درعا ـ «القدس العربي» ـ صرح الناطق الإعلامي باسم «تنسيقية السويداء» المعارضة للنظام السوري والذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الأسباب المباشرة للهجوم على حاجز المخابرات الجوية في المزرعة وتدميره، هو لبعـــــض التعــــديات أو المبالغـــات التي حصلت من قبل عناصر الحاجز بحق المدنيين من أهالي السويداء خلال عمليات التفتيش أو البحث عن مطلوبين.
ولكن الناطق قال أن ما فجّر الوضع هو تعدي هذا الحاجز على باص ركاب لأهل المزرعة وإطلاق النار عليه من قبل عناصره، وعلى الرغم من أنه لم يسقط ضحايا، لكن مجموعة من الأهالي منهم رجل دين جلهم من قرية المزرعة غربي السويداء قاموا بإزالة الحاجز بأيديهم العارية وبالمعاول والمطارق الثقيلة.
وأشار إلى عدم وجود قتلى أو جرحى، وكان الأهالي قد أبلغوا الجهة الأمنية بذلك في وقت سابق، بأنه في حال لم يزيلوا هذا الحاجز سيزيلونه بأنفسهم، وهذا ما حصل.
وأضاف أن هذه «الهبّات» التي تحدث في السويداء وما حصل هو إحداها، ليس لها خلفيات سياسية لها علاقة بمعارضة النظام، إنما هي نتيجة لممارسات السلطات الأمنية خلال الثورة السورية، والتي تحولت إلى حرب وهي ضمن ردود الأفعال و «الهبّات» التي لا أجـــندة لها سوى الذود عن الحقوق والأرض والكرامات، ولا تنتمي لا للثورة ولا لأي جهة معارضة رغم محاولة بعض الجهات نسبها لذلك.
وبين الناطق أن هذا لا يقلل من قيمتها وأهميتها، وبرأينا هي السبيل والمدخل الأمثل لفعل شيء ما إيجابي على حد تعبيره، موضحا إن هذه الحالات قد تكررت كثيرا في العامين الماضيين، ومنها حالات كانت مسلحة قام بها رجال دين لكن سلطة النظام لا تقوم بأي رد فعل مباشر أو مرئي أو استفزازي شديد، إنما تعمد لامتصاص النقمة بطرق خبيثة والتفافية، لذا لا يلحظ إي استنفار أو توتر في المنطقة، كما لو أن السلطة تقبل بذلك ومسلمة به، وهو غير صحيح لأنها ترد بطرق وأماكن أخرى.
وحول رأي التنسيقية بسير الحراك المعارض في السويداء، قال: «إلى الآن معيار الثورات والاحتجاجات وشدة المعارضة ليس واحدا، ولم يكن على السويداء التي تعاني ما تعانيه أن تدمر وتدفع آلاف الضحايا لتثبت معارضتها للنظام، كباقي المدن، إذ أنها على الأقل لم تكن بيئة حاضنة للمال الإسلامي والمتطرف الذي قطع الطريق على الثورة وخربها.
وبين أن «تنسيقة السويداء» هي من أولى التجمعات التي ظهرت في سورية كجهة معارضة جذريا لسلطة النظام، واسقطته في الشارع، عندما كانت درعا وحمص ودوما ترفع شعارات إصلاح النظام، ودفعت السويداء شهداء ومعتقلين في سبيل ذلك.
من جهة أخرى، يرى العديد من أهالي المناطق الثائرة أن السويداء لم تشكل تهديدا أو عامل ضغط على النظام السوري الذي يبطش بالمدنيين في مختلف المدن السورية، الأمر الذي ساعد على تقوية نظرية النظام خارجيا بأنه حام للأقليات، ويساعدهم في الصمود بوجه التنظيمات المتطرفة.
ويرى مراقبون أن أهالي السويداء اكتفوا بموقف المتفرج جراء ما يحصل لبقية أبناء وطنهم في مشهد مخالف لما عرف عن إباء أجدادهم، الذين قادوا الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي، مشيرين إلى أنه مهما كانت المخاوف من الفوضى ومن نفوذ تنظيمات متطرفة وغيرها فإنها لا تبرر الصمت المعيب التي تعيشه السويداء، والذي لا يخرج عنه إلا تحركات خجولة هنا أو هنالك تتحرك لمطالب فئوية لا لمطالب الثورة السورية.
يشار إلى أن الحاجز الذي أزيل على مدخل السويداء الغربي يمر منه أهالي القرى الغربية ودرعا إلى السويداء، وعلى طول الطريق الواصل للشيخ مسكين وقرى درعا تنتشر الحواجز التي تعـــود أغلبها للجان الشعبية والأحزاب والجماعات التي تدعم النظام عسكريا مثل الحزب القومي السوري وغيره، والحاجز الذي تم تدميره هو حاجز للجوية، ويقوم عليه عناصر مدنيون كما كل الحواجز، ويعتبر من الحواجز الرئيسية على الطريق المذكور.
مهند الحوراني