تعقيبا على مقال محمد كريشان: دولة اليمن الجنوبي عائدة
المجلس الانتقالي
الحقيقة هي ان التحالف عندما أتى لتحرير اليمن لم يجد على الأرض سوى القوى الانفصالية التي كان لديها حلم بطرد القوات الشمالية التي يعبرونها قوى محتلة للجنوب، لذلك انخرط الانفصاليون في عاصفة الحزم وحرروا الجنوب من الحوثي وقوات علي صالح. ووصل الأمر إلى اعتبار اي جندي شمالي في الجنوب هو تابع للحوثي وصالح وهو ما جعل الأمر لصالحهم وقاموا بتحرير الجنوب بأكمله من الوجود العسكري الشمالي.
لم يقف الحال عند هذا الحد بل أن القوات الانفصالية توقفت عند حدود الشطرين الشمالي والجنوب ورفضت التقدم نحو الشمال
وكانت شروطهم هي أن يمسك السلطة في الجنوب مسؤولون من الانفصاليين وهو ما تم بالفعل وتم تعيين محافظين للجنوب مقربين من الحراك الجنوبي على رأسهم محافظ عدن السابق وبقية محافظي محافظات الجنوب
بعد تحقيق هذا الشرط تحركت القوات الانفصالية وتعدت حدود الجنوب لتدخل الشمال وتحرر مدن كثيرة مثل ذوباب والمخا وغيرهما
والآن هي على مشارف مدينة الحديدة وكانت مستعدة لتحريرها لولا قرار الرئيس هادي بإقالة عيدروس الزبيدي الذي يعتبر الرمز الأول للإنفصاليين وهذا أثر بشكل كبير على المعركة المنتظرة في الحديدة حيث أن القوات الانفصالية التي تستعد لتحرير الحديدة رفضت التقدم بسب قرار اقالة عيدروس الزبيدي وطالبت بضمانات من التحالف بتسليم زمام الأمور في الجنوب من خلال الاعتراف بالمجلس الانتقالي الجنوبي ممثل للجنوب وهو ما وافق عليه السعوديون مكرهين.
حقيقة يغفل عنها المتابعون العرب للشأن اليمني، وهي ان القوى الوحيدة التي حاربت الحوثي وهزمته في الجنوب هي قوى انفصالية،
وفي الشمال فشل التحالف في تحرير المدن من الحوثي مما أدى بالتحالف للطلب من القوى الانفصالية بالتقدم نحو الشمال للمساعدة في تحرير المدن الشمالية وهو ما تم بالفعل.
نستنتج من كل ما ورد أن اليمن محررة الآن بنسبة 80 في المئة ومن قام بتحرير كل تلك المناطق هي القوات الانفصالية التي تعتبر القوة الوحيدة الموجودة على الارض والتي تمكنت من هزيمة الحوثي، وهي من تخوض المعارك ضد الحوثي في شمال اليمن على الرغم أنها قوات انفصالية تؤمن بإستقلال الجنوب، لكن قادة الانفصال يقولون إن مشاركة قواتهم في شمال اليمن هي مشاركة للتحالف العربي في مواجهة التمدد الإيراني في الدول العربية ومشاركتهم لا تعني تخليهم عن مطلبهم الرئيسي والوحيد وهو استقلال جنوب اليمن عن شماله واقامة دولة الجنوب المستقل.
محمد الحضرمي
تعقيبا على مقال إبراهيم نصر الله: ما بعد الشتات
الدرب الطويل
إن الشعب الفلسطيني كان قولا وفعلا طائر عنقاء قام من رماده ونضاله ضد أشرس هجمة استعمارية استيطانية عنصرية، وهو أسطوري على الصعد المختلفة: مقاومة مسلحة ومقاومة سياسية وفنية وادبية، وما انتجه الفلسطينيون من ادب وفن هو جزء هام من أدب تغنى ويتغنى به العرب من الخالدي إلى ادوارد سعيد ومحمود درويش وجبرا ابراهيم جبرا وغسان كنفاني واميل حبيبي وفدوى وابراهيم طوقان وابراهيم نصر الله وهذا فيض من غيض. ان فلسطين تسري في شرايين كل عربي وكل نجاح فلسطيني هو نجاح للعرب جميعا وخيبة امل للمستعمر الصهيوني، والدرب طويل، ولكن كلما سرت عليه بات أقصر.
أحمد – سوريا