تعقيبا على مقال إبراهيم نصر الله: أخطاء طبية أم جرائم واسعة الانتشار
ضعف الإنسان
بعد سنين طويلة من عملي كطبيب إقتنعت أن الإنسان أضعف من الذبابة إذا هدَّه المرض . و عندما يصاب الإنسان بصحته ، كلّ واحدٍ منّا وأهله و محبيه يصابون بالقلق الشديد، ويصبح واجب الطبيب والآخرين ممن يشتركون برعاية المريض تخفيف أثر إعتلال صحته على المريض و عائلته ، و العمل بكل صدق و إخلاص نحو ذلك . هنا تأتي عوامل كثيرة متشابكة قد يكون لا حصر لها ، و منها البيئة المحلية و ثقافتها _ ذاك أمرٌ يقود إلى أن يستغرب بعض الأطباء الجدد الذين يقدمون للعمل في الدول المتقدمة كأوروبا و أمريكا من حجم الشكاية من الخدمات الطبية مع توفر كل الإمكانيات المادية . هنا يجب ذكر أن الرعاية الصحية تحتاج إمكانيات مادية و بشرية، كثير من بلدان العالم الثالث مع شديد الأسف لا تستطيع توفيرها . لا يوجد شك أنه توجد الكثير من المثالب و النواقص في نظام الرعاية الصحية في بلادنا ، و تقع أخطاء لشديد الأسف . بعض هذه الأخطاء تظهر هكذا فقط عند النظر الى النتيجة النهائية ، غير أنها في وقتها بالنسبة لمن إرتكبها ما إعتقده بناء على ما يملك من خبرة «طريقة في العلاج» إن ، و ذاك شرط مهم ، وافقه جزء معتبر من الجسم الطبي .
يبقى واجب الطبيب العمل بكل إخلاص لأداء واجبه و تحكيم الضمير دائماً.
إِنَّ الطَبيبَ بِطِبِّهِ وَدَوائِهِ
لا يَستَطيعُ دِفاعَ مَكروهٍ أَتى
ما لِلطَبيبِ يَموتُ بِالداءِ الَّذي
قَد كانَ يُبرِئُ جُرحَهُ فيما مَضى
ذَهَبَ المُداوي وَالمُداوى وَالَّذي
جَلَبَ الدَواءَ وَباعَهُ وَمَنِ اِشتَرى
د محمد شهاب أحمد / بريطانيا