تهديدات بالقتل لنائب تونسي سابق دعا المصلين إلى دفع الديون المتراكمة للدول على الجوامع

حجم الخط
10

تونس – «القدس العربي» : أثار نائب تونسي سابق جدلا إثر دعوته من يصلون في الجوامع إلى دفع ديونها المستحقة للدولة وعدم الاتكال على الحكومة في هذا الأمر، حيث اتهمه بعض رجال الدين بـ«التحريض» على بيوت العبادة، كما أشار إلى أنه تلقى تهديدات بالقتل، وهو ما دفع عددا كبيرا من الحقوقيين والنشطاء للتعاطف معه ومطالبة السلطات بتأمين حماية أمنية له.
وقال النائب السابق محمود البارودي أكد خلال استضافته مؤخرا في برنامج تلفزيوني «أنا مع وجود دور عبادة في كامل تراب الجمهورية ولكن على من يبنيها أن يتكفل بدفع فواتير الماء والكهرباء الخاصة بها ويجب أن لا ينتظر الدولة حتى تقوم بذلك»، وأشار إلى أن دور العبادة يجب أن تكون مستقلة بذاتها وخاصة في ما يتعلق بدفع ديونها المتراكمة لصالح الدولة، داعيا المصلين في هذه الأماكن إلى «المساهمة ولو بنسبة بسيطة في سداد فواتير الكهرباء والماء الخاصة بها».
ويأتي تصريح البارودي بعد أيام من تأكيد وزير الشؤون الدينية أحمد عظوم أن ديون الوزارة لدى الشركة الوطنية للكهرباء والغاز بلغت 18.5 مليون دينار (7 مليون دولار) في حين أن الحكومة خصصت مبلغ 11 مليون دينار كمصاريف للكهرباء والماء في ميزانية 2018، داعيا إلى «ترشيد بناء المساجد، لأن كل مسجد جديد يحتاج إلى مصاريف صيانة ومصاريف منح تسند لإمام خمس والإمام الخطيب وغير ذلك من المصاريف التي لا يمكن للوزارة تحملها».
وأثار التصريح موجة من الجدل في البلاد، حيث كتب الشيخ بشير بن حسين على صفحته الرسمية في موقع «فيسبوك» مخاطبا البارودي «وانا اتحداك: يدفعها المصلون بشرط أن يختاروا إمامهم ولستم انتم الذين تعينون من ترضون عنه! يعني لا يكفي تقهرون المصلين بتنصيب إمام يكرهونه لتكون صلاته مردودة عليه وها انتم تطالبونهم بدفع فاتورة الكهرباء والماء؟! أيام قهر المصلين الله يقهركم!».
وأضاف في تدوينة أخرى «نداء الى كافة خطباء الجمهورية التونسية، اليوم الإنكار الشديد على من يحرّض على المساجد ويطالب بدفع فاتورة الكهرباء والماء». وتابع «ردّوا الأوقاف التي الغاها بورقيبة عليه من الله ما يستحق، تستغني المساجد عن مال الدولة!».
فيما اعتبر أحد النشطاء أن اقتراح البارودي «عقاب» للمصليين ولمن يساهم في بناء المساجد، فيما ذهب آخر إلى اتهامه بأنه «ليس مسلما ولا يصلي في المساجد».
فيما أكد البارودي أنه تلقى عدة تهديدات بالقتل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أنه أعلم وزارة الداخلية بها وهي بصدد متابعة الأمر.
وأطلق عدد من الحقوقيين والنشطاء حملة تضامن مع البارودي مطالبين بتأمين حماية أمنية خاصة له، حيث كتبت الإعلامية شهرزاد عكاشة «من يرغب بدخول الجنة عليك دفع ضريبة. ولسنا مستعدين كي ندفع نقودا بصيغة ضرائب لجوامع يتم في أغلبها نشر التطرف والتحريض على القتل. كل المساندة لمحمود البارودي ضد الحملة المستعرة من طرف الدواعش (عناصر تنظيم الدولة الإسلامية)»، فيما اعتبرت يمينة ثابت رئيسة «الجمعية التونسية لمساندة الأقليات» أنها اقتراح البارودي هو مناسبة جيدة للمطالبة بوقف بناء الجوامع على اعتبار وجود عدد كبير منها في البلاد.
وكان وزير الشؤون الدينية أحمد عظوم نفى في وقت سابق وجود أية مساجد خارجة عن سيطرة الوزارة، وأشار إلى أن «الدولة ليست وحدها المسؤولة عن حماية الشأن الديني وتحصين المجتمع من الرجعية والتطرف والإرهاب»، موضحا بقوله «من باب المواطنة أن يكون كل تونسي خط دفاع أول ودرع واق ضد مختلف التجاوزات التي قد تحصل في بيوت العبادة (كما أن غرس قيم الوسطية والتسامح وقبول الآخر يبدأ من الكتاتيب».

تهديدات بالقتل لنائب تونسي سابق دعا المصلين إلى دفع الديون المتراكمة للدول على الجوامع

حسن سلمان:

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول د حمود الفخري/واشنطن:

    نحن موافقين ندفع ل شي بشرط الناس من يضع الأئمة وليس المخابرات هههه

  2. يقول شيخ العرب:

    بعد استقلال تونس استولت الدولة على كل اوقاف المساجد والزوايا على اساس انها ستدير هذه الاوقاف وتتكفل بمصاريف وتدير هذه المساجد والزوايا .وللعلم كل المساجد التي تبنى بتراخيص من الحكومة…اذن اين المشكلة سيد بارودي؟

  3. يقول تونسي ابن الجمهورية:

    وقع استدعائى لحفل قران من طرف صديق أراد أن يعطيه صبغة دينية يعقده فى أحد المساجد …و عندما دخلت إلى المسجد و كان ذالك ذلك على الساعة الرابعة بعد صلاة العصر …كان باب الميضاء على يمين المدخل مفتوحا و رأيت اغلب الحنفيات ستيل هكذا و لا احد هناك …عند دخولنا إلى قاعة الصلاة كانت المكيفات تعمل بكل طاقتها …و فى اخر قاعة الصلاة هناك عشرة أشخاص نائمين على الحصيرة …يستمتعون ببرودة المكان ….وهو ما أثار استيائى فالمكيفات تعمل و الأبواب مفتوحة و الماء يسيل بدون رقيب و الفوانيس تعمل رغم اننا فى النهار ….
    شكرا سيد بارودى على قول الحقيقة و رميها على وجوه الجميع ….انا اقترح انا يقع تركيب أجهزة تحكم فى الكهرباء و الماء يقع فتحها قبل الصلاة بنصف ساعة و غلقها آليا نصف ساعة بعد كل صلاة ….او على الدولة أن تحدد فاتورة تقريبية للاستهلاك ….و ان وقع تجاوزها على المصلين دفع الفائض….وبمنطق دينى هذا من صميم الإسلام الذى يرفض التبذير و خصوصا سرقة أموال دافعى الضرائب….الى الامام و يجب فتح كل الملفات المسكوت عنها ….تحيا تونس تحيا الجمهورية

  4. يقول صالح الحراشي:

    أول من يرفض هذا الإقتراح ويتصدى له ويمنع من تحقيقه بكل الوسائل، هو نظام الحكم في تونس بنفسه، لأنه سيحرم السلطة من التصرف في المساجد وكتابة خطب الجمعة وتعيين الأئمة والتدخل في كل صغيرة وكبيرة في المسجد، ولعلم صاحب الإقتراح فإن الثورة الإيرانية ما كانت لتكون لولا استقلال الحسينيات والحوزات الشيعية عن نظام حكم الشاه.

  5. يقول سعيد:

    الاوقاف الاسلامية من اغنى الممتلكات تم اتلافها و التصرف فيها من طرف هذه الحكومات العفنة و يستنكرون دفع بضع ملايين لو قورنت بما ينفق عليهم كسياسيين و مسؤولين و على رفاهيتهم و عائلاتهم لكانت لا شئ،عجبي لهذا الشخص و من على شاكلته،عليهم ان ينظروا الى ممتلكات الكنيسة الضخمة و انفاقها على رجالها و مؤسساتها و نحن في ايطاليا يتم تحويل نسبة من الدخل لكل فرد الى الكنيسة بشكل تلقائي الا اذا تدخلت و اخترت وجهة اخرى دينية او خيرية او للبحث العلمي،و ظللت عشر سنوات اجهل هذه المعلومة ….اذا حكامنا ضجوا من الانفاق على دور العباد فليتركوا الشأن الديني مستقلا فهو قادر على ايجاد الموارد الضرورية بعيدا عن الميزانيات العمومية….

  6. يقول مواطن - ليبيا:

    منذ سنوات تشن حرب شعواء علي الاسلام في تونس في محاولة بشعة لسلخ المجتمع التونسي عن دينه الاسلامي
    لسنا من عشاق نظرية المؤامرة ولكن من الذي يدفع لهؤلاء النشطاء الذين ينتقدون كل مايمت للاسلام بصلة
    ويدافعون عن العلمانية الاوروبية أكثر من الاوروب أنفسهم

    1. يقول تونسي ابن الجمهورية:

      @مواطن : و الله انا سعيد لانكم فى ليبيا المسلمة الشعب يعيش دينه فى ابهى المظاهر الله يدوم عليكم هذه النعمة ….تحيا تونس تحيا الجمهورية

  7. يقول محمد فوزي التريكي:

    «الكنيسة ملأت الفراغ الأخلاقي بسبب غياب القيم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي»، واعتبرها «شريكاً طبيعياً للسلطة السياسية».هكذا يقول بوتين
    كنائسهم تعمل بحرية مطلقة ولا رقابة للدولة عليها 140 الف كنيسة برووستانتينية في امريكا ما تجمع هذه الكنائس في امريكا من اموال يفوق قيمة الأموال التي يجمعها كل من الحزب الجمهور ي والديمقراطي تتدخل هذه الكنائس في الشأن السياسي الأمريكي ولا يتدخل الساسة في فيها وتأثر في نتائج الإنتخابات وفي السياسة الخارجية الأمريكية .
    اصبح المسلمون ايتاما في وادي الذئاب.

  8. يقول عبد الله الجزائري:

    هناك رأي ثالث يجب وضع عدادات للكهرباء و الماء في المساجد و علي المواطنين و ليس المصلين فقط دفع ثمن معلوم و مدروس كل شهر إلى صندوق المسجد و لا تتدخل الدولة في تسييره و لها الحق ان تراقب الاموال و تأمينها بدون تدخل مباشر. الحقيقة تقال نحن نري بأم اعيننا كيف يبذرون الماء و الكهرباء في مساجدنا لانهم يعلمون انه بلا مقابل. و الله في كتابه العزيز يقول ( ان المبذرين كانو إخوان االشياطين و كان الشيطان لربه كفورا)

  9. يقول محمد التاج:

    من نعم الله ان الارض كلها مسجد وطهور ويصلى المسلم فى اى مكان طاهر
    ونستغرب ان يخرج هذا الوزير او غيره ويطلب اجور على استعمال الارض التى يصلى عليها المسلم
    اقطعو الكهرباء والماء ولايضر الاسلام شىء
    ولو تعلمون اجر من بنى مسجد
    بنى الله له بيت ف الجنه
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عثمان ابن عفان رض الله عنه : من بنى مسجداً لله بنى الله له في الجنة مثله”. رواه البخاري ومسلم

إشترك في قائمتنا البريدية