تعقيبا على مقال الياس خوري: سعيد عقل في مالطا
أزمات نفسية وحضارية
عندما تكون قويا الجميع يريد أن يكون جزءا منك وعندما تصبح ضعيفا لا أحد يريد أن ينتسب اليك. هذا هو الحال فقد كان العلماء المسلمون وغير المسلمين ينتجون ويكتبون باللغة العربية عندما كان وضع العرب الثقافي والحضاري في أفضل حال.
واليوم حتى من هم عرب أقحاح تجد كثيرا منهم ومنهم سعيد عقل وغيره يبحث لنفسه عن تاريخ وحضارة أخرى ينتسب اليها ويسوق المبررات التي هي خارج سياق التاريخ والحضارة ولا يمكن فهمها لأنها ليست الحقيقة بل هي ارهصات تأزم حضاري ونفسي لأصحابها، وكان المفكر سعيد عقل مثالا على ذلك، في النهاية لم يستطع ان يكون فينيقيا لبنانيا ولا عربيا لبنانيا بل نتاج تفكيره المأزوم حضاريا ونفسيا وفقد حضوره في الزحمة، وذلك أن تكون مفكرا لامعا ولكن بدون هوية واضحة (حضارية وإنسانية) يستطيع أن يتعرف عليك الآخرون، وهنا ليس لك خيار، إما أن تكون مع المكون الأكبر الموجود في مجتمعك أو أن تنسلخ وتنضم مع منظومة حضارية أخرى واضحة المعالم والهوية وليست حضارة مسخ لا لون لها ولا طعم ولا حضور.
وهذه هي السقطة وهذا هو حال عقل وحال مالطا المسكينة فهي لا غربية ولا شرقية وستظل على برزخها المتوسطي إلى أن يقرر أهلها من هم بشكل واضح.
عبدالرحمن النهدي
