تعقيبا على مقال هيفاء زنكنة: لماذا لا تصدر المرجعية الشيعية فتوى لتحريم الفساد؟
الطبقة الطفيلية
حديث السيدة هيفاء عن السادة يثير شجونا وجدالا قديما حديثا تمحور حول كتاب حنا عن الطبقات الاجتماعية في العراق، حيث أصر بطاطو على اعتبار السادة ورجال ووكلاء المراجع طبقة اجتماعية مكتملة الأركان، وثارت ثائرة اليسار والشيوعيين في الغرب قبل الشرق، كيف يجرؤ بطاطو هذا على مراجعة المقدس الشيوعي في تعريف الطبقات واختزالها إلى الاقطاع والبرجوازية والعمال الخ؟. إصرار بطاطو على موقفه أظهر رؤيا تاريخية ثاقبة عند الرجل سابقة لأقرانه.
ويا ليت ينظر هؤلاء إلى الوضع الاجتماعي في العراق الآن ويرون بالعين المجردة أن طبقة السادة هذه تشكل أحد أهم الركائز الاجتماعية للحكم الذي أقامه الاحتلال الأمريكي.
الملاحظة الثانية التي يحفزها المقال : هناك من يتنطح في محاولات تبريرية عن خاصية فريدة للمجتمع العراقي الجنوبي، باسم «دولة اللادولة»، والبعض يعتقد أنه اكتشاف مذهل في حقل علم الاجتماع الكوني!
والمقال يكشف ببساطة ووضوح كامل أن اللادولة المزعومة هذه ما هي الا أداة بصياغة دينية لاستمرار الهيمنة الطبقية الطفيلية على مقدرات المجتمع وقواه المنتجة الحية، وعندما نزيح الزبد عن ما ينفع الناس نرى هذه «اللادولة» لا تختلف كثيرا عن طبقات رجال الدين ما قبل الثورة الفرنسية انما بامتدادات هيمنة إقليمية، ان صمتت المراجع اليوم عن طبقات الفاسدين والناهبين يشبه نطقهم دفاعا عن الاقطاع وناهبي الأرض بعد قانون الإصلاح الزراعي بعدة ثورة 14 تموز.
عندما افتى المرجع الأعلى حينها ان الصلاة في الأراضي «المغصوبة» لا تحل.
ابو امير الزيدي