تعقيبا على مقال سعيد يقطين: المجتمع والثقافة الاجتماعية
التثقيف الجماهيري
يا سلام يا أستاذ يقطين على هذا المقال الإعلامي بامتياز وسؤالك الأخير هو الأبلغ، وأنا أقول بأنه لا يوجد فرق كبير بين المقارنين. وذلك لسبب أساسي أرجو أن اكون صائبا في تحليله: في علم الإعلام يقول العالم ابراهام مول إن كل مجتمع ينتج علماءه، وفنانينه، ومبدعيه، ولكن كذلك ينتج أيضا مجانينه ومرضاه، وسفهاءه.. والفرق بين المجتمعات هي في هذه النسب، فما ينتجه مجتمع مثل السويد مثلا من نسب من مثقفين وعلماء ومختصين.. أكبر بكثير مما ينتجه الصومال مثلا أو ليبيا او سوريا او مصر، لأن المشكل الأساسي في ذلك هو وسائل الإعلام، اي أن وسائل الإعلام التقليدية من مهمتها في الأنظمة الديمقراطية أن تعيد انتاج الإبداع عن طريق بثه إلى المجتمع ككل في عملية تثقيف جماعية دون تدخل الدولة والرقيب، وبذلك يقوم المجتمع بإنتاج المزيد من الإبداع لأن هناك تراكما ثقافيا جماهيريا يدفع إلى القراءة والاطلاع، أما في العالم العربي فالدورة الإعلامية تدخل في عنق زجاجة تدخل السلطة ومراقبتها وإجراء عمليات تصفية لكل ما يخالف تسلطها وعليه فإن عملية التثقيف الجماهيري تصبح ضحلة جدا، وبالتالي لا يوجد تراكم ثقافي يدفع الى القراءة والاطلاع فيعم التسطح بل والأمية الثقافية، وهذا ما نلمسه اليوم في الوسائل الرقمية التي باتت جدران مراحيض رقمية كون المستخدم ينضح كالإناء بما فيه.
أحمد – سوريا