تعقيبات

حجم الخط
0

تعقيبا على مقال صبحي حديدي: أفريقيا وعرب عبد الناصر

تجارة العبيد
من غير الموضوعية اختزال العلاقة بين العرب والأفارقة في تجارة العبيد. وبوسع الكاتب الاطلاع على مراجع تتناول دور العرب في بروز تمبوكتو كمركز اشعاع ثقافي وحضاري في غرب أفريقيا ، أو دور دولة المرابطين والتي تعود أصولها إلى غرب أفريقيا وحكمت شمال أفريقيا، وساهمت في انقاذ الأندلس عبر معركة الزلاقة وانهاء حكم ملوك الطوائف.
و في شرق افريقيا، لا أعتقد أنه سيكون من الموضوعية وصف علاقة العرب مع الصومال أو الهرر في أثيوبيا بعلاقة السيد والعبد.
طبعا لم تكن العلاقة دائما مثالية ويمكن استحضار تجربة السعديين في المغرب الأقصى حيث مثل حكمهم الذي تزامن مع بداية تجارة الرق مع أوروبا وجعل من نهب ثروات غرب أفريقيا وتجارة العبيد المورد الأساسي للدولة، أكبر إساءة في تاريخ العلاقة بين العرب والأفارقة.
بالنسبة لعبد الناصر، يجب وضع الأمور في سياقها التاريخي. حركات التحرر الإفريقي كانت نتيجة حتمية لانهزام فرنسا في الحرب العالمية الثانية واضطرار بريطانيا لتفكيك ما تبقى من امبراطوريتها في إطار إعادة تشكيل النظام الدولي الجديد.
وقد حاول عبد الناصر بتوجيه من حسنين هيكل استغلال الوضع لتحقيق مكاسب سياسية لمصر، واستطاعت مصر فعلا تحقيق مكاسب مهمة كإقامة نظام تابع لها في ليبيا ساهم في حماية الحدود الغربية لمصر وتجلت أهميته الآن بعد انعكاس فوضى ليبيا الحالية التي سمحت بها خيبة مصر على الأمن الداخلي لمصر.
محمد ادريس

تعقيبات

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية