى” أنا تحت أمرك أطلبي وأنا أنفذ
      مع تحياتي الخاصة لعائلتك الكريمة
      ولله في خلقه شؤون
      وسبحان الله

  4. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    يا جماعة، صلوا على النبي، انا السبب في كل هذا :)
    .
    يا جماعة، الاخوة و الاخوات و الكاتبة المحترمة، لقد تبادلنا الرسائل التي وصلت، ما رايكم ان نعيد العداد الى الصفر
    و ننطلق، من جديد. المهم ان الرسائل قد وصلت، و لا غالب و لا مغلوب، و هذا وضع صحي لنكمل النقاش. كبرائنا كلنا
    هو محفوض، و سنعدل كلنا من ادوات نقاشنا كي نتحمل بعضنا البعض. انا على يقين، لو نسينا هذا الموضوع، لكتبت
    د. ابنهال من حيث لا تدري او تدري اجوبة على كل شيئ في نسق مقالاتها مستقبلا. المهم هو ان لا تكتبه تحت ضغط ما …
    .
    يا جماعة، انا سادبح بقرة، لطي الصفحة، لكن الامر اختلط علي، فاي بقرة ادبح، صفراء، او بيضاء، ما رايكم …
    هل تفكيري لا زال بدائيا؟ انا احس بهذا، و الله المستعان.
    .
    مع ارقى التحيات و التقدير، لكل المعلقين و المعلقات.
    .
    مع ارقى التحيات و التقدير ل د. ابتهال.

    1. يقول رياض- المانيا:

      حسنا.. انت اذبح البقرة الصفراء بعد طول انتظار ودعني احرق وانسف العجل في اليم نسفا. فلقد كثرت العجول الذهبية التي يدور حولها الناس في عصرنا هذا!!

    2. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      يبدو أن تفكيرك مثلي يا أخ رياض، هل لك نفس الاحساس؟ و الله المستعان :)

    3. يقول رياض- المانيا:

      لا لا.. يبدو لي انك لم تفهم قصدي!!

  5. يقول خليل ابورزق:

    يا حضرة الكاتبة
    قضية الاعدام قضية فرعية تختلف فيها وجهات النظر. اما حشرها في الدين فان ذلك افتعال لا لزوم له لانها مطروحة في كل امم العالم. و المدافعين عنها لديهم حجج دامغة بانها رادعة تقلل حالات الاجرام. قارني بين نسبة جرائم القتل في الكويت و الدول الاوروبية مثلا.
    القضية الاهم هي قضية الحرية و الديموقراطية في بلدك و كل بلادنا العربية فالكويت مصنفة من الدول شبة الحرة و بينها و بين الحرية شوطا كبيرا. الحرية يا سيدتي هي صنو الحياة لا سيما بعدما يؤمن الانسان الخبز. و اتوقع ان يكون هذا اهتمامك و اهتمام النخب عامة. يعني خلينا في المهم و بلاش مناصبة الدين العداء. مشكلتنا ليست مع الدين. مشكلتنا مع غياب الحريات

  6. يقول فؤاد مهاني المغرب:

    يا سيدتي الفاضلة لست مؤهلة لا أنت ولا أنا في الإفتاء في الدين فليس من اختصاصاتك ولا من اختصاصاتي مع احترامي لك ككاتبة ومثقفة كبيرة فلا يمكن مثلا أن أتطفل على ميدان الطب بإقامة عملية قيصرية وأنا ليست لي دراية بهذا الميدان.فكذلك ديننا الحنيف الذي له أناسه ورجاله مما لهم من مكانة علمية استوجبت شروط معينه كتقوى الله والإلمام بالفقه والسنة النبوية واللغة العربية بكل قواعدها وأصولها وغير ذلك.
    استشهادك بمسألة ملك اليمين كتبرير لعدم القصاص العادل بالمجرم القاتل كما ورد بالنص القرآني ليس موفقا لأن لهذه المسألة لها ظروفها الخاصة نزلت فيها الآية القرآنية لكي تجد لها حلا وهذا راجع لمرونة هذا الدين الحنيف وتماشيه مع العصر.فحدود الله منصوصة وصريحة في القرآن الكريم واردة من من رب هذا الكون الله الواحد لا شريك له وليس من فلان أو علان.
    يا سيدتي الفاضلة إلغاء عقوبة الإعدام بحق مجرم سلب حياة أناس آمنين قد يكونون أطفالا أو شيوخا وقد يخلف هذا العمل الإجرامي المفجع أيتاما وأرامل لن يحل المشكلة بعقوبات أخرى زجرية بديلة لأن ذلك لن يزيد إلا في المزيد من التطرف والإرهاب ما لم نردع مثل هؤلاء بالقصاص العادل كما شرع من عند الله وليس من عند البشر كقوله تعالى: “وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والانف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الظالمون”
    فيا سيدتي رعاك الله وحفظك ما استفحلت الفواحش وكثرت المفاسد وتخلفنا عن الركب وتكالبت علينا الأمم إلا بتعطيلنا لشرع الله تعالى. أما لي الدراع فكل واحد حر في اختياراته يؤمن أولا يؤمن وليس هناك من لي سوى في لي لكلام الله وإخراجه من سياقه.

  7. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    لا تتركنا يا اخي اسامة، وين رايح؟ بدونك ما في :)
    .
    انا ساحكي لك نكنة، على ان تحكي لنا نكتة، كي نلطف الجو. ما رايك؟
    .
    ساحكي لك ما وقع لي مع ابنتي، عادة نلعب معا بالكلمات، و الببغاء كا تعلم بالالماني نسميها، باباغاي.
    رات صورة لاثنين من الباباغاي، و قلت لها ماذا ترين، قالت لي باباغاي و ماماغاي :)
    .
    لا زلت اتذكر هذا الابتكار الهائل …

  8. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

    أنا هون ولا رايح ولا شي. آه طبعاً أخي أبن الوليد إبداع الأطفال رائع ويحصل لي ذلك مع ابنتي سينا (نسبة لابن سينا الشيخ الطبيب وكنت دائما أشعر بتقدير كبير له) وعمرها أربع سنوات ولقد تذكرت أن أحد الفلاسفة الألمان على القناة الثانية حيث قال أن ذلك يعود إلى الآلية التي يعمل بها العقل البشري وهي المنطق.

  9. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    هل راى احد منكم غادة، عجيب … تقاطعني حتى في ساحة الوغى …
    انا الآن، مختبأ وراء واقي حديدي، و انتظر صواريخك اختي غادة علي و على نويروناتي الشقية.
    لحد الآن انا في امان. الحمد لله.

    1. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      الجميلتان سينا وبنتك الاموووورة التي جعلتني اقهقه على الباباغاي والماماغاي شوف يا خيي ابن الوليد ههههه بيقولو نحنا الفلسطينيين مخنا ناشف وتبعين بواريد وسلاح اذن انبطح ارضا واقرء تعليقي اعلاه ايها المغاربي الطموح ذو الاطماع التوسعية وابتعد عن مدى الرؤية والنار عشان ما نشظي عليك …ابدا ابدا اخ ابن الوليد انا امازحك فقط وقد حطيت البارودة وشلت المخزن وفضيته كمان وكمان اتاكدت انه ولا رصاصة علقانة في بيت النار وهيني حطيت البارودة وعم اشرب شاي وانت والاخ اسامة معزومين على شاياتي من دون صوت رصاص ولا انبطاح هههه مساء جميل لك وللاخ اسامة ولجميلتيكما الامورات

  10. يقول رياض- المانيا:

    يا اخوتي، من بين السطور أرى ارواحا متعبة حائرة جائعة محرومة. الجسد هو ذلك الوعاء الفاني الذي يحمل ارواحنا. اذا مرض الجسد نذهب به مسرعين الى الطبيب. ننظف هذا الجسد ونقويه بالرياضة رغم علمنا انه الى زوال. اياكم واهمال الروح، فالروح تتعب وتمرض وتعاني والله ان مشيت الجبال والقفار وبحث عن الحقيقة حتى تعبت الى ان وجدت طريقي الى الله. لا اجمل من ترتيل كلامه ولا احلى من التضرع اليه. اياكم والشرك فانه لظلم عظيم واياكم وهوى النفس فانه يؤدي الى التهلكة واياك ان يزين الشيطان اعمالكم فتحسبون انكم تحسنون صنعا. من عرف  الله لن يبحث عن سواه لانه ذاق حلاوة الايمان. اقرؤوا القران بتفكر وتمعن ولا تغرنكم اقوال الفلاسفة والمنظرين فهم اول من سيتخلى عنكم حين تحين لحظة الحقيقة ويكشف الغطاء فهناك غشاوة ان زالت فتح افق فسيح لا نهاية له فيتلو الانسان القران ويسمعه وكانه يسمعه لاول مرة. هذه اشياء اقولها لنفسي الخاطئة قبل ان ارسلها لكم. اتمنى لكم مساء سعيدا والسلام.

1 2 3 4 5 6

إشترك في قائمتنا البريدية