تعقيبا على مقال د. عبد الحميد صيام: غزة 2020 موت قطاع شجاع
الإخوة الأعداء
إرتباط غزة وفلسطين بالأمة العربية بهذا الشكل الحميم الذي لا انفصام منه هو نعمة ونقمة. فهو نعمة لأن في الشعوب العربية والمسلمة مددا ودعما وقوة وإلا استطاعت الآلة الصهيونية الهائلة الإنفراد بالشعب الفلسطيني الصغير والأثخان فيه أعمق ممما فعلت. وهو نقمة لأن الأمة العربية وإلى حد كبير الأمة الإسلامية رازحة تحت أنظمة استبدادية طاغية معوقة للتقدم والمنعة والاحترام. وأحسنها كالدب الذي قتل صاحبه.
تدخل هذه الأنظمة في فلسطين تسبب إلى حد كبير في نكبة 48 حيث كان عملت الجيوش العربية على إضعاف المقاومة الفلسطينية آنذاك بحجة عدم التشويش عليها. ثم نكسة 67 ثم استسلام مصر في كامب ديفيد 79 ثم محاصرة واضعاف المقاومة الفلسطينية اقتصاديا وعسكريا حتى القوهم (فتح) في مدريد ثم أوسلو. ولما نبت رأس جديد للمقاومة (حماس) أمعنوا في حصاره وتكسيره بل تجويع وتعذيب الشعب نفسه لعله يكفر بالمقاومة.
ومن نكذ الدنيا على المجاهد أن يرى أن أخاه أعدى عليه من عدوهما.
خليل ابورزق
تعقيبا على مقال د. حسين مجدوبي: المغاربة وحرب «عاصفة الحزم»
نظرية المؤامرة
عنوان جميل يا د.حسين مجدوبي، ودعني أبدأ من قولك «ولكن الكثير منهم لا يخفي تعاطفه مع إيران بسبب تقدمها العلمي ومقاومتها للغرب وليس على أساس مذهبها الشيعي. وفي المقابل، يتساءلون عن السر في فشل دول الخليج، ذات الغنى الفاحش، في المساهمة في تحقيق نهضة حضارية». خصوصا وأنني لاحظت أنَّ اسلوب المؤمنين بنظرية المؤامرة يكون من خلال أن ياتي على شيء أبيض ويدعي أنه أسود ومن ثم يُصدر فتواه على اللون الأسود، ما فات هؤلاء هذا لا ينطلي على من لم يُصب بعمى الألوان، ثم لا الأبيض سيصبح أسود في تلك الحالة، ولن يكون للرأي المطروح أي شيء من الصحة، ولذلك ما هو معنى تحقيق نهضة حضارية ووفق أي مقياس معياري يجب قياسه؟
فعلى مستوى دولة «الحداثة» وموقع المواطن فيها، كيف هو حال وضع المواطن في دول الخليج مقارنة بوضع المواطن في دولة الكيان الصهيوني مثلا، فكيف الحال بوضع المواطن في فرنسا أو أمريكا قبل أن نقول وضع المواطن في إيران أو المغرب أو الأردن بالنسبة للدول الملكية فكيف الحال في الجزائر أو السودان بالنسبة للدول الجمهورية؟!
أمّا على مستوى البنيان والصروح والشوارع والخدمات فهل موضوع أعلى مبنى وأكبر مدينة وأجمل مدينة هل يدخل من ضمن معيار الحضارة أم لا، فهل لإيران مكان مقارنة بدول الخليج.
ثم لماذا لم يأت مقالك على موضوع الحرب على الإرهاب والذي يشترك فيه الجميع إيران ودول الخليج مع أمريكا وفرنسا بالإضافة طبعا إلى المغرب وقد أصبحت التجربة المغربة في حربها على الإرهاب نموذجا يُحتذى حسب ما أعلن وزير الداخلية المغربي في آخر مؤتمرات الحرب على الإرهاب مما أذكر قرأت أحد تقاريره في جريدة «القدس العربي».
أنا أظن «عاصقة الحزم» في طريقة تكوينها كانت مثل طريقة الاستعداد لحرب عام 1973 والتي اشترك فيها حتى شاه إيران وقتها مع دول الخليج (الملك فيصل والشيخ زايد) لإنجاح مقاطعة بيع النفط لكل من يُعين الكيان الصهيوني في حربه، والتي سبحان الله رجع الخميني على طائرة فرنسية معززا مكرما من فرنسا، لقيادة الثورة على شاه إيران في نفس فترة توقيع اتفاقية كامب ديفيد في الولايات المتحدة الأمريكية مع الكيان الصهيوني من قبل محمد أنور السادات في عام 1979 في تبادل أدوار وتوقيت عجيب غريب سبحان الله.
ولذلك أول خطوة في مشوار الألف ميل للإصلاح تكون من خلال التأكيد على المثقف والسياسي والتاجر بالإضافة إلى رجال السّامري للدولة العميقة (الجيش والأجهزة الأمنية والقضائية) الاعتراف والتسليم والتعامل بجدية مع موضوع أنَّ الآلة أصبحت جزءا حقيقيا في الدولة ولا يمكن لأي موظف أن يستغني عنها في أداء وظيفته، حيث أنَّ آخر خلاصة جهود الحكمة البشرية، كانت العولمة بأدواتها التقنية وعلى الجميع الاعتراف والتعامل بواقعية مع الآلة وتقنيتها بأسلوب مهني ومحترف بداية من مناهج التعليم.
س. عبدالله