تكنولوجيا جديدة للاتصال عبر الانترنت تنقل الشخص من مكان إلى آخر

لندن ـ «القدس العربي»: تمكنت شركة «مايكروسوفت» العالمية من تطوير تكنولوجيا جديدة قد تُحدث تغييراً ثورياً وجذرياً في الاتصالات التي تتم عبر الانترنت، إذ بات في مقدورها أن تنقل الأشخاص من مكان إلى آخر بشكل شبه حقيقي، وهي التكنولوجيا التي يبدو أنها ستكون الجيل المقبل من الاتصالات والتفاعل عبر الانترنت.
وخلال السنوات الأخيرة أصبح الانترنت وسيلة فعالة لإجراء الاتصالات بالصوت والصورة، بما في ذلك عقد المؤتمرات والندوات، والاجتماعات.
ويحمل ابتكار «مايكروسوفت» الجديد اسم «هولوبورتيشن» وهو يتألف بشكل أساسي من كاميرات ثلاثية الأبعاد عالية الدقة، ونظارات خاصة بالوقع الافتراضي بما يجعل التواصل بين الناس يشبه الحقيقة، وينقلهم عبر «الواقع الافتراضي» من مكان إلى آخر.
ويتيح نظام «هولوبورتيشن» للمستخدم أن يرى ويسمع ويتفاعل مع الآخرين، الموجودين في أي مكان في العالم، كما لو أن الطرفين موجودان في المكان نفسه.
ويعتمد الابتكار على كاميرات ثلاثية الأبعاد تلتقط وتسجل حركات المستخدم وتبني مجسما متكاملا ثلاثي الأبعاد له، وبعد ذلك يتم ضغط البيانات الرقمية وإرسالها إلى الطرف الآخر، حيث يتم تشكيلها من جديد على هيئة نموذج متحرك ثلاثي الأبعاد للشخص الذي تم تصويره بالكاميرات ثلاثية الأبعاد.
ويحتاج الطرف الآخر حتى يرى المجسم المتحرك للشخص الأول، إلى نظارات الواقع الافتراضي مثل تلك التي تنتجها مايكروسوفت وتدعى «هولولينس» أو تلك الخاصة بشركة «إتش تي سي» وتدعى (Vive).
وخلال إجراء محادثة في الزمن الفعلي فإن نظام «هولوبورتيشن» يسجل كل تفاعلات المستخدم ويرسلها إلى الطرف الآخر في مكانه ليبدو الأمر وكأنه تفاعل حقيقي وليس افتراضيا.
وعرضت شركة مايكروسوفت خلال تقديم الابتكار الجديد كيف تمكن شهرام إزادي، وهو أحد القائمين على مشروع «هولوبورتيشن» من نقل «المجسم الحي» لابنته إلى غرفته والتفاعل معها بشكل افتراضي قريب جدا من التفاعل الحقيقي.
وفي الوقت الذي تشهد فيه الاتصالات عبر الانترنت تحولات ثورية، فإن بعض الدول العربية لا تزال تحظرها حتى اللحظة، وتمنع مواطنيها من استخدامها، كما هو الحال في السعودية والإمارات. وكانت هيئة الاتصالات السعودية أعلنت حظر الخدمات المجانية للاتصالات المقدمة من التطبيقات المختلفة، وذلك في إطار خططها لوقف كافة خدمات الاتصالات المرئية أو الصوتية والتي تعمل دون الحصول على تراخيص داخل المملكة.
وقالت الهيئة إن هذا الإجراء يأتي بعد شكاوى من شركات الاتصالات المرخصة داخل البلاد، وهو ما يعتبر السبب الرئيسي وراء قرار هيئة الاتصالات بحظر التطبيقات التي تقدم خدمات مجانية في الاتصالات داخل حدود المملكة، حيث أن وسائل الاتصال هذه قد تؤدي إلى خسائر تصل إلى مليارات الدولارات سنويا.
وأكدت الهيئة أن الحظر يشمل تطبيقات «واتساب» و»فيس تايم» إلى جانب التطبيقات التي تقدم خدمات مكالمات الفيديو أو المكالمات الصوتية بشكل مجاني.
يشار إلى أن ثورة الاتصالات عبر الانترنت أحدثت تأثيرات كبيرة على الحياة الاجتماعية في مختلف أنحاء العالم، حيث ساهمت تكنولوجيا الإتصال في خلق مفاهيم جديدة لم تكن موجودة من قبل على المستوى الاجتماعي، ومن أهمها المجتمع الافتراضي الذي يُعتبر عالماً خاصاً ومميزاً للغاية فهو يسمح بانتقال المعلومات ونشرها بين أبناء المجتمعات ووفرت الوقت والجهد وفتحت أبواب التواصل أمامهم.