مضى بزحمة أحداثه، خيضت فيه حروب، وبنيت تحالفات ودمرت دول، ومات فيه ناس واطفال أبرياء، وجيء به أطفال ومواليد جدد لدنيا جديدة بالنسبة لهم، هكذا هي طبيعة هذه الحياة بحلوها ومرها، كنّا وطنيين ولازلنا، وعرباً مصريين اكثر من أبناء الصعيد وشبرا والمقطم وشرم وإسكندرية لحبنا لهذا البلد العربي العظيم والمضياف، ويمنيين نبكي على تمزقنا وخراب اوطاننا، كنّا ليبيين أكثر من أبناء مصراته وطبرق حينما دعينا لوحدة ليبيا والحفاظ عليها ولم شملها وترك الصراع الطائفي، وكنا سوريين اكثر من أبناء حلب ودمشق، اثر في قلوبنا ذلك الطفل السوري ايلان كردي الذي مات غرقاً في شواطيء تركيا حيث مخيمات اللجوء والتشرد، بيكيناه وشعرنا بحسرة وألم كبير لانه اي قيمة باقية اذا انهارت حقوق الطفولة؟…
وكنا عراقيين حينما نسمع عن تفجيرات في بغداد او سمراء او اي مدينة عراقية ونبكي وندين أشد الادانات اكثر من العراقيين أنفسهم… نخاف على مصير أوطاننا ككل، نودع العام المنصرم2016. الذي كان اكثر الأعوام دموية وحزناً وتشرذماً، على الصعيد العربي والمنطقة العربية..
نتمنى أن يتوقف نزيف الدم العربي في جميع الدول العربية، ونتمنى كذلك وقف القتال في بلدنا اليمن، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بشر وحياة وتوفير سبل بقاء ضرورية، في هذا العام الجديد.. سامحينا يا نساء ليبيا وسوريا وأمهات اليمن الثكالى كنّا جبناء لم نستطع إنقاذ ارواح ابنائكن، وبكينا على جثثهم وجنائزهم مثلنا بيكتن أنتن… نأمل أن يخـرجنا اللـه من هذه الحـروب الطائفـية في منـطقتنا العـربية التي تشـتعل بـها حروب دامية…
وأن يعم الأمن والسلام حول العالم بأسره، سنة ميلادية جديدة وسعيدة على الجميع دون أستثناء، وكل عام وجميع الأحبة في أصقاع الأرض وبقاعها المترامية الأطراف في قارات العالم الخمس عربا وعجماً مسلمين وغير مسلمين مسيحيين ويهودا وارثوذكس وأين كان دينهم أو عرقهم.
ننادي كصحافيين ضمائر العالم الحي َّ تجنيب أطفال العالم وخاصة في الدول التي تحتدم فيها الصراعات المسلحة ومنطقتنا العربية على وجه الخصوص، تجنيبهم نيران المواجهات المسلحة وعدم الزج بهم في جبهات القتال عنوة.. كما نطالب كافة المنظمات الدولية الإنسانية، العمل على إجلاء الأطفال والنساء من مواقع النزاعات المسلحة والعمل الجاد، على أن أن يكون هذا العام الجديد عام السلام للأطفال والنساء والإنسان ككل حول العالم.
صحافي من اليمن مقيم في نيويورك
محمد رشاد عبيد