نعم لحديث الدكتور، لكن بحدود . نعم التواصل العالمي هام وجوهري ،ووجد لا ليقطع دون حسابات . والمفتاح هو كلمه « تواصل «. لقد حشد ماسمي بالتقدميين حناجرهم والجماهير العامه نحو «التقوقع» وضد «التواصل» مع العالم المتمدن الديمقراطي وفتحوا افواههم، ولا اقول عقولهم ضد كل من له بعد نظر ورؤية مطلة على القوى العالمية، واتهموهم ظلما وجهلا، بكل التهم؛ وياحبذا يسجل المؤرخون اعترافات «بعض زعماء التقدميين» بقصر النظر آنذاك !
لو تواصلنا مع ما كان يسمى حلف بغداد بسوءاته، وأعطيت الفرصة للمسؤولين للتواصل معه، لحفظت مصالحنا مثلما جنت تركيا من الصدارة مع دول الحلف، وربما حيد قتلة الهاشميين في دمويه تموز 1958، وربما منعت اسرائيل من احتلال اراضي الضفة الغربية لنهر الاردن -عضو في الحلف؛ لو تواصل عبد الناصر مع أمريكا آيزنهاور، لكانت مصر دولة مركزية معتمدة لهم وللعرب في المنطقة، ولما أخذت اسرائيل بعد ذلك وبعد فرصة الغضب عليها لحملة السويس على مصر، ومن امريكا دور الحليف المصان في منطقتنا بعد ذلك ؛ لو تواصل العراق مع العالم الغربي وكان لقيادته بطانة ذات بصيرة، وسمع نصيحة بعض المعتدلين العرب فربما عرف جدوى الدخول في الصراع مع الجوار!
إنها « لو» كبيرة، بعد دخول الفأس في الرأس! وتبقى الحكمة الإتعاظ بدروس التاريخ لمنع تكرار شرور قصر النظر . أتوقع أصواتا تغضب من هذا القول إذا مازالت تغمض البصر والبصيرة عما جرى لنا، لكن هذه قراءة وإجتهاد فيه نصيب . والظرف الحالي في المنطقة، يملي إعاده قراءه دروس الماضي.
د. بسام الساكت ـ الأردن