تعقيبا على مقال صبحي حديدي: ونوس… بواكير ما قبل السياسة
الفيل يا ملك الزمان
سعد الله ونوس كاتب مسرحي فذ، ترعرعنا على أدبه ومسرحياته النقدية الجريئة كمسرحية مأساة بائع الدبس الفقير الذي ينتقد فيها تسلط المخابرات صراحة على حياة البسطاء في سوريا، وهذا جلب له غضب النظام مبكراً ولم يشفع له كونه علويا من طرطوس (حصين البحر) إلا أن -في اعتقادي-أجرأ مسرحياته السياسية كانت مسرحيتي: «الفيل يا ملك الزمان» (1969) و»الملك هو الملك» (1977) للحقيقة فقد اهتم النظام الأسدي به ولكن بعد أن تيقن – كعادة النظام مع كل المثقفين المشاكسين – أن مرضه عضال لا شفاء منه (سرطان الكبد) فأرسله للعلاج إلى فرنسا ولكن المرحوم آثر الموت في وطنه سوريا فعاد يستكمل العلاج في دمشق حتى وافته المنية في شهر إيار 1997. رحم الله سعد الله ونوس الذي كان وطنيا مخلصا حمل هموم وطنه العربي وعكسه في كل مسرحياته.
وسوريا كانت رائدة في المسرح في العالم العربي منذ مسرح أبو خليل القباني، وقد عرف المسرح السوري فنانين من طراز رفيع كالأخوين جبر، والمسرح الحر لعبد اللطيف فتحي (أبو كلبشة)، وشخصيات مسرحية كان لها دور متميز في المجتمع السوري كأنور البابا (الذي جسد شخصية ام كامل الشعبية في الإذاعة السورية لفترة طويلة في الخمسينيات والستينيات).
فارس