تعقيبا على مقال صبحي حديدي: جماهير محمود درويش
حضرة الغياب
مميزة العلاقة التي نشأت بين الشاعر درويش والناقد حديدي، خاصة أنها في البداية لم تكن ودية تماما. لكن المهنية والكفاءة في الحرفة لكل منهما فرضتها صداقة وليس العكس، وهذا ما يميزها عن أصدقاء درويش الآخرين والذين لم يكونوا كثيرين. بالمناسبة لا يتعدوا أصابع اليد الواحدة، يصف درويش في « في حضرة الغياب » برهة الصحو من التخدير في المستشفى وتذكر الأصدقاء ويبدأ في تعدادهم، فلان وفلان وفلان وصبحي.
لكن ايضا ما يهمنا كقراء لو كانت مقالة الناقد الاستاذ في الذكرى التاسعة لوفاة درويش أكثر تخصصا وعمقا لأحد النصوص الدرويشية كتدليل عملي يدعم به رأيه بان درويش شاعر كوني.
سعادة – فلسطين – الصين
تعقيبا على مقال واسيني الأعرج: الكتابة في ظل اليأس العربي؟
انهيار اللغة
يمُر الكاتِب في أركان اوطاننا العربية بحالة (الغُربة والكآبة) الناتجة عن القيود الموضوعة أمام شفافية الكلمة، صراحتها وقدسيتها بل هناك أيضا كُتاب محسوبون على السلاطين وبلاطهم، يكرِرون ما مُليَ عليهم، فأصبحوا ببغاوات، وآلات تسجيل تُردِد صدى.
ومع التطور التكنولوجي (الديجيتال) وفوضى صفحات التواصل الاجتماعي، أصبحت أوراق الصُحف تُستعمَل لتغليف الزجاج او تنظيف النوافذ، فانهيار اللغة ومفرداتها أصبح موضة وتحديثا، ولَمْ يعُد الإنسان العربي يهتم بما يحدُث حوله، او تحته
فكثرة الأحداث وتوابعها، غيرت اتجاه مزاجه الفكري، وأثرت على حسه الوطني، ومنها اللغة والانتماء فالفراغ بين الواقع المرير الذي يمُر به الوطن العربي، واجتياح الثقافة الدخيلة الخارجية، جعلاه يختار رفاهية الفكر.
مازن- أمريكا