تعقيبا على مقال صبحي حديدي: حسابات الهوة الفاغرة

الخروج من بوتقة التقليد
إنّ الفرنسيين على موعد هام في حياتهم السياسية ليحددوا نهج ومنهاج فرنسا القرن 21 لتخرج من بوتقة التقليد الموروث عبر الأزمنة السابقة والضرب على وتر الوطنية والأمجاد العسكرية وصفحات التاريخ التي كتبها زعماء فرنسا… فرنسا هذه المرة تختلف كثيرا عن ما سبق.
والدليل أنّ الفرنسيين بحكم طابعهم المميز عن بقية الأوروبيين في بعض المعاملات لم يركنوا يوما أن سايروا اليمين المتطرف ولم يحظ في حياتهم السياسية بكثير من إهتمام ولكن هذه المرة قد وصل باليمين المتطرف إلى الدور الثاني وبنسبة قريبة من «ماكرون».
هذا يعني أنّ فرنسا اليوم تختلف بفكرها ومعتقدها عن فرنسا أمس ولذلك ربما ستخرج هذه الإنتخابات الرئاسية بمادة لم تكن في الحسبان بل لم يصدقها حتى من هو في غمار معتركها…
وإن جنحت فرنسا إلى اليمين المتطرف نقول هذا شأنها الداخلي ولكن يعود عليها بالضرر السياسي مع بعض متعامليها حتى من داخل أوروبا.
وفي كل الأحوال لفرنسا سياستها ولغيرها ما يريد ولا يكون إلأ ما تريد…وعلينا أن نهتم بشأننا ونرتب أثاث بيتنا عوض أن نتركه لغيرنا ونهتم بغيرنا.

بولنوار قويدر – الجزائر