تعقيبا على مقال صبحي حديدي: دماء اليمن ولعاب ترامب
استراتيجية التأزيم
إن أزمة اليمن تطرح بشكل مأساوي قضية أخلاقية جد عويصة . هل ولا بد من هذا الثمن الباهظ أخلاقيا الذي يؤديه المدنيون الأبرياء من أجل تفادي سقوط اليمن في يد ايران، عبر عملائهم الحوثيين. الم يكن أجدر للسعودية أن تتبنى استراتيجية عسكرية أخرى عبر التعويل على الطيران الذي يكبد خسائر فادحة في أرواح المدنيين، دون ضمان نصر محقق على العدو العسكري؟ لقد أبانت نتائج هذه الحرب عن قصور الخطة العسكرية السعودية بل على سفهها الأخلاقي. كان عليها الأخذ بالحسبان ان الحرب لا يمكن ان تحسم الا بتدخل بري، وهذا ما لم ترد أن تجازف به. أن هذا الخيار، رغم المخاطر التي يتضمنها لا بد للسعودية أن تقدم عليه، أولا لمحو الآثار المدمرة التي خلفها استعمال الطيران بشكل مفرط، وثانيا لأنه الخيار الذي يوفر أكثر حظوظ النجاح في وقف هذه الحرب المدمرة والباهظة الآثار على كل شعوب المنطقة. ويبقى الخيار الأفضل طبعا هو جنوح الأطراف المعنية الى حل توافقي، وهو خيار، مع الأسف، مستبعد جدا نظرا لتصلب الأطراف المعنية، وخصوصا الفرقاء المعادين للشرعية لكونهم مرهونين لأجندات إيران التي تعتمد على استراتيجية التأزيم واللعب على التناقضات في المنطقة العربية، متماهية في ذلك مع مخططات أطراف دولية واقليمية منشغلة الآن على تصفية حسابات تاريخية مع الأمة العربية والإسلامية.
ابو ياسين عبد الرحيم-المغرب
