تعقيبا على تقرير محمود معروف: انتهاكات في سجون المغرب

المجتمع المدني
تعرف السجون المغربية مشكل الاكتظاظ في الأساس، ومن المؤكد أنها ليست في مستوى صيانة كرامة السجين ورغم ذلك فإن الوضعية تتطور تدريجيا نحو الأحسن ولو بصفة نسبية فهنالك جمعيات من المجتمع المدني تقوم بمبادرات إيجابية تجاه السجناء كما توجد مؤسسة رسمية لدمج السجناء حيث يقوم بعضهم بمتابعة برامج في التكوين المهني، كما تتاح للبعض منهم متابعة الدراسة في جميع مراحلها إلى حدود الإجازة…
لقد انتهى عهد «تازمامارت» والسجون الرهيبة مع موت الحسن الثاني….ومن المؤكد أيضا أن المغرب ليس جنة لحقوق الإنسان فبالأحرى جنة لحقوق السجناء، لكنه في هذا الباب يوفر ظروفا للمغاربة لا تقاس بما توفره باقي بلدان العرب من تسلط في السجون وقصف للمواطنين وحصارهم وتجويعهم ونفيهم في الصحارى والفيافي.
(على سبيل المثال سجن الرئيس الجزائري أحمد بن بلة بعد انقلاب بومدين سنة 1965 مدة 15 سنة ولم يطلق سراحه إلا بعد وفاة مدبر الانقلاب؛ أما الزعماء التاريخيون لحزب البعث في سوريا فقد ظلوا في السجن في أوضاع مأساوية إلى أن وافتهم المنية) ولا شك أن مثل هذه المقالات حول المغرب تلهم القراء الذين يتمادون في نعت المغرب وأهله بشتى النعوت والأوصاف المشينة ولعل في ذلك تنفيسا يريح ذواتهم ويفرج عنهم في هذا الشهر المبارك الذي ينبغي أن يصوم فيه المرء وأن يصون لسانه.
هيثم