تعقيبا على مقال منصف الوهايبي: الشابي في قصيدة النثر
الجنة على الأرض
أبو القاسم لو عاد إلى الحياة ما عرف رأس العين وما وجد عيونها التي جفلت. ولتعجب لعدم وجود ماء في وادي المشرع المقابل لحيهم والذي كانت ترتوي منه الإبل حيث مستوى مائه يضرب يصل إلى حد بطونها.
توزر بعد الطوفان كانت نشأتها ولولا مياهها ما سكنها أحد حتى أن شاعر الحياة كان قد تغنى بما جعل منه الخالق كل شيء حيا «زُر توزر إن شئت رؤية جنة تجري بها من تحتك الأنهار» تلك الأنهار قد جفت ورُفع عنها الماء. فصارت الواحة الغناء يحترق نخيلها وجريدها وسعفها وتينها وعنبها وبرقوقها وإجاصها. أرض الواحة أصبحت عبارة عن خرسانة ترتع فيه الخنازير التي ما عرفتها واحات الجريد إلا بعد 1987. سكان توزر الأحرار منهم كما واحتهم يعيشون حرقة بعد أن بحت الأصوات بإرجاع الأودية إلى سالف جريانها.
بلاد الجريد وقرط أمي للميداني بن صالح والدقلة في عراجينها لخريف وكلاهما من الكوفة الصغيرة، مدينة نفطة، ويا حبذا ذاك الجنان الأخضر. واحاتها وينابيعها ذات المياه العذبة التي تجري على الرمال في الجداول تحت أعشاش النخيل، والعش من النخيل هو مجموعة من النخل ذات الصنف الواحد من التمر متصلة ببعضها من خلال جذع يجمعها، له ظلال وارفة. وعلى مصارف المياه، مقاسم كان قد أقامها بن الشباط.
في كل واد، وادي المشرع وادي عباس وادي الصابون وادي زبالة وادي الجرهمان وادي أجر وادي طوارق وادي البركة وادي باب بن جارو وادي التوانسة . . . ألهمت جميعها الشعراء والأدباء. ما عادت تلك الملهمات موجودة. لذلك وبعد أن نضبت الينابيع نشأت أجيال لا تعرف توزر فاندثر الشعر وما لف حوله. واشتد الحر في توزر حتى أنها وفي شهر الصيام احتلت المراتب الأولى من ناحية أشد المدن حرارة في العالم. وبات مجتمع توزر والجريد مجتمعا ليليا بعد أن عاش لملايين السنين مجتمع نهار، توزر العطش يقتل نخيلها.
حسان
تعقيبا على مقال محمد عبد الحكم دياب: وضع المسيحيين العرب
صوت الحق
صوت الحقيقة يحتاج دوما إلى اذن صاغية أما صوت الباطل فهو يرعد رعدا فيصم… حبذا لو أن المسيحيين يقرأون التاريخ بروية ويفصلون بين الشريعة وأصحاب الشريعة فكثير من الناس يخلطون بين تعاليم الدين المطلقة وبين تجارب المسلمين السياسية فيجعلون كل ذلك من الدين..
وحبذا لو أن المسلمين يتلمسون رسالة نبيهم الذي بعث مبشرا لا منفرا ورحمة لا نقمة وداعيا إلى الله لا قاضيا. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
عبد الوهاب – الجزائر