تعقيبا على مقال د. محمد جميح: سني إرهابي… شيعي يحارب الإرهاب
رأس حربة
لن أدافع هنا عن إيران، فلها من يدافع عنها، ولكن أود أن أناقش معك فكرة أن الشيعة عاشوا «على هامش التاريخ» وهم «التيار الأصغر أو الطائفة». وأنت، بهذا الوصف، تَشي، من دون انتباهة منك، إلى تعرض الشيعة للظلم على مدار عصور التاريخ، فيما أنت تريد اليوم أن تجعل منهم غولاً يفتك بالعرب السنة، وأنهم أداة أو رأس حربة لطهران وواشنطن.
أنا، مثلك، عربي حد العظم، وأعتز بكل ما هو عربي، القرآن العظيم، والنبي الكريم (ص) وسادة العرب أهل بيت النبوة. وإنما ينتسب الشيعة لهذا وليس لغيره، وانت تعلم ذلك، فلا معنى للغة الإقصائية للشيعة وهم لب العروبة وقلبها النابض، لأنهم ينتسبون لمن ذكرت، وكون إيران الشيعية دولة قوية في المنطقة لن يسوغ اتهام الشيعة العرب بالدوران في فلكها.
أما ما عبرتَ عنه بأن «المسلم السني إرهابي» وأن «المسلم الشيعي محارب للإرهاب» فأنا هنا سأدافع عن السنة لأنهم ليسوا إرهابيين وإنما الإرهاب مصدره وأدواته تيارات العنف المحسوبة على الإسلام السني. وأتفق معك أن المسلم الشيعي ضد الإرهاب وهو ضحية الإرهاب. وللأسف كان الشيعي مذبوحاً أكثر منه محارباً للإرهاب حتى هذه اللحظة. ولا علاقة لإسقاطك الوصف على طهران وواشنطن، فإن ذلك لن يحدث، لأن الود الظاهري بينهما لن يدوم طويلاً.
محسن عبود
تعقيبا على مقال عماد شقور: كفى ظلما لأوسلو… العيب فيكم
تحليل بعيد عن الشعاراتية
قد لا نتفق تماماً مع الكاتب، فالعيب كان أيضاً في اسرائيل، النخب القوية في المجتمع الاسرائيلي من الجيش والأحزاب السياسية ورجال الاعمال كانت في الواقع ضد الاتفاق لكنها التزمت الصمت بذكاء ودهاء لكي تنقض عليه في الوقت المناسب، وأخذت تتصيد الأخطاء من الجانب الفلسطيني لتقوم بذلك، هنا الكاتب محق : لقد وفرنا لهم من الأخطاء والمبررات اكثر مما توقعوا، بالتحليل السياسي العملي – وليس الانفعالي والشعاراتي – الانتفاضة الثانية كانت ضمن هذه المعطيات، القائد الرمز ياسر عرفات اعتقد ان الانتفاضة الثانية ستقلب الطاولة على الإسرائيليين وهذا أسلوب تميز به بكفاءة عبر تاريخه النضالي الطويل، لكن ليس كل مرة تسلم الجرة، من ناحية وبسبب الاتفاق التوازنات الإقليمية والدولية كانت أقوى منه بكثير حتى يستطيع التأثير عليها.
ومن ناحية اخرى لم يكن يعرف ان هجمات 9/11 الإرهابية ستقع بعد اقل من سنة من بدء الانتفاضة الثانية، والتي أعلنت خريطة جديدة للنظام الدولي ما زلنا نعاني من تبعاته حتى الآن، والكل يذكر مقابلة إيهود باراك الشهيرة على «بي بي سي» بعد دقائق من وقوعها وماذا قال عن الفلسطينيين لدرجة ان المذيع بدا عليه الامتعاض، لانه ينتمي إلى النخب إياها التي تمت الإشارة اليها . على جميع الأحوال الكاتب إلى درجة ما محق وينبغي الإشارة إلى صراحته وجرأته.
سعادة – الصين