تعقيبا على مقال غادة الشاويش: سبع سنبلات
الصدأ يعلو النفوس
كم أعشق قلمك وهو يعري الضمائر رغم أن النفوس قد ران عليها الصدأ. أهيم في قلمك الذي يستل مداده من دمائنا، ويجعل الكلام مقدسا إلى درجة السجود. عري النفوس ياغادة وأعطي الخيانة والجبن وطلب الراحة أوصافا أخرى لأن الأوصاف القديمة لم تعد تعطي المعاني. أرسمي بريشتك طريق رحلة الصعود إلى المجد، وأجعلي من الشهادة قيمة للحياة لا تدانيها متعة العيش. أفضحي عارهم وأثمهم ودعيهم بكلماتك يرونها ويلمسونها لمس اليد. دعي ضوء كلماتك تتمدد وتلف كل الأشياء بهدوء وتفضح كل ما يحاولون ستره. أسمعيهم جميعا صوت الأشجار التي تصرخ وتستغيث، وأجعلي الاحتجاج من حديد، ودعي شعور الهجرة دما بدل الدماء التي في عروقنا، علنا نتململ يعد عقود من التحنيط.
أريد منك ياغادة أن تسمعيني صوت بكائي أكثر مما اسمعه يوميا، لكن لا تسمحي لدموعي أن تنزل من عيني، أريدها أن تنزل في داخلي علها تجلي الصدأ الذي أصاب نفوسنا. أريد أن تشعلي النفوس ياغادة..
أريد الوهج الذي دفعني أنا وغيري في مقتبل الشباب للتطوع في العمل الفدائي الفلسطيني أن يغمر القلوب والعقول والنفوس، علنا نستعيد فلسطين والعراق وسوريا ولبنان وكل جزء بات سليبا. أرجوك ياغادة أستمري في عزفك، فعزفك عزف ناي عراقي حزين، فالحزن أصدق من الفرح لأنه يجلي النفوس. أوقدي نفوسنا يا زميلتي العزيزة فلا بد أن ننصهر فنندفع بقوة في جوف الظلمة التي نعانيها ونقول أشياء ما كنا نتصور أننا قادرون على قولها. مزقي قلوبنا بسكين الحق وحرقة الضمير فنحن بحاجة إلى أن نمزق عقولنا المحنطة.
شكرا لضميرك ياغادة.
د. مثنى عبدالله