تعقيبا على مقال د. بلقيس الكركي: اعتصام الجامعة الأردنية
تجهيل المؤسسة
كما أنّ المعرفة التي تقدّم خلال المحاضرة مشكوك أبداً في صحّتها لكثرة الفساد الممتدّ من البكالوريوس إلى الأستاذيّة، إذ لم تعد الشهادات والألقاب تعني بالضرورة القدرة على تركيب جملة واحدة مفيدة أو التعبير عن فكرة منطقيّة. وعن هذا قال ساخراً أحد طلبة الاعتصام الغارق في قراءات «خارجيّة» كي يحمي عقله من تجهيل المؤسسة: إنّ الأسهل على الجميع أن أدفع المبلغ وأعطى الشهادة سريعاً، فالمسألة تجارة وحسب، والمعرفة شيء خارج عن المؤسسة لأنّ أولوياتها مطابقة لتلك التي للدولة: أمنيّة استثماريّة.
احمد – الأردن
تعقيبا على مقال صبحي حديدي: الماغوط و«شعر»
مسيرة إبداعية
الغائب محمد الماغوط كان خيرَ مثال للكاتب الحق في مسيرته الإبداعية كلِّها، الكاتب الذي يُؤْثِر الكتابة على المجد العابر أينما حلَّ، والذي لا يقف إلا إلى جانب الحقِّ مهما كلَّفه هذا الوقوف، والذي لا تعني له الأنساب أو الأسباط أيَّ شيءٍ على الإطلاق.
صحيح أنّ الغائب محمد الماغوط لم يستطع أن يبني «سلطة الكاتب»، حينما كان «أهل السلطة» من شلَّة «شعر» يتشبَّثون بأذيالها كما يتشبَّثُ الغريقُ بِقَشَّةٍ. إلا أنه، على الأقلِّ، لم يرضخ لجحيم النظام الأسدي المافيوي الطائفي المجرم، كما فعل أدونيس في الكثير من مواقفه القديمة والحديثة، وفي الكثير من قصائده التي وصفها البعض بصفتي «تخريج المعنى» و«بُعْد المأتى»!!!
رحم الله من يكفيه فخرًا وشرفًا أنه انسحب من شلة «شعر» في اللحظة الحاسمة، وأنه شنّ على هذه الشلَّة هجومًا عنيفًا نابعًا من التزامه بشرف الكلمة، وإلى حدِّ التخلِّي عن أية ميّزة أو ميّزاتٍ «شعرية» منحتها له هذه الشلَّة.
حي يقظان
الفقرة الأخيرة من تعقيبي كانت على النحو التالي:
رحم الله من يكفيه فخرًا وشرفًا أنه انسحب من شلة «شعر» في اللحظة الحاسمة، وأنه شنّ على هذه الشلَّة هجومًا عنيفًا نابعًا من التزامه بشرف الكلمة، وإلى حدِّ التخلِّي عن أية ميّزة أو ميّزاتٍ «شعرية» منحتها له هذه الشلَّة. رحم الله من يكفيه فخرًا وشرفًا أنه قال قولته النبوئية يومًا: «الطغاة كالأرقام القياسية، لابد من أن تتحطم في يوم من الأيام».
ولا أعرف كيف اختفت الجملة الأخيرة منها.