تونس – «القدس العربي» تحول الصراع بين نائب رئيس حزب «نداء تونس» حافظ قائد السبسي وأمينه العام السابق محسن مرزوق إلى معركة «كسر عظم»، حيث نظم «النداء» مؤتمراً حاشداً في مدينة «سوسة» الساحلية حضره 1400 شخص بينهم عدد من الزعماء السياسيين في البلاد، فيما عقد مرزوق اجتماعاً شعبياً في العاصمة حضره حوالي 5 آلاف شخص بينهم قيادات سابقة من «النداء»، في وقت تواصل فيه نزيف الاستقالات داخل الحزب الحاكم ليصل إلى 17 نائباً و42 عضواً في المكتب التنفيذي.
وشهد المؤتمر التوافقي (التأسيسي) لـ«نداء تونس» حضور عدد كبير من الزعماء السياسيين وممثلي منظمات المجتمع المدني، أبرزهم رئيس حركة «النهضة» الشيخ راشد الغنوشي ورئيس «الاتحاد الوطني الحر» سليم الرياحي.
وافتتح الرئيس الباجي قائد السبسي (مؤسس الحزب) المؤتمر، مشيرا إلى أن «نداء تونس» تجاوز أزمته التي قال إنها اندلعت بسبب «مصالح شخصية وحزبية ضيقة»، وهدد كل من يخرج عن خط «الوسطية» بأنه لا مكان له في «نداء تونس»، داعيا المجتمعين إلى احترام قرارات لجنة التوافقات وتبني الفكر البورقيبي (نسبة إلى الزعيم الحبيب بورقيبة) كمرجعية لهم.
وأثار حضور قائد السبسي لمؤتمر «النداء» جدلا كبيرا وانتقادات واسعة من قبل بعض أحزاب المعارضة التي اتهمته بـ«خرق الدستور»، في وقت دعاه فيه مرزوق لافتتاح مؤتمر حزبه الجديد في الثاني من آذار/مارس القادم باعتباره «رئيس كل التونسيين».
وخلال المؤتمر، اعتبر الغنوشي أن وجود «نداء تونس» هو مكسب لحركة «النهضة»، مشيرا إلى أنه صنع توزاناً في الحياة السياسية في تونس، غير أن تصريحه حول اعتبار تونس «طائراً يحلق بجناحي النهضة والنداء» أثار جدلاً، حيث اعتبره البعض محاولة لتهميش القوى السياسية الأخرى، إلا أن الغنوشي أوضح لاحقا أنه لم يقصد التقليل من أهمية بقية الأحزاب الأخرى المشاركة في الائتلاف الحاكم (الاتحاد الوطني الحر وآفاق تونس). وشهد مؤتمر «النداء» خلافات عدة قادت لاتخاذ جملة من القرارات وإلغائها لاحقا، من بينها الإعلان عن أمانة عامة للحزب تضم ستة قياديين، ومن ثم إلغاؤها بعد رفض البعض لأعضائها وخاصة القياديين بشرى بلحاج حميدة وفوزي اللومي على اعتبار أنهما محسوبان على شق محسن مرزوق، حيث تم تعويض الأمانة العامة بمدير تنفيذي وهيئة سياسية تضم سبعة عشر عضواً وناطقاً رسمياً.
كما أدى الاحتقان المتواصل خلال الاجتماع إلى تعليق الجلسة بشكل مؤقت وانسحاب رئيس المؤتمر رافع بن عاشور بسبب الخلاف المستمر على النظام الداخلي، قبل أن يعود عاشور لاحقا ليتم الاتفاق على التصويت على النظام الداخلي للحزب كل فصل على حدة، وانتخاب القيادات بدل تعيينها.
على الجانب الآخر، عقد محسن رزوق لقاء شعبيا كبيرا في العاصمة تحت عنوان «من أجل تجديد المشروع الوطني العصري»، أعلن خلاله مواصلة «المشروع البورقيبي» الذي قام عليه حزب «نداء تونس»، مشيرا إلى أن حزبه الجديد الذي سيعلن عنه رسميا في آذار/مارس المقبل سيشارك في الانتخابات البلدية المقبلة وسيكون «المنافس الأول» للأحزاب الكبرى في البلاد.
وأشار إلى أن كتلته البرلمانية الجديدة (17 نائباً) التي انشقت عن حزب «نداء تونس» ستكون بين منزلتين في البرلمان (لا مع المعارضة ولا مع الائتلاف الحاكم)، مشيرا في المقابل إلى أن حزبه سيقوم باستشارة شعبية لمليون ناخب (صوتوا في وقت سابق للنداء) لتقرير خريطة تحالفاته المستقبلية، وهو ما اعتبره البعض «ارتباكاً وعدم وضوح في الرؤية» لدى مرزوق الذي ما زال يتكئ على قواعد حزبه السابق لتدعيم مشروع السياسي الجديد، الذي ما زالت مقومات نجاحه غير مضمونة حتى الآن.
وفي السياق ذاته أكدت مصادر من داخل شق مرزوق استقالة 42 عضوا من المكتب التنفيذي لـ»نداء تونس» وانضمامه لمشروع مرزوق الجديد، في وقت خسر فيه «النداء» 17 نائبا (من أصل 86) ليتساوى مع حركة «النهضة» التي تمتلك 69 نائبا، وهو ما يطرح تساؤلات حول الخريطة السياسية المقبلة للبلاد، في حال قررت «النهضة» تغيير تحالفاتها، رغم أن الحرك الإسلامية أكدت في مناسبات عدة أنها لا تسعى لاستغلال أزمة «النداء» في تحقيق مكاسب سياسية.
حسن سلمان
مأسات السياسة العربية بصفة عامة ومأسات سياسة تونس بصفة خاصة شباب تونسي ضائع تستغل فيه مخابرات يعلم الله من هي لاعمال إرهابية وتتاجر به تستغل هذه المخابرات لتشويه صمعة تونس وصمعة العرب حالة إقتصادية مزرية سياسين يغردون خارج السراب عايشين في قصرهم العاجي .الاصلاح في تونس يتطلب مجهود خارق للعادة ليس حديث في السياسة فقط, بل يتطلب ناس عندهم رؤية فنتزيا يتطلب علماء بأتم معني الكلمة .لا التكتيك السياسي ولا تحالفات السياسية ستخرجنا تونس من الأزمة