تعقيبا على مقال صبحي حديدي: أمريكا وباكستان… أبعد من كريكت عمران خان
إنهاء التبعية
وهل تستطيع الرياض أن تتصرف بدولار واحد دون إذن الولايات المتحدة الأمريكية؟
إذا كانت علاقات باكستان غير طيبة مع الولايات المتحدة فهي حتما ليست على ما يرام مع السعودية.
التغير الجيوسياسي الأبرز الذي يحدث حاليا في باكستان هو إنهاء تبعيتها لأمريكا عبر تحالفها مع الصين.
والتحالف بين باكستان والصين يرجع أساسا لعداوتهما المشتركة مع الهند.
وقد لعبت باكستان دورا مهما في تطبيع العلاقة بين أمريكا والصين خلال الانشقاق الصيني السوفييتي.
كما ساهمت العلاقة بين الطرفين في تنسيق الدعم الصيني للمجاهدين الافغان خلال الغزو السوفييتي لأفغانستان ومنع انتقال فوضى الجهاد الأفغاني إلى غرب الصين.
و قد ظلت العلاقة بين باكستان بالصين ثانوية مقارنة بعلاقات تبعية باكستان لأمريكا. ولكن بدأت طبيعة العلاقة تتغير مع انتقال فوضى الغزو الأمريكي لأفغانستان إلى داخل باكستان دون أي مراعاة لمصالح باكستان.
و قد أدى انشغال امريكا بحرب العراق ثم تبعات فشل ربيع أوباما العربي في سوريا إلى منح الفرصة للصين وباكستان من أجل توطيد العلاقة بينهما.
وهو ما توج بالاتفاق على إنشاء الممر الاقتصادي الصيني في باكستان والذي سيمنح الصين منفذا بحريا يربط مباشرة غرب الصين ببحر العرب مقابل استثمارات ضخمة للصين في البنية التحتية لباكستان وفتح السوق الصيني أمام باكستان ودعم سياسي وعسكري لمواجهة أي تدخل غربـي في شـؤون باكسـتان.
و مع الوضع الجديد أصبحت باكستان في غنى عن أحزاب ترفع شعار الإسلام السياسي، فمع الدعم الاقتصادي الصيني أصبحت باكستان في عنى عن أموال السعودية وجيء بحزب خان لتدبير شؤون المرحلة.
وأول آثار إعلان انشاء هذا الممر الاقتصادي هو وقف الحرب على بورما والتي كانت تستهدف المنفذ البحري الذي يربط جنوب الصين براخين ببورما والتي كانت ستقذف بمسلمي بورما كحطب لصراع لن يحقق أي مصلحة استراتيجية لأمريكا.
وكنتيجة لذلك تم ايقاف مخطط الزج بماليزيا في هذا الصراع وتم اسقاط حكومة نجيب عبد الرزاق ووقف توغل الحركات الجهادية المرتبطة بالمخابرات الغربية والعربية بماليزيا والاستعانة بمحمد مهاتير من أجل محاولة انقاذ ماليزيا كالدولة الإسلامية الوحيدة التي تتبع لأمريكا وتملك نموذجا اقتصاديا وتنمويا ناجحا.
و قد أفقد التحالف بين الصين وباكستان ايضا محاولة استهداف إيران عسكريا أو عبر العقوبات من أي مغزى.
محمد ادريس
تعقيبا على مقال زياد ماجد: سوريا… نظام التعفيش وابتلاع الجثث
محاكم التفتيش
إن القلب ليتفطر والعين لتدمع على حال الشعب العربي السوري الذي وصل إليه من قتل وتهجير وتشريد ومعتقلات اتصفت بالوحشية والقسوة التي يندى لها الجبين، تقف أمامها محاكم التفتيش في القرون الوسطى متواضعة، بل منتجعات لما جرى ويجري في سوريا الأبية.
العقود الماضية التي اتصفت بالاستبدادية والاستعبادية انشأت أجيالا كل ثقافتها ومبادئها وكأننا في عصر القرامطة بل أشد هولا وفظاعة!!!
هل تعود سوريا إلى سابق عهدها قبل أن ينقض عليها الحزب الفاشيستي والذي عاث فسادا وخرابا ليس في سوريا وحدها. بل امتدت إلى دول الجوار وكان الأردن ممن أصابه الكثير.
محمد سعادة- الاْردن