تونس – «القدس العربي»: قال نائب رئيس حركة النهضة عبدالفتاح مورو إنه يفكر في اعتزال السياسة بشكل كلي، داعياً إلى منح الشباب نحو ثلث المناصب القيادية في الحركة الإٍسلامية، كما أشار مورو إلى أن «النهضة» تتجه لتغيير اسمها والتحول تدريجياً إلى حزب سياسي كبقية الأحزاب العريقة في العالم.
وأضاف في تصريح لعدد من وسائل الإعلام على هامش المؤتمر الجهوي للحركة في ولاية «نابل»: «ليس لدي أي اهتمام بالترشح لرئاسة حركة النهضة خلال المؤتمر العاشر المقبل، بل إنني أفكر في مغادرة الحياة السياسية، وأنا أعتز بأن ورائي حزباً قوياً ولا أرغب بمواصلة عمل المسؤول داخل الحركة، لذلك سأطرح على حزبي بأن يسمح لي بالخروج من العمل السياسي لأنه آن الأوان أن نترك المجال للشباب، والذين يتحدثون عن أن المستقبل بيد الشباب يجب أن لا يبقوا حجر عثرة في طريقه، فأنا الآن في السبعين وهناك شباب عمره أربعون يدرك الحياة أفضل مني ولديه نشاط أكثر مني».
وأشار إلى أنه قدم مقترحات لقيادة الحركة بأن يشكل الشباب دون الأربعين عاماً ثلث قيادات الحركة، مضيفاً «أنا أخجل اليوم (عندما نتحدث) في تونس بعد الثورة، لدينا ديمقراطية لكن قياداتنا السياسية كبيرة في السن، مع احترامي لأدائهم وهم على مستوى عظيم من الوطنية، ولكن يجب أن نفسح المجال للشباب».
وجاءت تصريحات مورو بعد نفيه قبل أشهر نيته الاستقالة في الحركة، لكنها تأتي أيضاً في ظل الحديث عن احتمال مغادرة عدد من القيادات البارزة للحركة الإسلامية خلال مؤتمرها العاشر الذي يفترض عقده في نهاية أبريل/نيسان المقبل، وهو ما يفسره بعض المراقبين بوجود خلافات كبيرة داخل «النهضة».
وكان نائب رئيس حركة النهضة عبدالحميد الجلاصي أشار قبل أيام في حديث لـ «القدس العربي» إلى احتمال مغادرته للحركة، مؤكداً أنها تحتاج لجرعة كبيرة من الديمقراطية والشفافية والتنافس.
من جهة أخرى، أشار مورو إلى أن المؤتمر العاشر المقبل للحركة يكتسب أهمية كبيرة من كونه «أول مؤتمر حقيقي بعد السماح للنهضة بتأسيس حزب، كما أنه يحدد المعالم الهامة لهذا الحزب في المستقبل، فكما أن البلد في حالة تأسيس بما فيها تأسيس الأحزاب، فإن حركة النهضة من الأحزاب التي تريد إعادة هيكلة نفسها وتأسيس نظرة مستقبلية تتضمن أهدافاً مرحلية ومقبلة وهذا سيتم خلال المؤتمر المقبل».
وأضاف «أنا من الناس الذين يدعون لأن تكون حركة النهضة حزباً بأتم معنى الكلمة، يعني حزباً بالتعريف الذي تقتضيه كلمة حزب، فأنا أتحدث اليوم عن حزب النهضة بعد عشرين عاماً لأننا اليوم في مرحلة تأسيس، لكن أنا أفكر في حزب له أداء وعطاء وكوادر وقيادات ورؤية، وهذا سيكون بعد عشرين عاماً، نحن نمارس الحياة السياسة، لكن نريد أن تكون لحزبنا تقاليد في البلد، لدينا أخطاء كثيرة، وليس لدينا مثال لنؤسس عليه، لذلك نحاول نحت مثال يتلاءم مع وضع تونس ومتطلباتها، ويكون قادراً على أن يقدم شيئا للبلد، عبر برامج تلتصق بمشاكل الشعب وتكون قادرة على حلها».
وأكد، في السياق، أنه سيتم اختيار اسم جديد للحركة (لم يُحدد بعد) سيشكل عنواناً لمرحلة جديدة، مضيفاً «الاسم مسألة جزئية، فالأصل هو تحديد المرحلة وعنوانها وهدفها، وعنوان المرحلة المقبلة هو التأسيس، فنحن نريد التأسيس لحزب حقيقي يكون ملتصقاً بهموم الشعب، ولديه قيادة من نخب البلد تهتم بالتنمية وتركيز المؤسسات الديمقراطية، ولا يكون حزباً فئوياً أو مخاصماً على أساس انتماء إيديولوجي، وإنما حزب قائم على أساس معطيات موضوعية وبرنامج محدد في السياسة والاقتصاد والثقافة».
حسن سلمان
وتلك هي إحدى إخفاقات النهضة بعد إفلاسها سياسيا.
إذا كانت النهضة لم تخدم تونس غير أنها أثقلت كاهلها بتوظيف عجائزها على حساب الشباب وإذا كانت قد نهبت خزينتها بالتعويضات على حساب الفقراء فكيف للنهضة أن تطالب أية وسيلة إعلام أن تلمع لها صورتها وهي التي قد رفضها الشعب التونسي جملة وتفصيلا بعد أن اكشفت حقيقتها.