تعقيبا على مقال د. عبد الحميد صيام تشخيص لعلل العالم العربي من منظور دولي
شفا الانهيار
من وجهة نظري أن علة العالم العربي هم الأشخاص الذين باعوا القضية الفلسطينية عام 1948م وذهبوا إلى فلسطين وتحاوروا مع المجاهدين والفلسطينيين للانسحاب والمواجهة من أمام إسرائيل ومن يقرأ التاريخ يعرف من أقصد بالتحديد، ثم باركوا أوسلو وكامب ديفيد وغيرها.
العالم العربي يزخر بعلماء وكتاب ومثقفين واجتماعيين وتربويين يستطيعون في أقل من ثلاث سنوات أن ينهضوا ببلد أو بلاد عديدة في سنوات قليلة جدا وهم لا يقلون عددا عن الغربيين، إلا أن المتصهينين العرب للأسف الشديد بيدهم موضع القوة والحكومة والجيش والشرطة في أيديهم ويريدون التنكيل برجال الثورة والزج بهم في السجون وتكميم أفواههم وحجب قنواتهم وتشويه سمعتهم.
هناك ثلاث فئات لا تصلح لحكم الشعوب : الملوك وأشباه الملوك ومطبلو الملوك، والعساكر.
الأنظمة العربية برمتها على شفا حفرة من الانهيار، ولكن كثيرا من قياداتها التي يتطلع لها الشباب والفتيات في السجون فهم يواجهون الإهمال الطبي أو التعسفي أو التعذيب أو القتل الممنهج لتصفيتهم، فإما أن يصل الوضع لصدام مميت فلا الحكومات ستتنازل عن مناصبها، وإما قتل وتشريد وتدمير على مستوى كبير في المدن والقرى والأرياف وعلى المجال التعليمي والتربوي والاجتماعي والثقافي والفكري.
ترامب يقود العالم بأفكاره لحرب شرق أوسطية جديدة كلما اقترب ملف مساءلته عن تدخل بعض الدول في الانتخابات الأمريكية. لكن الشرق أوسطيين سيجدون أنفسهم في متاهة وضياع بعد استنزاف كل طاقاتهم وثرواتهم ومدخراتهم، فهل يتعظون من تواريخ الأمم السابقة؟
الحضرمي