تعقيبا على مقال الياس خوري: العمارة في زمن الدمار العربي
قاطرة التقدم
مشكلة العالم العربي ليست الاستبداد، بل إطالة وتكريس التخلف عن طريق الاستبداد. فسبب المأساة بالنهاية هو التخـلف.
يشكل الاستبداد مرحلة انتقالية قد لا يمكن تفاديها في الطريق نحو محاربة والقضاء على التخلف. وتجارب كل القوى العظمى على مدار التاريخ تؤكد أن كلها تشكلت عبر مراحل شكل الاستبداد أولها.
و على علاقة بموضـوع اللـغة والأدب، يـشكل النهـوض بالـلغة عبر ترجمة كل العلوم الحديثة بدون استثناء للـغة الأم الوسـيلة الوحيدة لمحاربة التخلف بل والمساهمة في تقدم الحضـارة الإنسانية، وهو مسار يتطلب مشاركة جيلين على الأقـل، يقوم خلالها الجـيل الأول بنـقل كـل العلـوم إلى اللغـة الأم، بينما تتركز مهمة الجيل الثاني على تنقيح ما تم نقله واستيعابه ثم التفـاعل مع كل ما يستجد في كل ميادين العلم والمعرفة، وبالتوازي مع ذلك يتم ارساء أسس الانتاج العلمي المحلي وتوظيفها لخدمة ورقي المجتمع وتوفير سبل مواجهة أي محاولة للهيمنة الخارجـية.
كما أن من شأن ذلك أن يساهم في النهوض بالحركة الأدبية، التي تصبح وسيلة لإظهار الثقة بالنفس المكتسبة، تربط الماضي بالحاضر وتتطلع إلى المستقبل بتفاؤل، ولا تظل أسيرة للماضي فقط.
و خلال هذا المسار، تشكل كفاءات وقناعات وقيم القيادات التي يقع على عاتقها السيطرة على الهيمنة الخارجية أو تحييدها، العنصر المحدد في نجاح او فشل المشروع برمته.
محمد ادريس