تعقيبا على محمود معروف: التقرير حول تعذيب المعتقلين في المغرب
مصداقية العدالة
هذا التقرير كان ضربة قاضية للقضاء في المغرب بحيث وضعه أمام الامر الواقع بما لا يضع مجالا للشك في تعذيب المعتقلين حيث أكد الخبيران المختصان في الطب الشرعي – وتم تعيينهما بموافقة المخزن – أكدا تعرض النشطاء للتعذيب اللفظي والجسدي زيادة إلى الاهانات والتهديد والتوقيع على محاضر دون السماح لهم الاطلاع عليها، وهذا في حد ذاته يسقط كل الاتهامات الموجهة لهم على أساس أن ما بني على باطل فهو باطل.
ومن هنا يأتي الحرج بل أن مصداقية العدالة في المغرب بعد هذا التقرير أصبحت على المحك أمام العالم وهي التي تطالب هولندا بتسليم أحد المطلوبين لديها منذ 2010 وهو أحد ممولي حراك الريف وهذا التقرير قد تستغله محامية المتهم -شعو- وتتخذه حجة للضغط على القضاء في هولندا بعدم تسليم موكلها لعدم نزاهة العدالة في المغرب، خاصة اذا لم يأخذ القضاء المغربي ما جاء في التقرير بعين الاعتبار ومتابعة الجلادين الذي ذكر بعضهم بالاسم الصريح.
وجاءت صدمة المخزن الذي لم يكن يتوقع أن ينشر التقرير قبل اجراء التعديلات عليه بما يتناسب وما كان يروج له من تطور لحقوق الانسان في المغرب، وقد يؤثر كذلك على اللجنة التي شكلها الاتحاد الافريقي مؤخرا لتقييم حقوق الانسان في الصحراء الغربية، ومن هنا كانت الضربة مؤلمة جدا.
الهادي الغربي