تونس – «القدس العربي»: فنّدت حركة «النهضة» التونسية تصريحات منسوبة للأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبّوبي اتهم فيها نائب رئيس الحركة بالفساد، فيما تسببت تصريحات منسوبة لأحد القياديين في حزب «نداء تونس» ضد «النهضة» بتراشق بين قيادات في كلا الحزبين، قبل أن يصدر «النداء» بياناً اتهم فيه وسائل الإعلام بـ»التلاعب» بتصريحات القيادي المذكور بهدف التسبب بصدام بين أكبر حزبين متحالفين في البلاد.
وكانت وسائل إعلام نسبت للطبوبي اتهامه لعدد من الوجوه السياسية في تونس، من بينها نائب رئيسي البرلمان وحركة «النهضة» عبد الفتّاح مورو، بـ»التهافت على مستثمر ايطالي لتمكينه من شراء 49 في المئة من أسهم الشركة الوطنية للحديد والفولاذ بقيمة زهيدة لا تتجاوز الـ50 مليون دينار (أكثر من عشرين مليون دولار)، وبقروض تعطى له من بنوك تونسية».
وأصدرت الحركة بياناً أكدت فيه أن مورو «لا علاقة له اصلاً بهذا الموضوع وانه قد تم حشر اسمه باطلاً»، مطالة الطبوبي بتقديم الدليل على اتهامه. وأضاف البيان «يهم حركة النهضة ان تؤكد حرصها على حفظ المال العام ومحاربة الفساد وتطوير المؤسسات العمومية واصلاحها».
من جانب آخر، تداولت عدد من وسائل الإعلام شريط فيديو للقيادي في حزب «نداء تونس» الشيخ فريد الباجي خلال اجتماع حزبي في مدينة «القيروان»، أكد فيه أن الرئيس الباجي قائد السبسي تعهّد بإزاحة النهضة من تونس «كإزالة الخاتم من الإصبع»، مشيراً إلى أن هذا الأمر لن يكون «بالطريقة العسكرية مثلما جرى في مصر بل بسياسة بورقيبة باستعمال الفكر»، كما أكد فريد الباجي في شريط الفيديو ذاته أنه يرغب في «ذوبان» النهضة في تونس بشكل نهائي، مشيراً إلى أنه لا يتمنى فوز هذا الحزب في الانتخابات المقبلة.
التصريحات المنسوبة للشيخ الباجي أثارت تراشقاً كبيراً بين عدد من القيادات في حزبي «نداء تونس» و»النهضة»، حيث كتب القيادي البارز في «النهضة» عبد اللطيف المكّي على صفحته في موقع «فيسبوك»: «بالأمس روى الباجي عن الباجي كلاماً شاهده الجميع مصوراً ومنطوقاً باستغراب كبير كاستغراب من رأى غراباً أبيض. قولاً يقوله صاحبه وهو مزهو جداً بما يكشف عن قبح مخزونه النفسي الإقصائي والكره الذي يدشن به حياته السياسية الرسمية ويكذب كل ما كان يدعيه سابقاً في وسائل الإعلام من أنه محايد ولا يشتغل بالسياسة اذ بحكم ما قاله (قلت لسي الباجي أنا ما نحبش حزب النهضة ينجح ونحبو يذوب) لأن كلامه كان سابقاً لانتمائه للنداء وليس لاحقاً».
وأضاف «أما تبجحه بأنه يرفض السيناريو المصري فليعلم أن ذلك ليس بفضله ولا بفضل أمثاله بل بفضل الله ثم الشعب التونسي ومؤسساته وثوابته وأن وجود النهضة هو بفضل تضحيات أبنائها واحتضان الشعب التونسي واستحقاقات ثورته.. وبغض الطرف عن صحة نسبة الكلام الى صاحبه فإن مضمونه غير أخلاقي إذ ما هكذا يعامل الشركاء وما هكذا تبنى الثقة وما هكذا نجمع الوطن والمجتمع وقت الشدة التي نمر بها وهذا عكس نوايا قيادة حركة النهضة التي دخلت هذا التحالف بنية صادقة لإنجاحه وقدمت له ما تستطيع من جهود وفرص وتنازلات تسببت في جدل حاد داخلها مما جعل النهضة «لا تحكم في شيء» كما قال فريد الباجي. والفرق في النوايا هو الفرق بين اخلاق الديمقراطي وغير الديمقراطي. بين الحريص على بناء وحدة البلاد وتماسكها وبين من لا يهمه سيلان دم عشرين ألفاً من التونسيين لتسقط الترويكا. بين من يستغل مساحات الاتفاق وان ضاقت ليضيق مساحات الاختلاف وبين من يختلق الشقاق».
وتابع «وإن كان الحديث صحيحاً فهي الطامة الكبرى ويقتضي من الباجي المنقول عنه الحديث التوضيح للمجموعة الوطنية لأن أذى مضمون الحديث طال الشعب بأكمله ويجعله لا يثق بشيء، كما يقتضي معاقبة الباجي الثاني (الشيخ فريد) بطرده من الحزب لأن المجالس بأماناتها، وهو يعرف هذه القاعدة الأخلاقية جيداً باعتباره محترفاً للتدريس الديني، ولا يفسر سلوكه هذا الا احتمال واحد كونه مدسوساً في النداء ليفضحه من الداخل تحت غطاء التعصب والدفاع عن النداء لصالح جهة أخرى تتقاسم مع النداء القواعد أو الشعارات، والا بماذا نفسر انتماءه المفاجئ للنداء وهو الذي كان يقسم أنه لن يمارس السياسة باعتبارها نجاسة ورغم أنه فسر ذلك بأنه أراد بانضمامه للنداء الإنقاص من النجاسة، فإنه بفعلته هذه زاد من النجاسة وشوه العمامة والجبة كما لم يشوهها أحد. وإن كان حديثه مكذوباً فهي سقطة أخلاقية مدوية تقتضي أولاً عدم تصديقه أبداً في أي حديث يقوله مستقبلاً فمن يكذب مرة يكذب مرات، كما يقتضي طرده من حزب النداء لكي لا يتحمل مسؤولية كذبه حالياً ومستقبلاً».
ورد الشيخ فريد عبر صفحته على «فيسبوك»، حيث كتب «لقد كتب عبد اللطيف المكي القيادي الاخواني في النهضة مقالاً في صفحته يهاجمني فيه بحقد وبألفاظ مبتذلة، والرد عليه هو أن أمتثل فيه قول الله تعالى: وأعرض عن الجاهلين».
فيما أصدر حزب «نداء تونس» بياناً أكد فيه أن «الموقف الرسمي للحركة من كبرى القضايا السياسية في البلاد لا تعبر عنها إلا بياناتها الرسمية وما يصدر عن قياداتها من مواقف في إطار التكليف الرسمي»، مشيراً إلى أن ما ورد على لسان الشيخ فريد الباجي خلال اجتماع حزبي في مدينة القيروان «تم التلاعب بمضامينه بحثاً عن إثارة إعلامية عابرة، حيث نقل ما تم الحديث بينه وبين الرئيس المؤسس للحزب سنة 2012 من مواقف تتعلق بأن الصراع مع الخصوم السياسيين لا يمكن أن يكون إلا عبر صناديق الاقتراع وليس العنف والفوضى، وبأن الرؤية السليمة تجاه كل الحركات السياسية ومنها حركة النهضة هو العمل على إدماجها في النسق التونسي وليس على استعدائها بالمنطق الأمني الاستئصالي».
وأضاف البيان «تؤكد حركة نداء تونس انها لا تملك خطاباً مزدوجاً وأنها تتحمل بشكل كامل مسؤولية مواقفها الرسمية وأنها ستمضي قدماً على طريق الخط السياسي الذي انتهجته خدمة للمصالح العليا لتونس في الاستقرار متمسكة بمنهج التعايش والتوافق طريقاً لتجنيب بلادنا سيناريوهات التوترات والانقسامات والفتنة».
ومنذ انتخابات 2014، قرر حزب «نداء تونس» تشكيل ائتلاف حاكم مع خصمه السياسي الأبرز حركة «النهضة» ضمن سياسة التوافق التي تمت صياغتها خلال اللقاء البارز الذي جمع مؤسسي الحزبين الرئيس الباجي قائد السبسي والشيخ راشد الغنوشي ضمن ما سمي بـ»لقاء باريس» عام 2013.
حسن سلمان
النهضة نكبة على البلاد. فهي ماركة مسجلة من البَلادة بعد أن استهبلت الشعب في معظمه. فهي اليوم تتشفى في المواطن والحال التي آل إليه وضعه.
وهي ” لابدة ” في الدورة تنتظر أن تجثم على خرابها حتى تفعل ما يحلو لها معتقد أنها سوف تحصد بأصوات انتخابات 2019.
يُمكنونه من نصف مصنع الفولاذ ويعطونه قرضا من بنوك تونسية تدفع فيها الطبقة الوسطى نصف مرتباتها في فترة لا تتعدى الخمسة سنوات بفائض مشط. النهضة لا يهمها لأن أثرياء اليوم هم من النهضاويين بعد أن إمتلؤوا بأموال الشعب الذي مازالت فئة منهم تشرب من الغدران. لعمري إنه الغدر والخيانة.
تونس لا تزال مستهدفة من قوى داخلية وخارجية ويراد ان تتطاح بتجربتها الديمقراطية والتي يخاف الكثير أن يبنى عليها في المنطقة، والنهضة تدرك تماما دقة المرحلة والأجواء التي تحيط فيها وهي دائما تغلب مصلحة تونس وتجربتها الواعدة في الحكم على مصالحها الحزبية ومن هنا عملت كصمام الأمان لحفظ تونس ومسيرتها الديمقراطية وعليه لا بد من العمل على تجاوز الأزمة ومحاصرتها حتى لا تنفخ فيها أبواق الفتنة أكثر.
أية بلادة وركاكة في إضافة سنوات الماجستير للإلتحاق بمعهد القضاء والحال أنه يمكن النظر في البرامج أصلا إن النواياة غير المقصودة.
الإصرار على عدم التراجع عن الأمر الحكومي 345 لا يُبرئ الشريك ، النهضة ، في هكذا مسألة لهم خلفية فيها أيام أن كانوا لا يعتقدون أنهم سيصلون يوما ما إلى فلما وصلوا لم يغيروا إنما يريدون توريط النداء من خلال التشارك في الحكم أو بالأحرى ليكون ضمن حملتهم الإنتخابية المقبلة ليكسبوا مزيدا من الأصوا. وهنا على الشق الحاكم من النداء أن يتغدى بالنهضة ويتراجع عن هكذا أمر وأوامر أخرى لا تخدم غير النهضة.