تعقيبا على مقال الياس خوري: داعش ومهاوي الانبعاث

حجم الخط
0

إنها فعلا ظاهرة تستعصي على الفهم إذ نبقى مشدوهين و نحن تطالعنا مجازر داعش التي تعتمد على أشنع طرق القتل من ذبح و إعدامات بالجملة و كأنها تطبق سياسة الصدمة و الرعب ضد كل من يرى هذه المشاهد التي تتعمد توثيقها وبثها كي تحصل على أثر مضاعف لجرائمها في نفوس الخصوم. كما تذكرنا بهجمة التتار على عاصمة الخلافة في بغداد.
على أن الفرق هو أن الخليفة البغدادي هو الذي يقف على رأس التتار الجدد في هجومهم على نفس المنطقة التي كانت مجال توسع التتار السابقين.
على أن الفرق الحاسم هو أن الغزاة الأول و قد خرجوا من سهوب البداوة في آسيا في شكل إعصار مدمر لم تلبث شدته أن خفت بعد هزيمتهم على يد المماليك في عين جالوت بل ما لبثوا أن دخلوا في دين الله أفواجا بعد أن أوشكوا على القضاء على الوجود العربي و تدمير معالم الحضارة الإسلامية. في حين كان التتار الجدد بسلوكهم الهمجي يخرجون من دين الله أفواجا و يرسمون صورة قاتمة للإسلام خاصة لمن لا يعرفه فضلا عن تقديمهم مبررات جديدة لتشويهه من قبل أعدائه.
هادي بودربالة- تونس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية